حدّد المرشحان الأوفر حظا لتولي الرئاسة الأميركية، هيلاري كلينتون، ودونالد ترامب، مدة ثلاثة أشهر للحسم في إنتخاب رئيس للجمهورية في لبنان. وهو أمر، عزز الأمل في انتهاء أزمة الرئاسة في هذا البلد


بيروت: حدد المرشحان للانتخابات الأميركية، دونالد ترامب، وهيلاري كلينتون مهلة ثلاثة أشهر حاسمة بالنسبة لانتخاب رئيس جمهورية للبنان وهذه الاشهر هي أغسطس، سبتمبر، واكتوبر من العام 2016.

هذه المدة الزمنية، أطلقها كل من فريق العمل للمرشح الاميركي لرئاسة الجمهورية دونالد ترامب الذي تحدث عن موضوع رئاسة لبنان، كما تحدّث عنها كذلك المقربون من المرشحة للرئاسة الاميركية هيلاري كلينتون.

وفي 17 يوليو الجاري، ارجأ مجلس النواب اللبناني، للمرة الثانية والأربعين جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية نتيجة عدم توفر النصاب القانوني بفعل الانقسام السياسي الحاد في البلاد على خلفية النزاع في سوريا المجاورة.

ومنذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان في 25 أيار/مايو 2014، لم يتمكن البرلمان من توفير النصاب القانوني لانتخاب رئيس. وساهمت الأزمة المستمرة في سوريا منذ العام 2011 بتعميق الانقسامات الداخلية وشل عمل المؤسسات الدستورية كافة.

وينقسم البرلمان بين قوتين كبيريين: قوى 14 آذار، وأبرز اركانها رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري والمدعومة من السعودية، وقوى 8 آذار، وأبرز مكوناتها حزب الله والمدعومة من سوريا وإيران.

ولا تملك أي من الكتلتين النيابيتين الغالبية المطلقة. وهناك كتلة ثالثة صغيرة من وسطيين ومستقلين، أبرز أركانها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط. وكانت قوى 14 آذار أعلنت بعيد انتهاء ولاية سليمان دعمها ترشيح سمير جعجع، فيما رشحت قوى 8 آذار ميشال عون.

إلا أن المواقف تغيرت نهاية العام الماضي، إذ رشح الحريري سليمان فرنجية الذي ينتمي إلى قوى 8 آذار، قبل أن يقدم جعجع في خطوة مفاجئة على تبني ترشيح عون، خصمه اللدود، للرئاسة. ولم يحظ فرنجية بدعم حزب الله الذي جدد دعمه لوصول حليفه عون إلى سدة الرئاسة.

وتأتي تلميحات المرشحين البارزين لرئاسة أميركا، كمحاولة للضغط على الفرقاء اللبنانيين ن أجل التسريع في حل أزمة الفراغ في منصب الرئيس.

تعقيبًا على الموضوع، يقول النائب اللبناني عاصم عراجي لـ"إيلاف" إنّ انتخاب رئيس في لبنان لن تكون في المدى المنظور، فالظروف لم تنضج بعد رغم الضغوط الأميركية".

أما النائب مروان فارس فيؤكد في حديثه لـ"إيلاف" أنه مبدئيًا وبدون قرار أميركي، فمن حق اللبنايين وواجبهم، انتخاب رئيس للجمهورية".

يضيف: "إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية تريد مساعدة لبنان لانتخاب رئيس للجمهورية، فهذا قد يساعد، وهناك خيارات لدى الشعب اللبناني لانتخاب رئيس للجمهورية، ومع مساعدة أميركا في هذا المجال تكون المسألة إيجابية ولصالح لبنان".

المغتربون

كيف يمكن للبنانيين المغتربين في أميركا أن يتحركوا باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية في بلدهم؟

يرى عراجي أن المغتربين لهم دورهم الفاعل في الحياة الإقتصادية والسياسية في لبنان، ولكن الانتخابات الرئاسية في لبنان تتم في المجلس النيابي، وجزء من النواب لا يحضرون انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، وتحديدًا حزب الله والتيار الوطني الحر، ولكن المغتربين في الوقت الحاضر وبما أن الدستور ينص على ان الإنتخاب يجري في مجلس النواب وعبر النواب حصرا، فإن دور هؤلاء المغتربين يبقى جزئيًا، إلا في حال ضغط المغتربون على النواب لكي ينتخبوا رئيسًا".

ويلفت فارس في هذا الخصوص إلى أنه من المفترض باللبنانيين جميعهم المساهمة في انتخاب رئيس للجمهورية وعلى المغتربين المساعدة في هذا المجال.

انتخابات أميركا ولبنان

وردًا على سؤال كيف تساهم انتخابات الرئاسة في أميركا في حلحلة الموضوع الرئاسي في لبنان، يؤكد عراجي أن مشكلة لبنان في رئاسة الجمهورية مستمرة منذ عامين ونصف العام وذلك قبل الانتخابات الأميركية بفترة طويلة، ومن لم ينتخب خلال هذه الفترة لن يتحمس اليوم بوجود الانتخابات الأميركية وينتخب.

يشير فارس إلى أن رئاسة أميركا منفصلة عن لبنان، وتبقى مسألة داخلية في أميركا ولا علاقة لها بانتخابات الرئاسة اللبنانية، ومن يأتي ليكون رئيسا لأميركا، ستبقى سياسته الخارجية عينها، ولن تتغير بالنسبة للشرق الأوسط ولبنان تحديدًا.

مصلحة أميركا

هل للإدارة الأميركية مصلحة اليوم في إجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان بأسرع وقت؟

يرى عراجي أن "مشكلتنا الأساسية تبقى بربط أزماتنا الداخلية بالخارج، ولكن ما أن يشارك نواب عون وحزب الله بانتخاب رئيس للجمهورية حتى نحصل على رئيس للجمهورية، ويمكن أن ننتخب رئيسًا محليًا من دون انتظار الانتخابات الرئاسية الأميركية أو غيرها من الأمور الدولية والإقليمية"، على حد تعبيره.

ويؤكد فارس بدوره أن مصلحة أميركا تكمن في انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان قريبًا.