لانغالي بالقول عن تفرد صحيفة "إيلاف" الشاهق، وتمثيلها بعيني الصقر التي ترى كل شيء بوضوح وعن بعد، ذلك امتياز حققه صاحبها الإعلامي الجريء عثمان العمير حين اقتحم هذا العالم المدهش في وقت مبكر من زمن الإعلام الإالكتروني ليحقق فيه السبق والتفوق.

وكما يلزم الصحفي البارع تقنية الخطاب الإعلامي، فهو مدعو بالضرورة لخوض المغامرة المنتجة ومواكبة التطور والحداثة في العالم، وهكذا جاءتنا صحيفة إيلاف لتصنع "ألفة" عالمية للقراء العرب الباحثين عن صحافة تغني اشتهاءاتهم وتديم تواصلهم مع الخبر والمعلومة وتنوع الرأي والتحليل في حداثة رصد ومتابعة وتحقيق.

امتازت "إيلاف" بقدرتها على تحقيق السبق الخبري وتوثيق عناصره الدالة سواء المصدر الخبري أو الصورة التي ترصد الحدث ميدانيا، وهي واحدة من أهم ميزات الصحافة، كما حافظت على حرارة ايقاعها اليومي في التحديث المستمر للخبرية الساخنة في ساحات الأحداث دوليا وعربياً..، وإذا ما تحولنا من مساحة التحقيقات واشتغالاتها على أسئلة وهموم المواطن العربي، فان نوافذ الرأي بتنوعاته وانتماءاته المختلفة، تشكل لوحة تترجم معنى أن تكون لك صحافة تتجاوز الأحادية أو الواحدية في الرأي والانتماء.

لاشك أن الإعلام الإلكتروني يكتظ بعناوين الصحف والمواقع والمدونات، لكن بقاء "إيلاف" في صدارة المشهد، يعني أن ثمة جهود إنتاجية تجتهد في بلوغ أسرار النجاح المهني من خلال التجديد في الشكل والمادة الصحفية، مايجعل بضاعة إيلاف الصحفية تحظى بسوق تتسع بالرواد على نحو مستمر، ولكثرة ما وجدت الصحف والمواقع الأخرى تنقل عن "إيلاف" منتوجاتها الصحافية من خبر وتحقيق مصور وغيرها.

إن تنوع أزمات العالم العربي شمل الصحافة أيضاً، وآفة الأزمات في هذا الميدان إنكفاء الصحافة على طائفية سياسية متشددة، وهي تشكل نزعة فاشية في عصرنا العربي الراهن المتهالك، ومن هنا بكوني صحفيا ً وكاتبا ً مشتغلا بشؤون الفكر والسياسة، أتطلع الى أهمية أن تحافظ "إيلاف" على أكبر قدر من الموضوعية والإستقلال والصدقية وتوجهات أعمدة الرأي، إضافة إلى ثوابتها في مهنية تهدف لبناء إنسان معافى من عاهات الإرهاب والإنحراف الفكري، حافظوا على "إيلاف" مرفأ ً صحفياً للقراء العرب وغيرهم . وختاما ً أهنئ الزملاء العاملين في جميع أقسام صحيفة "إيلاف" بعد شوط زمني استمر 15 عاما ً من النجاح، إنكم نخبة مميزة تستحق الإحترام والتقدير المهني.

* كاتب وصحفي عراقي. رئيس التحرير السابق لصحيفة الصباح العراقية.