يبدو أن مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون ستتجرع كأس السم الذي أرادت أن يتذوقه ترامب والحزب الجمهوري.

إيلاف من نيويورك: لو قُدر لصحافي في ليلة رأس السنة الماضية أن يسأل المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون وانصارها عن الاماني التي يرغبون بأن تبصر النور في العام الجديد، لكان الرد: "تمكن دونالد ترامب من نيل ترشيح الحزب الجمهوري لمقارعة هيلاري في السباق النهائي".

قبل عام تقريبًا، تمنى الديمقراطيون أنفسهم بفوز ترامب بانتخابات المعسكر الجمهوري، المسألة هنا لا تتعلق بعشق انصار الحزب الديمقراطي لقطب العقارات ورغبتهم في رؤيته سيدًا على البيت الأبيض، بل لأن ترامب سيكون الحلقة الاضعف في الانتخابات العامة وفق حساباتهم، وذلك لعدة امور ابرزها، عدم امتلاكه لخبرة سياسية كبيرة خصوصًا في الشؤون الخارجية، تصريحاته المثيرة للجدل، الصيت الذي اكتسبه بسبب افلاس عدد من شركاته، ونظرته الى قضايا تثير حساسية في المجتمع الاميركي كزواج المثليين والاجهاض، والأهم الإنقسام الذي سيشهده الحزب الجمهوري بحال فوزه بترشيح الحزب.

مفاجأة صغيرة&

الجولات الاولى من الانتخابات التمهيدية شهدت تحقيق ترامب لمفاجأة اعتبرها المتابعون صغيرة، ولا يمكن البناء عليها، غير أن توالي انتصارات ترامب جعلت اماني انصار كلينتون اقرب الى الحقيقة، بظل التقدم الذي كانت وزيرة الخارجية الاميركية السابقة تحققه في انتخابات المعسكر الجمهوري.

انتصارات ترامب ترافقت مع تصريحات جمهورية حذرت من انقسام قيادة الحزب بحال نيله الترشيح، وابدى عدد من مسؤولي الحزب الجمهوري تخوفهم من ضياع حلم عودة حزبهم الى البيت الابيض. رمى انصار ترامب وخصومه الكرة في ملعب القيادي الجمهوري البارز حاليًا ورئيس مجلس النواب بول رايان.

اختراق صاعق

رايان لم يكن متحمسًا هو الآخر لترامب في البداية، لكنه لم يطلق مواقف قاسية حياله. عولت هيلاري وانصار حزبها على قرار قاسٍ قد يصدر عنه ويزعزع مسيرة قطب العقارات. أمنية الديمقراطيين الاولى بفوز ترامب نجحت، ولكن فرحة الانقسام لم تبصر النور لأن رايان اعلن بصراحة دعمه لقطب العقارات، معربًا عن امله في أن&يحول ترامب أجندته الانتخابية المطروحة إلى قوانين تحمي حياة الشعب الأميركي.

في المقابل، شهد معسكر الحزب الديمقراطي مفاجأة صاعقة لم تكن في الحسبان بعد نشر موقع ويكيليكس لحوالي عشرين ألف رسالة إلكترونية لعدد من كبار المسؤولين في الحزب تشير إلى جهود داخلية لعرقلة حملة ساندرز الانتخابية أثناء منافسته لكلينتون في الانتخابات التمهيدية الأخيرة. وقد خلفت هذه الرسائل المسربة ردود فعل عنيفة من انصار بيرني ساندرز الذين اعلنوا صراحة رفضهم التصويت لصالح هيلاري كلينتون رغم اعلان مرشحهم (ساندرز) دعمه لها لمنع ترامب من الوصول الى رئاسة اميركا، كما قال.

كأس السم&

تداعيات الرسائل المسربة خيّمت بظلالها السلبية على صفوف الحزب الديمقراطي، والكأس (الانقسامات داخل الحزب الواحد)، الذي ارادت كلينتون ان يتجرعه ترامب، يبدو أنها ستتذوقه مكرهة، فبينما ترافق تصريح منافس ترامب، تيد كروز، الذي اكد عدم دعمه لقطب العقارات، مع صافرات استهجان الجمهوريين، مما اضطر عناصر لحمايته وعائلته من اجل تأمين خروجهم، غادر الآلاف من انصار ساندرز مؤتمر الحزب الديمقراطي اعتراضًا على ترشيح كلينتون، واعلنوا جهارًا عدم رغبتهم بالتصويت لها.
&