تعد جبهة النصرة أحد أهم الكيانات التي تدين بالولاء لتنظيم القاعدة

بعد أيام من الأحاديث المتبادلة بين تنظيم القاعدة وجبهة النصرة المرتبطة به في سوريا، عبر الإنترنت، بدأ التنظيم يمهد للانفصال عن الجبهة.

ووجه أحمد حسن أبي الخير، الذي عُرف بأنه نائب أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، رسالة صوتية ودودة إلى جبهة النصرة، داعيا إياهم إلى الالتزام "بما فيه صلاح الإسلام والمسلمين وأن تحمي جهاد الشعب السوري."

وتؤكد الرسالة على توحد الفكر والأيدلوجيا والأهداف بين الطرفين برغم انفصال العلاقة التنظيمية.

وحث أبو الخير في رسالته على أن " نعمل على بذل كل الأسباب الممكنة للحفاظ على الجهاد الشامي."

كما أشاد في رسالته بالمناطق التي يسيطر عليها المتشددون وقال إن الجهاد قد انتقل من "مفهوم جهاد نخبة الى جهاد أمة."

ووجه أبو الخير حديثه لجبهة النصرة قائلا "فإننا نوَّجه قيادة جبهة النصرة الى المضي قدمًا بما يحفظ مصلحة الإسلام والمسلمين ويحمي جهاد أهل الشام ونحثهم على اتخاذ الخطوات المناسبة تجاه هذا الأمر."

كما أشارت رسالة أبي الخير إلى أن الروابط بين الجبهة والتنظيم "أهم وأعز عندنا من أي رابطة تنظيمية."

وكان المراقبون يتوقعون امكانية الانفصال بين جبهة النصرة وتنظيم القاعدة، الذي أسسه بن لادن، والذي أعلنت الجبهة الولاء له عام 2013.

وتنوي الجبهة إعادة تسمية نفسها ومحاولة تغيير صورتها بعد تعرضها للضغط الشديد أثر اتفاق موسكو وواشنطن على تصعيد الجهود ضدها.

وقال المحلل تشارلز لستر، على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إن الهدف مما تقوم به جبهة النصرة هو ضمان وجودها داخل الحركة المسلحة المناهضة للحكومة السورية وضمان بقائها في المستقبل.

وظهرت جبهة النصرة للمرة الأولى في يناير/ كانون الثاني عام 2012 بعد 10 أشهر من بداية الصراع في سوريا الذي اندلع أثر احتجاجات قمعتها الحكومة بشكل حاد.

وتعد جبهة النصرة أبرز الجماعات المتشددة بالإضافة إلى منافسها تنظيم "الدولة الإسلامية".

لكن جبهة النصرة تختلف عن تنظيم الدولة الذي يجابه كل يرفض الإدانة له بالولاء، حيث عملت الجبهة جنبا إلى جنب مع عدد من الفصائل المتمردة التي تحارب الحكومة السورية.

وتمثل الجبهة فرعا هاما من تنظيم القاعدة، بالإضافة إلى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي والقاعدة في شبة جزيرة العرب، ومقره اليمن.

لكن وجود الدولة الإسلامي طغى على وجود الجبهة خلال الفترة الأخيرة.