شهدت مدن ليبية مظاهرات منددة بالتواجد العسكري الفرنسي

منذ إعلان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يوم الأربعاء 20 يوليو 2016، مقتل ثلاثة من الجنود الفرنسيين في ليبيا أثناء مهمة جمع معلومات استخبارية، لم تتوقف تداعيات الحدث حتى الآن، وسط مخاوف من أن يزيد كشف فرنسا عن وجود قوات لها في ليبيا، من مخاطر زيادة عدم الاستقرار الحاصل بالفعل في هذا البلد، الواقع على مقربة من شواطئ المتوسط الأوربية.

وتعد تلك هي المرة الأولى التي تؤكد فيها باريس وجود قوات لها في ليبيا، منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي عام 2011، وكانت وسائل الإعلام قد تداولت ما نشرته غرفة عمليات تحرير مدينة أجدابيا، من صور لأجزاء من حطام طائرة قالت إنها أسقطت على يد مقاتلي ما يعرف ب(سرايا الدفاع عن بنغازي.

ويرى مراقبون أن الإعلان الفرنسي، عن وجود قوات فرنسية في ليبيا ربما يحمل في طياته إشارة إلى وجود قوات هناك أيضا لدول غربية أخرى، وأنه أدى على ما يبدو إلى حالة من التوحد في صفوف الليبيين سواء في طرابلس أو بنغازي، على رفض أي تدخل أجنبي في ليبيا، في ظل ما هو معروف عن الليبيين بشكل عام من حساسية مفرطة لأي وجود أجنبي على أراضيهم.

وكان واضحا من ردود الفعل وجود حالة من التوافق بين الجانبين الرسمي والشعبي، على رفض الوجود الفرنسي على الأراضي الليبية فقد شهدت عدة مدن ليبية بينها طرابلس ومصراتة والزاوية وغريان قبل يومين، مظاهرات نددت بالتدخل العسكري الفرنسي، واقتحم خلالها المتظاهرون مقر وزارة الخارجية، منددين بموقف حكومة الوفاق الوطني ومتهمينها بتسهيل مثل هذا الوجود العسكري.

من جانبها أعربت حكومة الوفاق الوطني الليبية ، عن "استيائها" من إعلان باريس وجود قوات فرنسية في ليبيا، مؤكدة رفضها لهذا الوجود العسكري، مشيرة إلى أن باريس لم تنسق معها بشأنه. ودعا المفتي العام لليبيا إلى قطع العلاقات مع فرنسا، معتبرا أن إعلانها مقتل جنودها غرب بنغازي، يرقى إلى إعلان للحرب على ليبيا.

وأشار بعض المحللين إلى وجود حالة من التناقض، التي فجرها الاعتراف الفرنسي بوجود قوات لباريس تعمل في بنغازي، خاصة مع إعلان القوات التابعة للفريق خليفة حفتر، أن القتلى هم "مستشارون عسكريون" لها ، وتشير رويترز في تقرير لها إلى أن القوات الفرنسية، تتعاون مع قوات موالية لحفتر الذي يقود عمليات في شرق ليبيا ضد متشددين إسلاميين، وخصوم آخرين في بنغازي وغيرها من مناطق شرق البلاد.

ويرفض حفتر الاعتراف بحكومة الوفاق الوطني الليبية، التي تعمل في طرابلس، والتي تحظى في الوقت نفسه بدعم فرنسا وعدة دول غربية، ويرى المحللون أن التناقض يكمن في تقديم مساعدة عسكرية لطرف يناهض الحكومة ثم دعم هذه الحكومة والاعتراف بها دبلوماسيا على الجانب الآخر.

برأيكم

  • هل يسهم التواجد الفرنسي في ليبيا في مزيد من الاستقرار أم في مزيد من زعزعة الاستقرار؟
  • كيف ترون الاعتراف الفرنسي بوجود قوات لفرنسا تعمل في ليبيا؟
  • هل تتفقون مع ما يقوله مراقبون من أن الاعتراف بوجود قوات فرنسية في ليبيا وحد الليبيين؟
  • هل ترون تناقضا بين مشاركة قوات فرنسية لقوات حفتر في عملياته ودعم فرنسا في نفس الوقت لحكومة الوفاق؟
  • وهل يقرب الحادث بين حفتر وحكومة طرابلس أم سيزيد من الفجوة بينهما؟