تشير تقارير من مدينة الموصل العراقية التي يحتلها تنظيم داعش، الى بوادر انتفاضة شعبية مع قرب الهجوم العسكري الكبير لتحريرها، حيث هاجم مسلحون سجنًا للتنظيم واطلقوا عشرات المعتقلين، فيما رفع آخرون العلم العراقي فوق مسجد البغدادي زعيم التنظيم، بينما أكد قائد عمليات نينوى أن داعش بات في أضعف حالاته.

إيلاف من بغداد: تشير تقارير من داخل مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى، التي يحتلها تنظيم داعش منذ العاشر من يونيو عام 2014، تداولتها وكالات انباء محلية خلال الساعات الاخيرة، وتابعتها "إيلاف" الى أن مجهولين رفعوا العلم العراقي فوق مسجد زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، وسط الموصل، ما ارغم التنظيم على استنفار عناصره جراء ذلك. وافاد مصدر امني أن تنظيم داعش استنفر عناصره اثر قيام مجموعة مجهولة من ابناء الموصل برفع العلم العراقي فوق مسجد زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في باب الطوب وسط الموصل .. موضحًا انها رفعت العلم ايضا فوق عدد من المواقع الأخرى قبل ان يقوم عناصر التنظيم بحملة دهم بحثاً عن منفذي العملية. واشار الى ان هذه الواقعة هي الثانية من نوعها بعد عامين من سيطرة التنظيم على المدينة.

وعلى الصعيد نفسه، قامت مجموعة أخرى مسلحة بالهجوم على سجن لداعش في الموصل، وحررت العشرات من المعتقلين .. وقال مصدر من داخل المدينة إن مجموعة من شبابها قاموا بالهجوم على احد السجون التابعة لتنظيم داعش وسط الموصل بأسلحة الكلاشنكوف، واستطاعوا ان يقتلوا حراس السجن ليقوموا بتحرير العشرات من المعتقلين.

واوضح المصدر أن اغلب المعتقلين هم من أهالي مدينة الموصل واعتقلهم داعش بتهمة التعاون والتخابر مع القوات الأمنية وعدم تطبيق أوامره التعسفية التي فرضها على الأهالي في المدينة. وقال إن هذا الهجوم جاء اثر فرض التنظيم مبالغ مالية على أهالي المعتقلين تتراوح بين 100 و200 ألف دينار عراقي، وحسب التهم الموجهة إليهم لإطلاق سراحهم بكفالة.

والاسبوع الماضي، كشف التحالف الدولي أن معركة الموصل العراقية الوشيكة سيشارك فيها حوالي 7 عناصر من جنوده مع القوات العراقية ضد حوالي 10 آلاف عنصر لتنظيم داعش .. وقال المتحدث باسم التحالف الدولي كريستوفر جارفر إن "مدينة الموصل تضم حوالي مليون مواطن حاليًا بعد ان نزح عنها مثلهم منذ دخول داعش اليها، مؤكدا أن "القوات الأمنية العراقية هي من تحدد القوات المشاركة في عمليات تحرير الموصل وكيفية مشاركتها".. مشيرًا إلى أن "مقدار الوقت الذي ستستغرقه عملية تحرير المدينة غير معروف" .

أضعف حالاته

واثر توارد تفاصيل هذه العمليات، فقد اكد قائد عمليات نينوى اللواء الركن نجم الجبوري أن تنظيم داعش بات في اضعف مراحله .. وقال إن قيادات داعش هربت وأن قوات النخبة الخاصة به قد سحقت فصيلاً بعد فصيل، كما اوضح في بيان صحافي، اطلعت "إيلاف" على نصه الخميس. &

واشار الى أن سبب التأخر في الوصول لمدينة الموصل هو احتماء داعش بالمدنيين واتخاذهم دروعًا بشرية .. مؤكدًا أن الهدف الاول للقوات المسلحة وقبل كل شيء هو الحفاظ على ارواح المواطنين وممتلكاتهم.

ومن جهتها، نفت قيادة العمليات المشتركة مشاركة جنود من التحالف الدولي في نصب جسر على نهر دجلة في الموصل. واشارت القيادة في بيان اليوم الى أن التقارير الاجنبية بهذا الشأن عارية عن الصحة،&حيث ان مهمة قوات التحالف تنحصر في الاستشارة والتدريب والدعم الجوي وليست لها أية مهمات قتالية على الارض. واوضحت ان القوات العراقية قادرة وتمتلك من الامكانات ما يمكنها من تحرير الاراضي العراقية من عصابات داعش الارهابية دون الحاجة الى أية قوة قتالية برية.

وفي وقت سابق اليوم، قال المتحدث العسكري الأميركي في العراق إن مجموعة صغيرة من القوات الأميركية ساعدت القوات العراقية في إقامة جسر على نهر دجلة، موضحًا أنه سيسهم في دعم حملة العراق لاستعادة الموصل من تنظيم الدولة.

وقال الكولونيل جريس جارفر إن فريق المهندسين الأميركيين أرسل في العشرين من الشهر الحالي لمساعدة كتيبة من الجنود العراقيين في إقامة جسر عائم فوق نهر دجلة قرب قاعدة القيارة العسكرية، التي استعادتها القوات العراقية مؤخرًا من تنظيم داعش. واشار الى أن استخدام الجسر الذي يربط بين جانبي نهر دجلة الشرقي والغربي سيسهم بشكل كبير في تحسين القدرة على المناورة وتقصير خطوط الاتصال بالنسبة لقوات الأمن العراقية مع استعدادها للهجوم النهائي لتحرير الموصل .

وتجري حاليًا استعدادات ضخمة من قبل الحكومة العراقية ودول التحالف الدولي تمهيدًا لشن هجوم واسع على مسلحي داعش داخل الموصل. وفي موازاة ذلك، تشن القوات العراقية هجمات من جنوب وجنوب شرق الموصل لاستعادة المناطق المحيطة بالمدينة.

وقررت الولايات المتحدة الأميركية مؤخرًا ارسال المزيد من الجنود للتمركز في قاعدة القيارة الجوية الواقعة على بعد 60 كيلومترًا جنوب الموصل، والتي انتزعتها القوات العراقية من داعش مؤخرًا.

وتقود الولايات المتحدة التحالف الدولي لمناهضة داعش، الذي يضم أكثر من ستين دولة، ويشن غارات جوية منذ سنتين على معاقل داعش في العراق وسوريا، فضلاً عن تدريب وتقديم الاستشارة للقوات العراقية.