يشبّه زيغر، هيلاري كلينتون بأنجيلا ميركل، ودونالد ترامب بالمستشار الالماني السابق غيرهارد شرودر، صديق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

إيلاف من نيويورك: أسئلة كثيرة بدأت تثار في الولايات المتحدة الأميركية بعد الإتهامات الموجهة إلى قراصنة يتبعون السلطات الروسية بالوقوف خلف عملية إختراق اللجنة الوطنية الديمقراطية، ومن جملة الأسئلة المطروحة، ما هي الدوافع التي تحرك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما يتعلق الأمر بالإنتخابات الرئاسية في اميركا؟

الربط بين إختراق الخوادم والاخبار التي تحدثت عن محاولة بوتين وروسيا دعم الحملة الإنتخابية لدونالد ترامب، اسال الكثير من الحبر، وشهدت وسائل الإعلام الأميركية زحمة محللين حاولوا كشف الاسباب التي تدفع بالرئيس الروسي لدعم المرشح الجمهوري الذي أبدى في اكثر من تصريح سابق له إعجابه ببوتين.

نكسة 2005

الكاتب الروسي ميخائيل زيغر، نشر تقريرًا تناول من خلاله حسابات بوتين وتفضيله لترامب، حيث كتب يقول،" مثل عام 2005 نقطة تحول في سياسة فلاديمير بوتين الخارجية. حتى ذلك الحين، كان يعتقد انه يسيطر على الساحة العالمية، يعرف قواعد اللعبة، ويعي من هم شركاؤه ومع من يعقد الصفقات، ولكن عام 2005، تغيّر كل شيء، وشيئًا فشيئًا بدأت الأرض تتحرك من تحت قدميه".

واضاف، " في ذلك العام خسر الصديق الشخصي لبوتين، المستشار الالماني السابق، غيرهارد شرودر، الإنتخابات في بلاده، وتم استبداله بأنجيلا ميركل، الأخيرة لم تحصل على ثقة بوتين الذي وصل به الحال في إحدى اللقاءات التي جمعته بها إلى إصطحاب كلبه معه رغم معرفته السابقة بأن المستشارة الألمانية تخاف من الكلاب".

التاريخ يعيد نفسه&

زيغر الذي اصدر كتابًا حمل عنوان (رجالات الكرملين)، قال، "اليوم تتكرر التجربة، فهناك ميركل الأميركية –هيلاري كلينتون- والتي تكره روسيا ورئيسها، وهناك شرودر أو دونالد ترامب الذي قد يعد افضل من المستشار الألماني السابق حتى بالنسبة إلى بوتين، وافضل ايضًا من الشريك الدولي المفضل بوتين، رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني".

حلم بوتين

واشار،" إلى أن بوتين ومنذ بداية ولايته، راهن على تكوين علاقات شخصية مع زعماء العالم كاساس في علاقاته الخارجية، وادرك بشكل سريع ان الزعماء ينقسمون إلى فئتين، اولى تؤمن بالقيم كالديمقراطية مثلا، وثانية وقحة، ولذلك أعد الخطط التي يريد تطبيقها واهمها كسب إحترام العالم لشخصه ولروسيا، وعندما تحدث في مؤتمر الأمن في ميونيخ في عام 2007 طالب صراحة بنظام عالمي جديد وترتيبات أمنية تأخذ مصالح روسيا&في الاعتبار، وفي خطابه في الجمعية العامة للامم المتحدة بالخريف الماضي، كان أكثر دقة فهو يريد اتفاق يالطا جديداً، (في عام 1944، التقى ونستون تشرشل وفرانكلين روزفلت وجوزيف ستالين واتفقوا على كيفية تقسيم المانيا ثم العالم إلى مناطق نفوذ)، ولذلك يريد بوتين أن يعترف الغرب بأن روسيا ليس مجرد دولة أخرى، وإنما قوة لها تأثيرها لا يمكن معاقبتها أو ادانتها، لا أن ينفرد قادته بتقاسم الحصص دون اعطاء روسيا نصيبها".


وقحون لا يشعرون بالخجل

ويلفت،" إلى ان بوتين لا يفكر وحده بهذه الطريقة، هناك شرودر وبرلسكوني واردوغان وحتى بشار الأسد، هؤلاء يشاركونه نهجه، لا يدعون انفسهم أنهم قديسون، ولا يتظاهرون بالإهتمام بحقوق الإنسان أكثر من إهتمامهم بالسلطة والأعمال، وقحون لا يشعرون بالخجل من وقاحتهم او الإعتراف بها علنًا".

علاقات ترامب والروس

وتابع،" إلى جانب هؤلاء، هناك ترامب، وقح، لا يحاول إظهار إهتمامه بالقضايا الأخلاقية الدولية كحقوق الإنسان، شعبوي لا يقدم نفسه قديسًا، بل رجل اعمال عادياً يمكنك دومًا توقيع اتفاقيات معه"، وينقل الكاتب عن مصدر قريب من بوتين قوله،" لا توجد علاقات مالية بين ترامب وشركات روسية، &ولا توجد علاقات جدية، ولكن هذا لا يعني انه لا يمكن بناء علاقات في المستقبل".

وختم الكاتب قائلاً،" منذ عام وتحديدًا مع بدء الانتخابات التمهيدية في اميركا، التقى احد مسؤولي الكرملين بجيب بوش، وكان الاخير يعد مرشحًا قويًا يمتلك حظوظًا وافرة للفوز بالرئاسة، ولكن بعدما تغيّرت الأمور توجهت الدائرة المحيطة ببوتين نحو ترامب، وهذا مؤشر عن عدم وجود علاقات ومفاوضات جدية بين المعسكرين".