برلين: يثير تنظيم تظاهرة في المانيا لمؤيدي الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاحد توترا في الجالية التركية في هذا البلد ناجما عن الميول الاستبدادية للسلطات التركية بعد الانقلاب الفاشل.

ويتوقع ان يشارك في التظاهرة اكثر من 15 الف متظاهر، كما تقول الشرطة، ابتداء من الساعة 10،00 (8،00 ت غ) الاحد في كولونيا في مقاطعة رينانيا التي تضم اكبر اقلية تركية او من اصل تركي. ووجه الدعوة الى التظاهرة اتحاد الديمقراطيين الاوروبيين-الاتراك، الذي يعتبر مجموعة الضغط التابعة للحزب الحاكم في انقرة.

وتهدف التظاهرة الى دعم الرئيس الاسلامي المحافظ الذي بدأ منذ الانقلاب الفاشل في 15 يوليو، وحملات تطهير واسعة في الجيش ووسائل الاعلام خصوصا.

ومن المقرر تنظيم عدد من التظاهرات المضادة في المدينة.

وتزايدت فجأة المخاوف من صدامات بين انصار حزب العدالة والتنمية ومنافسيه. ففي المانيا تعيش اكبر جالية تركية خارج البلاد او اشخاص من اصول تركية. ويقيم ايضا في البلاد عدد كبير من الاكراد والعلويين الذين يعارضون نظام اردوغان.

وستنشر شرطة كولونيا المتهمة بالتقاعس بعد الاعتداءات الجنسية الجماعية التي ارتكبها مهاجرون ليلة رأس السنة، الفي شرطي بعضهم اجانب او يتحدثون اللغة التركية.

وازدادت حدة التوتر في الاسبوعين الماضيين في اطار الجالية التركية.

واعربت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل عن قلقها الخميس من تأثير عمليات التطهير الجارية في تركيا على الاتراك في الشتات، ودعت انقرة الى "التصرف بطريقة مناسبة" في الرد على الانقلاب الفاشل.

وفي الوقت نفسه، طلبت الحكومة التركية من المانيا تسليم الاعضاء الموجودين على اراضيها لشبكة الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه انقرة بإعداد الانقلاب الفاشل.

كذلك وجهت رئيسة منطقة كولونيا التي استقر فيها عدد كبير من المهاجرين الاتراك في الستينيات والسبعينيات للعمل في المجال الصناعي، نداء دعت فيه الى "ضبط النفس".

وقالت هانلوري كرافت "لا تنقلوا صراعا سياسيا داخليا في تركيا الى المنطقة التي اخترتم ان تعيشوا فيها".

ونبه وزير الداخلية في كولن رالف ياغر الى ان "الشرطة ستتدخل بطريقة قاسية اذا ما صدرت دعوات الى العنف".

- اسطنبول الصغيرة -وفي حي كروسنبرغ في برلين المسمى "اسطنبول الصغيرة" بسبب العدد الكبير للاتراك الذين يعيشون فيه، ترفرف الاعلام التركية على النوافذ منذ الانقلاب الفاشل، ما يؤكد انهم يهتمون بالتقلبات السياسية في انقرة، اكثر من اهتمامهم بالوضع في المانيا.

وعمدت وسائل الاعلام ايضا الى نشر مزيد من شهادات شبان ترعرعوا في المانيا ولا يسافرون الى تركيا إلا لتمضية العطلة الصيفية لكنهم يدعمون اردوغان.

وتؤكد هذه الظاهرة، كما يقول نائب برلين ايرول اوزكاراكا، الثغرات التي تواجهها عملية الاندماج. واضاف "لا يشعرون انهم ينتمون الى المانيا (...) فجأة تحصل ظاهرة التماهي مع البلد الام".

ويتمتع الرئيس التركي بدعم كبير لدى 1،55 مليون من الرعايا الاتراك في المانيا، اي ما يعادل واحدة من اكبر الدوائر الانتخابية بعد اسطنبول او ازمير. وقد عقد إردوغان في السنوات الاخيرة عددا كبيرا من الاجتماعات في المانيا، وتحدث كل مرة في قاعات اكتظت بالحضور وسادها الحماس.

وقالت صحيفة "شفيبيشي تسايتونغ" اليومية التي تصدر في منطقة شتوتغارت حيث يعيش عدد كبير من الاتراك العاملين في صناعة السيارات "من غير الممكن ان يشعر خصوم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا انهم مهددون في المانيا".

وينتقد احد رئيسي حزب الخضر جيم اوزدمير التركي الاصل والذي يتعرض لانتقادات من انقرة، وجود "بيغيدا تركية" في المانيا، في اشارة الى الحركة اليمينية المتطرفة "الوطنيون الاوروبيون ضد اسلمة الغرب" التي تتظاهر مساء كل اثنين في دريسدن منذ 18 شهرا.