في ظل الجمود السياسي الذي يعيشه لبنان، وفي ظل الإخفاق السياسي خصوصًا في عدم انتخاب رئيس للجمهورية، هل آن الأوان لسن قانون يحدّد سن التقاعد للسياسيين في لبنان، ويسمح للشباب بالوصول إلى السلطة؟

إيلاف من بيروت: يعتبر النائب والوزير السابق بشارة مرهج في حديثه لـ"إيلاف"، أنه يجب استمرار تجديد الحياة السياسية في لبنان، بمعنى أنه من الضروري أن يعمل السياسيون على تجديد الحياة السياسية عن طريق الأفكار والبرامج التي تتناسب مع المرحلة وروح العصر، وبالنسبة لمرهج يمكن أن يكون السياسي متقدمًا في السن وعصريًا وتقدميًا، ويمكن أن يكون حديث السن ويتميز بالجمود والرجعية.

والموضوع يبقى جوهريًا بالنسبة لمرهج، وليس موضوعًا شكليًا.

أما هل يجب أن تسنح الفرصة للشباب اليوم في مزاولة العمل السياسي؟ يلفت مرهج إلى أن تلك تبقى قاعدة أساسية وضرورية في العمل السياسي في كل الأوقات والأزمنة والأمكنة.

ويعتقد مرهج أن السياسيين الناجحين هم الذين يفتحون الطريق نحو الأجيال الجديدة كي تستلم المسؤوليات تدريجيًا.

التوريث&

ماذا عن التوريث السياسي في لبنان؟ كيف يمكن تصنيفه؟ يؤكد مرهج أن فكرة التوريث السياسي تبقى رجعية، لأنها تميز بين الناس، وتعطي أولاد السياسيين حق الوراثة السياسية، مع أن موقع السياسي ليس ملكية شخصية بل يبقى مسؤولية ولا يورّث، بل نصل إليه بالجدارة والكفاءة، وليس بالتوريث، وليس من الحكمة استبعاد إمكانية أن يصل بعض أولاد السياسيين ممن يحوزون على الجدارة والقدرة والعلم على موقع ما، ولا يجوز حرمانهم من تولي منصب سياسي لأنهم أولاد سياسيين، يجب أن يكون المقياس القدرة والجدارة، والكفاءة.

الطقم السياسي

هل فشل الطقم السياسي الحالي الموجود في إدارة لبنان سياسيًا؟ يعتقد مرهج أن هذا الطقم السياسي فشل في إدارة الشؤون السياسية وتدبير أمور المواطنين، بدليل أنه عجز عن حل المشكلات المباشرة للمواطن، سواء المتعلقة بأزمة السير أو النفايات، والكهرباء والمياه، وكلها مجالات أخفقت فيها الطبقة السياسية، والإخفاق الأكبر كان بأن الإقتصاد اللبناني أصبح أكثر ضعفًا، وأصبحت الحصة الأكبر تتناقص باستمرار، ويبقى الإخفاق الأساسي في عدم انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان.

ليست وظيفة

أما الإعلامي انطوان خوري فيؤكد في حديثه لـ"إيلاف"، أن إخفاق بعض السياسيين في الحياة السياسية في لبنان لا يعني أنه يجب على السياسيين أن يتقاعدوا، والسياسة ليست وظيفة، وليست محددة بوقت معين، وطالما السياسي يستطيع أن يخدم بلاده بالطريقة الصحيحة فلا ضرورة أن يتقاعد، والدليل أن كل دول العالم لديها بعض السياسيين الكبار في السن وبعضهم صغار في السن.

ويرى خوري أنه رغم ذلك آن الأوان كي تسنح الفرصة للشباب بممارسة الحياة السياسية في لبنان، والشباب عليهم ان يفرضوا أنفسهم على الطقم السياسي الحالي، وهناك نماذج كثيرة لسياسيين في لبنان خاضوا المجال السياسي في عمر مبكر.

ومع وجود الطموح السياسي والقدرة لا أحد يستطيع أن يمنع الشباب من الوصول إلى مراكز سياسية مهمة في لبنان.

عن التوريث السياسي، يؤكد خوري أن المسألة ليست محصورة بلبنان وفي وجه عام دول العالم الثالث نظرًا لتركيبتها الإجتماعية، تورث السياسة كما الممتلكات، ومع وجود نضج سياسي لا تعود تلك الأمور أولوية.

ويعتبر خوري أن السياسيين في لبنان فشلوا في إدارة أمور البلد، والمجتمع يجب أن يفرض البديل عنهم من خلال المساءلة.
&