بات العنف ضد الأطفال ظاهرة خطيرة تجتاح كل المجتمعات، وعن مدى انتشار هذه الظاهرة في المجتمع السعودي، توضح الاستشارية عائشة عادل عن ملاحظتها لعدد من حالات العنف المسكوت عنها، السبب الذي مهد لانطلاقة "طفولة آمنة".

إيلاف من الرياض: بهدف تقديم عمل توعوي مختلف، أسس مجموعة الاستشاريين والتربويين بالسعودية اول جمعية تعنى بتقديم عمل نوعي في مجال توعية وتعليم شريحة الاطفال وحمايتهم من الاذى، وذلك تحت مسمى جمعية "طفولة امنة"، والتي عقدت اجتماعها التأسيسي الأول بمدينة جدة الاسبوع الجاري، بعد أن صدرت موافقة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية على تأسيسها، حيث تم انتخاب اعضاء مجلس الادارة، واختيار الاستشارية عائشة عادل رئيسة للمجلس.

"عادل" اوضحت ان الجمعية كانت عباره عن فريق عمل طوعي من الاستشاريين والتربويين، وتم تحويلها إلى جمعية بعد طلب من الوزارة، مشيرة في حديثها لـ "ايلاف" انها خلال عملها في الإشراف التربوي وتعاملها مع الأطفال والأمهات لاحظت وجود الكثير من حالات العنف المسكوت عنها ضد الأطفال، سيما العنف الجنسي، ومن هنا كانت الشرارة التي جعلها تتبنى هذا الموضوع .

الايذاء الجسدي

و اوضحت عائشة، التي تعمل كاستشارية في المجال التربوي والتدريب والتأليف في مجال الطفولة، انها بدأت العمل في هذا الاتجاه عبر تأليف كتاب عن التحرش و تقديمه على شكل محاضرات للأمهات، لكنها وجدت تحرًجا بين الامهات من تداول كلمة تحرش جنسي، فغيرت المصطلح الى الايذاء الجسدي، واضافت: "لاحظت ان الطفل هو المفترض ان يتم توعيته، فألفت كتابا بعنوان: (لا تسمح لهم)، وهو كتاب يخاطب الطفل ويشرح له أهمية عدم ترك الاخرين بلمس جسده ويقوم بتوعيته بالآلية اللي يتبعها في حالة تعرضها لهذا الانتهاك."

وقالت عائشة إن فريق العمل التطوعي الخاص بهذه التوعية النوعية توسع في جميع المدن السعودية وازداد عدد الفريق من استشاريين، وكانت تواجههم صعوبة عدم وجود مظلة رسمية، وهو ما دعاهم بالتقدم الى الوزارة لطلب ترخيص انشاء جمعية تهتم بشكل نوعي بالتوعية، سيما ان التوعية تعتبر وبنسبة 70% العامل الاول في التخفيف من المشاكل، وبالتالي اسست الجمعية بهدف رفع نسبة الوعي بحقوق الطفل وحمايته من جميع أنواع الإيذاء، وتحقيق الأمن الفكري للطفل ضد الانحرافات الفكرية والعقدية .

انشاء مجلس للطفل

وعن برامج الجمعية الوليدة، قال عائشة انها ستصب في جانب التوعية بشكلها الشامل، سواء توعية المسؤولين بحقوق الطفل، او توعية اولياء الامور بأساليب التربية او توعية المعلمين بطرق التعامل مع الاطفال، كما اشارت عائشة إلى ان الجمعية ستقوم بإنشاء اول مجلس للطفل بالسعودية، وهو مجلس يكون من الطفل الى الطفل ومن الطفل الى المسؤول، بحيث يناقش الطفل قضاياه ويتولى مخاطبة المسؤولين ويقترح الحلول باعتباره اعرف بمشكلاته.

تجدر الاشارة، ان السعودية بدأت في مارس الماضي العمل بالنظام الجديد للجمعيات والمؤسسات الأهلية، والذي احتوى إضافات جديدة حيث سمح بتقديم طلب إنشاء جمعية بما لا يقل عن 10 أشخاص بدلًا من النظام السابق الذي ينص على 20 شخصًا، وكذلك نص النظام الجديد على السماح للشخصيات الاعتبارية من شركات ومؤسسات وبنوك بتأسيس مؤسسات وجمعيات خيرية وكذلك انشاء صناديق عائلية.