إيلاف من لندن: تستعد الحكومة البريطانية هذا الأسبوع لإعلان استراتيجية صارمة وفرض عقوبات اكثر تشددًا بحق اولئك الذين يقترفون جرائم تنم عن كراهية الآخر، وستدعو السلطات القضائية للقيام بواجبها في هذا الاتجاه.&

والاستراتيجية الجديدة تأتي نتيجة لتصاعد جرائم الكراهية بشكل كبير بعد الاستفتاء الاخير حول علاقة بريطانيا بالاتحاد الاوروبي. سوف تشمل هذه الاستراتيجية تفاصيل عن ردع جرائم الكراهية في الحافلات والقطارات، وكذلك تصعيد الجهود المبذولة لمنع معاداة السامية والهجمات على النساء المسلمات.

وسيصار الى تأسيس صندوق بمبلغ 2,4 مليون جنيه استرليني لتمويل اجراءات امنية في اماكن العبادة. وستُخصص للمعابد والكنائس والمساجد أموال من الحكومة لحماية أنفسها ضد الهجمات من قبل العنصريين والمتطرفين.

موقف الوزيرة راد&

وقالت وزيرة الداخلية أمبر راد في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام البريطانية، اليوم الأحد، إن "الكراهية التي تستهدف أي جالية أو دين أو لون لا مكان لها في مجتمعنا المتنوع وينبغي طردها منه. في وقت يشوبه قلق متزايد حول اجواء الكراهية المواجهة الى اولئك الذين وفدوا الى هذا البلد، اريد ان اوضح بلا مواربة انه من غير المقبول على الاطلاق ان يتعرض أي شخص لاعتداء او مضايقة بناء على جنسيته أو خلفيته الأثنية أو لونه. لن نتهاون مع ذلك مطلقًا".

واضافت الوزيرة راد إن خطتها للتصدي لهذه الظاهرة تهدف الى تشجيع المواطنين على الابلاغ عن هذه الجرائم وتوفير المساندة والمساعدة لضحاياها.

كراهية&

وكان الارتفاع الكبير في البلاغات عن وقوع الجرائم التي تنم عن الكراهية في اعقاب الاستفتاء الذي صوتت فيه اغلبية بسيطة لصالح اخراج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي قد اثار مخاوف من انطلاق موجة من العنصرية وكراهية الاجانب في البلاد.

وستصدر الوزارة تعليمات جديدة للجهات القضائية تتعلق بالجرائم التي تنم عن العنصرية والكراهية الدينية. كما ستحث الوزارة القضاء على السعي لاصدار عقوبات اكثر تشددًا بحق المدانين بهذا الصنف من الجرائم.

وكان تقرير لـ(بي بي ي) كشف أن شرطة انكلترا وويلز وإيرلندا الشمالية تلقت أكثر من 6 آلاف بلاغ بخصوص جرائم الكراهية، منذ التصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، بحسب إحصائيات حديثة.

وقال المجلس الوطني لرؤساء الشرطة إن هناك تراجعًا طفيفًا في البلاغات في النصف الأول من يوليو الحالي بالمقارنة بالأيام التي سبقت وأعقبت التصويت في 23 يونيو الماضي.

ولكن النسبة الإجمالية تزيد 20 بالمئة عن نفس الفترة من العام الماضي. ولفت المجلس إلى أن الأرقام "مازالت مرتفعة للغاية."

وتم الإبلاغ عن 3192 جريمة كراهية مزعومة بين 16 و30 يونيو من العام الجاري، كما تم الإبلاغ عن 3001 جريمة كراهية مزعومة بين 1 و14 يوليو، أي ما يساوي أكثر من 200 يوميًا، بحسب ما أظهرته أحدث الأرقام.

أعلى معدل

وكان كشف في السابق أن أعلى معدل لهذه الجرائم هو اليوم الذي أعقب إعلان النتيجة في 25 يونيو، حيث تم الإبلاغ عن 289 جريمة كراهية مزعومة.

وقال كريغ ميكي، نائب مفوض سكوتلاند يارد، إنه يبدو أن التصويت على الخروج من الاتحاد الأوروبي "قد أطلق العنان لشيء ما لدى الناس".

وقد طلب من الشرطة أن تكشف أسبوعيًا عن عدد جرائم الكراهية بعد تزايد البلاغات لموقع (ترو فيجن) الذي تموله الشرطة.

وفي الأخير، أشار التقرير إلى أن ارتفاع البلاغات يعود جزئيًا لارتفاع الوعي بالمشكلة وكيفية الإبلاغ عنها. وجاء على رأس القائمة في هذا النوع من الجرائم "العنف الشخصي" الذي يتضمن التحرش والهجوم اللفظي والبصق.
&