تحدثت أنجيلا ديفيز، الناشطة في مجال حقوق الإنسان والأكاديمية الأميركية، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته موخراً في التشيلي، عن العنف، والإرهاب، والسياسة، والصراع العرقي، مؤكدة بأن وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض هو بمثابة كارثة عالمية.

سيدني: كرّست أنجيلا ديفيز (1944، برمنغهام، ألاباما) جل حياتها للعمل كناشطة، وحملت راية الدفاع عن المرأة، وناضلت من أجل السود.

حضور هذه الأكاديمية والمدافعة عن حقوق الإنسان يعيد إلى الذاكرة صورة تلك المرأة المناضلة من أجل حقوق السود، والتي عملت في صفوف الحزب الشيوعي الأميركي.

عندما إنضمت ديفيز إلى حزب (الفهود السود) كانت قضايا العنف العنصري، والتمييز، والتصادم السياسي، والتفوق العرقي الأمور السائدة في الولايات المتحدة إبّان الستينات، ولا تزال حتى يومنا هذا، مثلما تشهد وفيات فيرغسون، ودالاس، وباتون روج، وقتلى مدنيين ورجال شرطة، من البيض والسود.

الأمس واليوم

وكان الحديث عن هذه الموضوعات قد طغى طوال المدة التي إستغرقها المؤتمر الصحفي الذي كانت عقدته أنجيلا جيفيز. وكان أول سؤال تم طرحه على الناشطة الأميركية: هل هذا يعني، على ضوء الأحداث الجارية اليوم، أننا نعود مرة أخرى إلى ما شهدته أعوام الستينات من أحداث؟ أجابت ديفيز "لا أعتقد أن بإمكاننا مقارنة الحالة الراهنة مع أعوام الستينات. وإذا كان بالمستطاع إجراء المقارنة، سوف لن يكون عن طريق العنف، لوجود منظماتٍ يرعاها الشباب. منذ فترة ليست بطويلة، كانت هناك مظاهرة ضخمة في شيكاغو، قام بتنظيمها ثلاثة من الشبان السود، تبلغ أعمارهم بين 16 و17 عاماً". وأضافت "أن العنف الذي تمارسه الشرطة اليوم ليس حديث العهد، إذ تعود جذوره إلى أوقات الرق والعبودية. ولكن، ما هو مختلف، والذي يميّز المرحلة الراهنة، أن وسائل الإعلام واجهت ضغوطاً لتغطية هذه الأعمال الوحشية، والتي تقوم بها الشرطة".

وفي ما يتعلق بعمليات القتل التي طالت الشرطة، قالت أنجيلا ديفيز "إن القضية ليست بهذه البساطة كما يقال. إن المواطنين الأفروأميركيين يقدمون على قتل الشرطة من ذوي البشرة البيضاء، في الوقت الذي يوجد بينهم رجال شرطة من السود". وإستطردت قائلة: "ويبدو لي أنه في خضم التغطية الإعلامية، لا أحد يسأل عن حقيقة أن مرتكبي الجرائم هم من المحاربين القدامى. من أين إكتسبوا هؤلاء مهارات إلحاق هذا الأذى بالآخرين، من كلا اللونين؟ أحدهم كان في العراق، بينما الآخر في أفغانستان. وهذا هو إنتقام للنزعة العسكرية، ونادراً ما تكون له علاقة بالمنظمة التي تدعو إلى تحقيق المساواة العرقية".

النضال&

ولم تكن ترتبط أنجيلا ديفيز بعلاقة جيدة مع موطنها الذي ولدت فيه، الأمر الذي دفعها خارج حدوده، وعن ذلك تقول: "لم أشعر قط بأنني سعيدة في علاقتي مع الولايات المتحدة، ولم يربطني شيء بحكومتها، حتى خلال السنوات الثماني الأخيرة، مع رئيس أسود يمثل من الناحية التأريخية شيئاً مهماً".

وأشارت ديفيز أيضاً إلى "الحرب على الإرهاب"، تحت إدارة بوش جي آر. حيث قالت "ربما قام بإلحاق المزيد من الضرر، ونشر الرعب أكثر من غيره"، وترى جيفيز أن الهجمات الأخيرة في فرنسا، البلد الذي تشعر أنها شديدة القرب منه، سببها أيضاً ممارسة التمييز الذي لا تريد فرنسا أن تقر به. مضيفة "أننا نشهد اليوم نتائج التأريخ الطويل للإستعمار، ليس في أوروبا فقط، بل في مناطق أخرى من العالم".

وقد تشعبت خطوط التحاليل التي سارت عليها أنجيلا ديفيز خلال مؤتمرها الصحفي، إبتداءً من الإرهاب ومروراً بالوضع البيئي، و"أن الإرهاب الذي كان من الأمور التي نادراً ما يشار إليها في الستينات، أضحى اليوم مسألة حياة أو موت".وكشفت ديفيز أيضاً عن قلقها الخاص بشأن الوضع الحالي في الولايات المتحدة والإنتخابات الرئاسية الوشيكة في عام 2016. وقد أكدت على موقفها السياسي حول ذلك قائلة "من الأهمية بمكان أن ندرك أن دونالد ترامب والحملة الإنتخابية التي تريد أن تأخذ بيده إلى البيت الأبيض، قد كشفت عن مدى إستشراء العنصرية في مجتمعنا. أعتقد أن علينا أن نقرّ بذلك، ونعمل كل ما بوسعنا للحؤول دون إنتخاب دونالد ترامب. إذ ستكون بمثابة كارثة بالنسبة للعالم. ومسؤوليتنا تكمن في وقف ذلك".
&