أعلن رئيس الوزراء العراقي أن قوات بلاده تتحرك في الموصل حاليا لتحريرها من سيطرة تنظيم داعش مشيرًا الى أنها تواجه تحديا خطيرا آخر متمثلا بعصابات الجريمة المنظمة التي تنفذ عمليات قتل وخطف وهو ما يتطلب جهدا كبيرا للتخلص منها،&بينما اعتبر الصدر استقالة سبعة وزراء أولى ثمار المطالبة بالاصلاح داعيا البرلمان الى الانعقاد فورا لاختيار بدائل عنهم.

إيلاف من لندن:&اكد رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي أن قوات بلاده "تتحرك حاليا في الموصل لتحريرها من آخر معاقل عصابات داعش الارهابية" .. وقال خلال حضوره حفل تخرج الدورة 24 لأفواج مقاتلة الدروع ومكافحة الشغب والشرطة الاتحادية وشؤون الشرطة في بغداد اليوم ان حكومته ماضية بمحاربة وملاحقة الإرهاب الذي تحقق عليه الانتصارات المتتالية وتحرير مدن العراق الواحدة تلو الاخرى.

وحذر العبادي من أن بلاده تواجه تحديا ثانيا "والمتمثل بمحاولة الإرهاب الجبان قتل الابرياء للتغطية على هزائمه وهذا الارهاب لدينا الخطط لمواجهته بطرق اخرى مشيرا الى ان العراق والمنطقة بل العالم اجمع يتعرض لخطر هذا الارهاب ما يستوجب التعاون للقضاء عليه" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف".

تحرير المدينة

واليوم أكد قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل ان الاستعداد لعملية تحرير الموصل تجري بشكل جيد وكذلك هناك استعدادات لما بعد معركة التحرير. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر في واشنطن ان معركة تحرير الموصل سيكون لها استعدادات جيدة& وكذلك هناك اجراءات لما بعد تحرير المدينة.


بدوره قال كارتر "اننا نعمل مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني على التنسيق لحسم معركة الموصل من الجوانب العسكرية وكذلك نبحث عملية اخلاء النازحين& وحتى ما بعد عملية التحرير وعملية اعادة اعمار المناطق المحررة ". واشار الى ان هناك دولا مستعدة لدعم الحرب ضد داعش، معلنا ان فرنسا تعتزم إرسال حاملة طائرات الى المنطقة لمحاربة داعش فيما سترسل المملكة المتحدة المزيد من المدربين العسكريين الى العراق.&

القضاء على الارهاب

ومن جهة اخرى، اشار العبادي الى ان "عصابات الجريمة المنظمة المتمثلة بالقتل والخطف والفساد المنظم تمثل تحديا آخر للبلد وهو تحد خطير يحتاج لجهد كبير لمواجهته وقواتنا قادرة على التخلص من هذه العصابات" من دون توضيح الإجراءات المتخذة في هذا المجال.

وقال "ان الارهاب وكلما يتلقى منا ضربات وهزائم فان هناك من يحاول احداث فتنة واحداث شغب ومشاكل وازمات".. مؤكدا "اننا سنستمر بدحر الارهاب وبجهود القوات الجبارة سنقضي عليه".

يذكر ان حالة من الرعب لدى العراقيين تتفاقم هذه الايام من عودة العنف الطائفي إلى البلاد مستندين بذلك إلى حالة مشابهة كانت سائدة وقت اندلاع الفتنة الطائفية في البلاد بين عامي 2006 و 2008 متمثلة هذه الايام بانتشار الجثث المجهولة حيث تتسلم المستشفيات وادارات الطب العدلي عشرات الجثث يوميا أغلبها قُتلت بطلقات نارية باتجاه الرأس ومعظمها مجهولة الهوية يتم الاحتفاظ بها بعد تصويرها.

ويدفع هذا الخوف من ارتفاع العنف ووصوله إلى حالات مشابهة لأيام العنف الطائفي الذي ضرب البلاد سابقاً الكثير من العائلات العراقية حاليا إلى تغيير سكنها أو ترحيل أبنائها إلى مناطق أخرى حفاظاً على حياتهم مؤكدين أن العنف الطائفي يستهدف الشباب بشكل أكبر.

ويؤكد أحد مسؤولي دائرة الطب العدلي في مدينة الطب في بغداد على وجود ارتفاع ملحوظ في عدد الجثث الجهولة التي تصل الى الدائرة يومياً حيث يتمّ استقبال ما بين 10 الى 15 جثة مجهولة الهوية يومياً من مناطق متفرقة من العاصمة .

&استقالة الوزراء

اعتبر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر استقالة الوزراء العراقيين السبعة خلال اليومين الماضيين،&اولى ثمار مطالبة الثوار بالإصلاح معربا عن الامل في أن يغلب البقية المصلحة العامة ويقدمون استقالاتهم فوراً داعيا البرلمان الى الانعقاد وابقاء جلساته مفتوحة لحين إتمام ايجاد البدلاء،&وطالب الصدر في بيان صحافي الخميس اطلعت على نصه “إيلاف" تعليقا على استقالة 7 وزراء عراقيين وقبول العبادي لها خلال 48 ساعة الماضية الكتل السياسية الى عدم الضغط على رئيس الوزراء في ايجاد بديل أسوأ بل السعي الحثيث الى اختيار شخصيات تكنوقراط مستقلة تعمل لصالح العراق وليس لصالح الحزب.

ودعا الى محاسبة الوزراء الفاسدين من المستقيلين وعدم السماح بنجاتهم من العقاب، مؤكدا على ضرورة انعقاد مجلس النواب وابقاء جلسته مفتوحة لحين ايجاد البدلاء من الوزراء .&

وأيّد الصدر قبول استقالة ثلث من الوزراء آملاً من الباقين التماشي مع مطالب الشعب من خلال تقديمهم استقالاتهم ووضعها بين يدي رئيس الوزراء فوراً،& منوها بأنه لايجب ان تكون هذه الاستقالات للوزارات فقط بل لتشمل جميع المناصب الحكومية . وأكد ضرورة عدم تهميش المرشحين التكنوقراط الذين أجمعت الكل على حياديتهم واسقلاليتهم مبيناً انهم يمثلون العراق كافة ولا يمثلون التيار الصدري.

وناشد الكتل السياسية عدم الضغط على رئيس الوزراء لإيجاد بديل أسوأ أو مماثل بل السعي لإيجاد بدلاء تكنوقراط مستقلين يعملون لصالح العراق لا لصالح الحزب وإبعاد البدلاء عن المحاصصة الحزبية والطائفية والعرقية والفئوية. وشدد على ضرورة العمل لإيجاد حلول سريعة لعدم تعطيل الخدمة للشعب من خلال الوزارات التي استقال وزراءها وكذلك عدم تعطيل المصالح العامة .&

حكومة الحزب الواحد

وحذر الصدر من تحول الحكومة الى حكومة الحزب الواحد .. موضحاً ان عملية التعديل الوزاري وتبديل الوزراء بمستقلين وغيرها من الأمور الإصلاحية لا دخل لها بتحرير المناطق المغتصبة من تنظيم داعش ..& راجياً عدم تأجيلها الى حين إكمال التحرير.

وبارك "جهود الثوار اقتطاف أول ثمار الإصلاح حاثاً اياهم على الصبر فمسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة" في اشارة الى تظاهرات الاحتجاج التي يقودها في ايام الجمعة من كل اسبوع.&

وكان العبادي قبل خلال 48 ساعة الاخيرة استقالة سبعة وزراء هم للداخلية والتعليم العالي والنفط &والنقل والاعمار والاسكان والموارد المائية والصناعة والمعادن. وأبلغ مصدر عراقي "إيلاف" ان العبادي قد بدأ اتصالات مع القوى السياسية لترشيح بدلاء عن الوزراء المستقيلين وسط مطالبات شعبية بان يكونوا من التكنوقراط المستقلين، واشار الى ان& العبادي سيقدم خلال الاسبوع المقبل سبعة وزراء جدد ضمن تشكيلته الوزارية.


وكانت المحكمة الاتحادية العليا قد ابطلت في 28 من الشهر الماضي جلسة للبرلمان أقر خلالها النواب تعديلا وزاريا جزئيا واعتبرتها غير دستورية مقوضة بذلك أهم مكاسب رئيس الوزراء حيدر العبادي في الأزمة السياسية الممتدة منذ أشهر. ومثل الحكم ضربة لمحاولة العبادي تعيين وزراء من التكنوقراط بدلا من سياسيين كانوا قد اختيروا لتحقيق توازن بين الانتماءات الحزبية والعرقية والمذهبية في العراق.&

وكان الرئيس العراقي فؤاد معصوم قد شكك الاسبوع الماضي بقدرة العبادي على مواجهة الكتل السياسية وفرض وزراء تكنوقراط تنفيذا لمطالب المواطنين واشار الى انه غير واثق من قدرة رئيس الوزراء حيدر العبادي على مواجهة الكتل السياسية في حال لم تقدم له شخصيات تكنوقراط لشغل المناصب الوزارية وقال إنه من المفترض أن تقدم الكتل السياسية لحكومة التكنوقراط أناسا متخصصين في مجال وزاراتهم أو لديهم الكفاءة الإدارية لانه عندما لا يكون الاختيار على هذا الأساس فإن رئيس الوزراء لا يستطيع مواجهة الكتل السياسية وسيضطر إلى القبول بما يقدم له من ترشيحات.