وجدت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) مرة ثانية في مرمى نيران حكومة أردوغان ودبلوماسيته وإعلامه. وتواصل وسائل الإعلام التركية منذ أيام حملاتها ضد نظيرتها الغربية، وذلك على خلفية تغطيتها للمحاولة الانقلابية الفاشلة.

إيلاف من لندن: في أحدث انتقاد تركي لـ(بي بي سي)، أعرب وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، عن استيائه من سعي أحد عاملي الهيئة البريطانية، للبحث عن شخص داعم للانقلاب الفاشل في تركيا، للإدلاء بتصريحات للشبكة. 

وباسلوب ساخر من (بي بي سي)، قال جاويش أوغلو، في تغريدة على حسابه الشخصي، عبر موقع التواصل الإجتماعي "تويتر"، إن "بي بي سي حزينة لعدم عثورها على شخص يدعم الانقلاب ويهاجم الحكومة"، وأضاف: "ستحزنون أكثر". 

رسالة بريد

وأرفق وزير الخارجية تغريدته بصورة لرسالة بريد إلكتروني لمراسل (بي بي سي) توضح أسف الأخير لعدم عثوره على شخص يدلي بتصريحات مؤيدة للانقلاب الفاشل في تركيا. 

وفي الصورة التي نشرها الوزير التركي في تغريدته، تُظهر الرسالة شخصاً يدعى "جيمس براينت"، ويعرّف نفسه كمنتج لقناتي "بي بي سي إنترناشيونال" و"بي بي سي وورلد نيوز". 

ويذكر براينت، في بريده الإلكتروني، أنهم يجدون صعوبة في إيجاد شخص ينتقد الحكومة التركية، مشيرًا الى أنهم الأسبوع الماضي أجروا لقاءات مع أشخاص مؤيدين للبلد (تركيا)، ويأملون في إيجاد أشخاص يدلون بتصريحات معاكسة في هذا الصدد. 

رسالة براينت 

وعلم من أوساط (بي بي سي) أن رسالة براينت كانت تعني أن الهيئة البريطانية، واحترامًا لحيادتها وصدقيتها في نقل ما يجري ترغب في التوازن في تقاريرها بين هذه الجهة الرافضة للمحاولة الانقلابية أو من يؤيدها أو من يقف بين بين في الشارع التركي. 

يذكر أن وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية، قالت إن الجالية التركية في بريطانيا، أعربت عن سخطها من التغطية الإخبارية لـ "بي بي سي" البريطانية، لأحداث محاولة الانقلاب الفاشلة التي نفذتها منظمة الكيان الموازي الإرهابية في تركيا، الأسبوع الماضي، واصفةً تغطيتها بـ"البعيدة عن الحقيقة". 

وأضافت أن مئات الأتراك، كانوا ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة، على التغطية الإخبارية التي قامت بها الشبكة البريطانية، البعيدة عن الحقيقة، أمام مقرها في العاصمة لندن. 

انتقادات سابقة 

وكانت الوكالة التركية نشرت تقريرًا في وقت سابق قالت فيه إن وسائل إعلام بريطانية، تواصل التركيز على التدابير التي تتخذها الحكومة التركية ضد الانقلابيين، وتتناسى المحاولة الانقلابية الفاشلة التي استهدفت الديمقراطية.

وفي هذا الإطار، أشارت هيئة (بي بي سي)، في خبر أوردته حول إعلان حالة الطوارئ في تركيا، إلى "زيادة صلاحيات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بشكل واسع".

معلومات مضللة

وأضافت الأناضول: ولفت تحليل وارد في الخبر لمراسل الشبكة "مارك لوين" في إسطنبول، الأنظار إلى معلومات مضللة حول تطبيق حالة الطوارئ، مشيرًا إلى استصدار إردوغان ومجلس الوزراء قوانين دون موافقة البرلمان، ومعفاة من الخضوع لرقابة الجهاز القضائي.

واشارت الوكالة التركية إلى خبر أوردته "بي بي سي" لمراسلها بول كيربي وصف فيه التدابير المتخذة ضد محاولة الانقلاب بـ "التصفية"، فيما وصف كاتب صحافي آخر، لم يذكر اسمه في الخبر، التدابير بـ "الانقلاب المضاد".

ويلمح كيربي إلى أن قرارات الإبعاد الصادرة عن وزارة التربية والتعليم تعد حملة لأسلمة التعليم في تركيا، مشيرًا إلى إمكانية استهداف الحملات ضد موظفي القطاع العام ومواطنين من الطائفة العلوية.

وتحاول "بي بي سي"، التي لم تتطرق إلى المحاولة الانقلابية، ولا إلى ردود فعل الناس تجاهها، إبراز التدابير المتخذة في سياق "نزاع بين السنة والعلوية".