مع وجود فجوات خطيرة في استعدادات جبهتها الداخلية للحرب، حذّرت سلطة الطوارئ القومية في إسرائيل من احتمال نشوء الحرب، الأمر الذي يستبعده أيضًا الكثيرون حاليًا.

إيلاف من بيروت: حذّرت سلطة الطوارئ القومية في إسرائيل من وجود فجوات خطيرة في استعدادات الجبهة الداخلية للحرب، وأكدت أنها تحتاج نحو نصف مليار شيكل أخرى سنويًا، لمدة خمس سنوات، للتغلب على هذه الفجوات، وتحديدًا في ما يتعلق بحماية البنى التحتية الاستراتيجية وجهوزية السلطة المحلية وجهازي الرفاه والصحة.

وبحسب السيناريو الذي أعدّته سلطة الطوارئ القومية والجبهة الداخلية، يجب الاستعداد للهجمات الصاروخية على جبهتين، على الأقل، لبنان وغزة في آن واحد، وتتبنّى السلطة فرضية عمل يجري بموجبها سقوط 1500 صاروخ يوميًا على إسرائيل، انطلاقًا من الجبهة الشمالية فقط، ويشمل هذا العدد، أيضًا، عشرات الصواريخ الدقيقة والطويلة المدى ضمن مدة قد تستغرق أسابيع عدة، تغطي خلالها صواريخ حزب الله كل الأراضي الإسرائيلية.

فهل فعلًا تبقى فرضية احتمال نشوب حرب بين لبنان وإسرائيل مستبعدة؟، يرى النائب خالد زهرمان في حديثه لـ"إيلاف" أن إسرائيل لا مصلحة لها اليوم بحرب في لبنان، كما إن حزب الله أكثر حرصًا على ضبط الجبهة الجنوبية كي لا ينشغل عن معركته الأساسيّة في سوريا، ومقاومة إسرائيل أصبحت بالنسبة إلى حزب الله من الأمور الثانوية.

فرضية الحرب
في حال صحّت فرضية الحرب بين لبنان وإسرائيل، أي تداعيات قد تخلفها في لبنان في ظل الوضع الحالي؟، يلفت زهرمان إلى التداعيات المدمرة التي قد تنشأ عن حرب مماثلة، لأننا نحن بكل الأحوال في هذه الظروف نعاني أصلًا، ولا يمكن مقارنة وضعنا الحالي بما كنا عليه في العام 2006، حيث كان هناك تضامن لبناني أكبر حول ما يسمّى بالمقاومة، والتضامن السابق ليس موجودًا حاليًا، إضافة إلى التحذيرات الإسرائيلية المتكررة بأن الرد قد يكون أكثر تدميرًا من الرد الذي جرى في العام 2006.

ظروف
ما الذي يردع أي حرب بين لبنان وإسرائيل اليوم، يلفت النائب قاسم هاشم في حديثه لـ"إيلاف" الى أن الظروف قد لا تكون مؤاتية على المستوى العام، علمًا أن الإسرائيلي قد لا يكون جاهزًا لتلك الحرب على لبنان أو في المنطقة، ولكن نعرف أن الإسرائيلي قد لا يحدّد نتائج تلك الحرب، بعدما عاش تجربة 2006 التي كانت مريرة عليه، فهي تجربة دخل فيها بخطورة، علمًا أنه كان يخوض كل حروبه ضد العرب خارج حدوده على الأراضي العربية، هذه المرة كان جزءًا من الحرب داخل كيانه، وشعر بأنه مهدّد، وهذا لم يحصل من العام 1948 حتى العام 2006.

مبرّر وذريعة
يؤكد هاشم أن الإسرائيلي قد لا يتورع عن إيجاد أي مبرر أو ذريعة من أجل افتعال حرب مع لبنان، أقله مثل تلك الصواريخ ذات الأهداف المشبوهة، وفي كثير من الأحيان قد يفتش الإسرائيلي عن ذريعة، وقد لا يحتاجها، وطبعًا هذه الصواريخ عندما تكون معروفة الأهداف فقد تكون مشبوهة ومشتبهة في أهدافها وغاياتها، ومن يقف وراءها بشكل حقيقي لا من أطلقها، لأن هناك أيادي كثيرة تعبث اليوم في لبنان، والعاملون على نهج التخريب كثر، وطبعًا الأدوات كثيرة، وقد تُشترى وتُباع هنا وهناك، وللإسرائيلي أصابع عدة، وأياديه قد تطال أكثر من مكان من خلال شبكاته.

ويضيف هاشم: "لكن اليوم في ظل الظروف التي نعيشها وحدود توازن الرعب بين القوى ندرك أنه قد تكون هناك مغامرة في الإقدام على تلك الحرب، وقد يشكّل الأمر رادعًا لأي عملية مستقبلية".

ويلفت هاشم إلى أن التضامن بين اللبنانيين يتوقف على نوايا كل فريق سياسي وفي الظروف الصعبة وفي حالة الخطر الداهم على لبنان، كان الفرقاء يتناسون خلافاتهم بحدود كبيرة جدًا وتصبح الأولوية لمواجهة الخطر الأساسي عليه.