اكد وزير الداخلية الالماني توماس دي ميزير ان المانيا لن تتحول الى اسرائيل ثانية بنقاط تفتيش وقوات أمنية منتشرة في كل ركن وعلى كل تقاطع بعد الهجمات الارهابية الأخيرة التي شهدتها مدن المانية مختلفة، وأضاف&انه ليست هناك دولة دستورية في العالم قادرة على منع كل جريمة أو كل مجزرة أو كل عمل ارهابي بيقين.

عبد الاله مجيد: اكد وزير الداخلية الالماني توماس دي ميزير ان الالمان يجب ان يعوُّدوا أنفسهم على رؤية اجراءات أمنية مشددة في الفعاليات العامة الكبيرة مثل المهرجانات والمباريات الكروية والطقوس الدينية.& واضاف "ان هذا امر مؤسف لكنه صحيح"، واكد ان "&المانيا لن تتحول الى اسرائيل ثانية بنقاط تفتيش وقوات أمنية منتشرة في كل ركن وعلى كل تقاطع بعد الهجمات الارهابية الأخيرة التي شهدتها مدن المانية مختلفة".

واوضح دي ميزير ان السلطات المحلية هي التي تحدد طبيعة هذه الاجراءات التي قد تكون رقابة أشد على دخول الأماكن العامة أو اقامة حواجز كبيرة.& كما سيعني ذلك في بعض الحالات طوابير أطول في الفعاليات الكبيرة.& ولكن الإجراءات "يجب ان تكون مناسبة ومتناسبة مع الوضع".& واضاف وزير الداخلية الالماني قائلا في مقابلة مع مجلة شبيغل الألمانية“"أنا ضد إحداث أي تغييرات أساسية في حريتنا لا سيما في المناسبات السعيدة". &

جمع معلومات

وعما إذا كانت هناك وسيلة لمنع وقوع هجمات مثل اعتداء اللاجئ الافغاني رياض خان احمد زاي بفأس وسكين على مسافرين في احد القطارات قرب مدينة فورتسبورغ الالمانية أو مجزرة نيس الفرنسية قال دي ميزير انه "ليست هناك دولة دستورية في العالم قادرة على منع كل جريمة أو كل مجزرة أو كل عمل ارهابي بيقين مطلق ولكن واجبنا هو ان نفعل كل ما بوسعنا ، وهذا ما نفعله".& وشدد على ضرورة ان تجمع الأجهزة الأمنية "معلومات عن الأشخاص الذي يمثلون تهديدا محتملا أو عن تطورات خطيرة في وقت مبكر واستخدامها". &

واشار وزير الداخلية الالماني على سبيل المثال الى اكتشاف مواد على موقع التواصل الإجتماعي الفايسبوك مصدرها المعتدي تقدم دليلا على تطرفه، وفي ما خص&تساؤل البعض عن التقصير في رصد مثل هذه المعلومات قال:& "نحن كدولة دستورية ديمقراطية لا نستطيع ان نخضع للمراقبة الشاملة كل ما يُكتب على الفايسبوك من جميع السكان".& واستبعد ان يريد احد ممارسة مثل هذه الرقابة. &

مراقبة المحطات والقطارات

ودعا دي ميزير الى وضع كاميرات فيديو للمراقبة في المحطات والقطارات ومناطق تنتشر فيها الجريمة قائلا انها ذات تأثير رادع على من يخطط لارتكاب جريمة ولكنها بالدرجة الأساسية تجعل من الأسهل بكثير معرفة الفاعل بعد ارتكاب الجريمة.& ولفت الى ان هذا يصح بصفة خاصة على ما إذا كان للجاني شركاء في الجريمة أو تحديد وقائع ارتكابها.& وقال وزير الداخلية الالماني ان الجميع يقبلون بتصويرهم اثناء وجودهم داخل المراكز التجارية أو الاسواق لمنع سرقة البضائع المعروضة ولكن عندما تحاول السلطات اتخاذ الاجراءات نفسها في اماكن أخرى تكثر فيها الجريمة أو على متن المركبات "تكون هناك ضجة كبيرة" واصفاً ذلك بأنه "تضارب في القيم". &

وكان مسؤولون في الشرطة الالمانية اقترحوا نشر عناصر من الشرطة بملابس مدنية لحراسة القطارات على غرار افراد الأمن الذين يحرسون الطائرات.& وقال دي ميزير في هذا الشأن ان ذلك ليس عملياً لأن هناك أكثر من 40 الف قطار ينطلق يومياً في المانيا عدا عربات الترامواي.& واعتبر ان من المهم زيادة عدد مفتشي التذاكر والمحصلين قائلا ان بالامكان اللجوء اليهم في حالة التعرض لتحرشات أو الاخلال بالنظام فهم يوفرون درجة اضافية من الأمن "ولكن هذا لا يمت بصلة الى المعركة ضد الارهاب" ، بحسب وزير الداخلية الالماني.&

ميركل واللاجئين

ونفى دي ميزير ان تكون الحوادث الأخيرة التي شهدتها المانيا دليلا على فشل سياسة المستشارة انغيلا ميركل تجاه اللاجئين وقال "ان خطر الارهاب كان مرتفعاً وما زال مرتفعاً ولدينا مؤشرات الى انه قد يكون هناك ارهابيون افراد بين اللاجئين ولكن السلطات تحقق بسرعة ودقة في أي معلومة وغالبيتها لم تكن معلومات صحيحة وما زالت التحقيقات جارية في بعض الحالات الأخرى".&

ولفت وزير الداخلية الالماني الى ان السلطات على امتداد سنوات لم تكن لديها صورة كاملة عمن يدخل الاراضي الالمانية مؤكدا ان السبب ليس الاهمال بل حرية السفر والتنقل بموجب اتفاقية شنغن.& "ولكن التحديات تغيرت اليوم ومواجهتها تكمن في حماية الحدود الخارجية للاتحاد الاوروبي وتسجيل الداخلين والمغادرين على جميع المعابر الحدودية.& ومقابل تعزيز حماية الحدود الخارجية بدرجة كبيرة نستقبل بصورة مباشرة عدداً كبيراً من اللاجئين بطرق قانونية ، من مخيمات اللاجئين في البلدان المجاورة لسوريا على سبيل المثال".& وقال ان أفضلية ذلك تتمثل في اجراء التدقيق الأمني في المخيمات وهو يعني "ان فرصة اللاجئ تعتمد على حاجته للحماية وليس قدرته على دفع الثمن للمهربين".&

ولاحظ وزير الداخلية الالماني توماس دي ميزير في ختام حديثه لمجلة شبيغل ان العنف "للأسف حقيقة من حقائق الحياة ونحن نفعل كل ما بوسعنا لمنع حدوث شيء كهذا ولكن على المجتمع ان يتحمله الى حد معين ، بقدر ما يكون ذلك حبة مرة لا بد من ابتلاعها". &

&

اعدت إيلاف المادة عن&مجلة شبيغل الألمانية

المادة الأصل هنا

& &

&