إيلاف من&بيروت: حذّر مجلس الأمن من انتقال النزاع والعنف إلى لبنان، فكيف يحمي لبنان نفسه أمام المخاطر، وأي دور لإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية في موعدها في حماية لبنان من أي عنف منتظر؟

يعتبر النائب نضال طعمة في حديثه لـ"إيلاف" أن لبنان يستطيع أن يحمي نفسه بانتخاب رئيس للجمهورية، وعندما تكون المؤسسات في لبنان بلا رأس يحميها فهي معرضة لكل الأخطار، لذلك علينا أن نعيد حساباتنا كلبنانيين، ونعمل على "لبننة" هذا الإستحقاق، لأنه لا يجوز اليوم أن يسلم فريق من اللبنانيين أمره إلى الخارج، وبعد رئاسة الجمهورية يجب تشكيل حكومة قوية وكذلك انتخاب مجلس نيابي، كي نحمي الوضع وإلا نحن أمام خطر حقيقي يحدّق بلبنان.

أما النائب قاسم هاشم فيرى في حديثه لـ"إيلاف" أن لبنان يحمي نفسه من خلال وحدة الموقف الداخلي، والاستمرار بالتمسك بالمكونات السياسية، ودعم الجيش والمؤسسات الأمنية لإعداد كل الخطط لمواجهة "الإرهاب"، وكان للجيش دوره في الأمن الوقائي، من خلال تفتيت الخلايا "الإرهابية" على كل مساحة لبنان، ولبنان انتصر دائمًا على أعدائه من خلال وحدة الموقف الوطني.

العنف المنتظر

وردًا على سؤال أي دور لإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية في لبنان لحمايته من أي عنف منتظر؟ يجيب طعمة أن هناك دورًا كبيرًا لرئيس الجمهورية والنواب في استتباب الأمن في لبنان، فرئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للجيش اللبناني، ونثمن عاليًا دور الجيش اللبناني وكل القوى التي تعمل بطاقات محدودة، رغم ذلك تنجح في الكشف عن الكثير من الشبكات "الداعشية".

ولكن بحسب طعمة، تبقى الأمور كلها غير مستقرة مع عدم وجود رئيس للجمهورية في لبنان، أي قائد أعلى لها، وكلها أمور تؤدي إلى إرباك الجيش اللبناني مع عدم وجود قائد أعلى لها، ووجود رئيس جمهورية قوي يستطيع أن يؤمن سلاحًا من الخارج، ويستطيع مفاوضة الدول الكبرى، كي يقوي الجيش، الذي بدوره يستطيع أن يستبق كل الأمور "الإرهابية"، التي قد تحصل.

بالنسبة للنائب هاشم، فإن موضوع الإستقرار السياسي يبقى أساسيًا، لأن الأمن ليس فقط قضية عسكرية أمنية، إنما مناخ عام سياسي يساعد ويساهم في تدعيم ركائز الإستقرار الأمني، ويبقى انتخاب رئيس للجمهورية وإجراء الانتخابات النيابية مسؤولية القوى السياسية، للإسراع في تسريع الإستقرار.

دور المجتمع الدولي

ولدى السؤال كيف للمجتمع الدولي أن يحمي لبنان من أي عنف متوقع؟ يرى طعمة أن المجتمع الدولي يستطيع الضغط على إيران التي تعرقل انتخاب رئيس للجمهورية، ويجب ألا يتحجج المجتمع الدولي بعدم تسليح الجيش اللبناني تحت ذريعة الخوف أن يقع هذا السلاح بيد حزب الله، ويجب أن يحصل الجيش اللبناني على سلاح نوعي، لأن لبنان يبقى من المؤسسين للأمم المتحدة، ولا يجوز أن يترك تحت رحمة "الإرهاب".

ويرى هاشم أن المجتمع الدولي عليه مسؤولية كبيرة في هذا الخصوص، بعدما أصبح "الإرهاب" عابرًا للحدود والقارات، وحيث طال الجميع، وتبقى مسؤولية الدول في إعداد خطط مشتركة وكاملة لمواجهة "الإرهاب"، ولم تعد هناك إمكانية لمواجهات فردية أحادية إذا كان الهدف القضاء على "الإرهاب"، فالأمر لا يتم إلا من خلال خطة مواجهة شاملة.

قوى الاعتدال

ما الدور الذي يجب أن تلعبه قوى الاعتدال في لبنان لتجنبه الإنزلاق إلى العنف؟ يؤكد طعمة أن للإعتدال دوره الكبير في هذا المجال، من هنا نشد على يد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي يبقى ممثلاً للاعتدال، الذي يضحي من أجل الحفاظ على هذه التعددية في لبنان، ويجب أن يحظى الإعتدال في لبنان على دعم من الدول الأخرى، لأن مع عدم وجوده فالتطرّف سيكون سيد الموقف.

يلفت هاشم إلى أن هناك محاولة لتشويه صورة الإسلام من خلال هذا "الإرهاب"، الذي يحاول أن يتلبس لبوس الدين والدين برّاء منه.

وما رأيناه خلال قتل الطفل في حلب ليس إلا صورة بشعة لهذا "الإرهاب".

القوى العسكرية

عن دور القوى العسكرية والجيش اللبناني بتجنيب لبنان العنف، يرى طعمة أنه مع غياب المؤسسات الأخرى ومع غياب رئيس للجمهورية في لبنان، ومجلس نواب معطل، تبقى مؤسسة الجيش الوحيدة الفاعلة في لبنان، وهي التي يجب أن تبقى محافظة على وحدتها، ويجب أن تجهّز بمعدات متطوّرة حتى تكون قادرة على ردع "الإرهاب"، وتقوم المؤسسة العسكرية بعمل جبّار حاليًا في هذا المجال ولولا الجيش اللبناني لما تمكننا من ردع كل الهجمات على لبنان.