أعلنت دار الإفتاء الليبية، أعلى سلطة دينية في البلاد، رفضها للضربات الأميركية ضد داعش في مدينة سرت، معتبرة أن المساندة العسكرية الأميركية تمثل "محاولة لسرقة جهود" المقاتلين الليبيين و"انتهاكًا لسيادة" ليبيا.

طرابلس: قالت دار الافتاء في بيان نشرته مساء الثلاثاء على صفحتها في موقع فايسبوك ان "طلب التدخل الاجنبي في البلاد امر مرفوض مستنكر ولا يجوز التهاون والرضى به".

استهانة بالدماء
واعتبرت ان الضربات الاميركية تشكل "محاولة لسرقة جهود الثوار (القوات الحكومية) وتضحياتهم الباهظة في جبهة سرت واستهانة بالاعداد الكبيرة من دماء الشهداء"، داعية "من يعنيه الامر" الى ان "يتحمل المسؤولية ولا يسمح بانتهاك سيادة الوطن بتدخل يخشى ان تكون عواقبه وخيمة".

وبدأت الولايات المتحدة الاثنين تنفيذ ضربات جوية ضد مواقع واليات لتنظيم الدولة الاسلامية في سرت (450 كلم شرق طرابلس) بطلب من حكومة الوفاق الوطني المدعومة من المجتمع الدولي لمساندة قواتها في عمليتها العسكرية الهادفة الى استعادة المدينة من ايدي الجهاديين.

وقتل في العملية العسكرية منذ بدئها في 12 مايو اكثر من 300 عنصر من القوات الحكومية واصيب اكثر من 1500 بجروح، بحسب مصادر طبية في مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) حيث مركز قيادة عملية "البنيان المرصوص".

ودار الافتاء الليبية في طرابلس التي يشرف على عملها المفتى الصادق الغرياني معارضة لحكومة الوفاق وكذلك للسلطات الموازية في شرق ليبيا.

قوات الحكومة الليبية في سرت تحاول تعزيز تقدمها
هذا وتسعى قوات حكومة الوفاق الوطني في ليبيا الى تعزيز تقدمها في مدينة سرت الاربعاء في مواجهة قناصة تنظيم الدولة الاسلامية والالغام التي زرعها بعد الزخم الذي حصلت عليه بفضل الضربات الاميركية المتواصلة.

وقال رضا عيسى العضو في المركز الاعلامي للعملية العسكرية الهادفة الى استعادة سرت من ايدي التنظيم الجهادي ان "قواتنا تواصل التقدم وهي تسعى اليوم الى تعزيز هذا التقدم في ظل ضربات اميركية متواصلة اعطت زخما للعملية العسكرية". واضاف "قواتنا تواجه قناصة والغام تنظيم الدولة الاسلامية في اجزاء متفرقة من سرت، وهناك اهداف يصعب التعامل معها بفعل تواجدها بين المنازل، ولذا فان الضربات الاميركية التي تتمتع بالدقة ستساعد على القضاء على هذه الاهداف المهمة".

نهاية المعركة اقرب
وكانت القوات الحكومية الليبية التي تضم خليطا من الجماعات المسلحة ووحدات صغيرة من الجيش المفكك اطلقت قبل اكثر من شهرين عملية "البنيان المرصوص" لاستعادة سرت الخاضعة لسيطرة التنظيم المتطرف منذ يونيو 2015.&

وحققت القوات الحكومية في بداية عمليتها العسكرية تقدما سريعا، لكن العملية عادت وتباطأت بفعل المقاومة التي يبديها عناصر التنظيم "الجهادي" الذين يعتمدون على القناصة والسيارات المفخخة التي يقودها انتحاريون.

وقتل في العملية العسكرية منذ بدئها في 12 مايو اكثر من 300 عنصر من القوات الحكومية واصيب اكثر من 1500 بجروح، بحسب مصادر طبية في مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) حيث مركز قيادة عملية "البنيان المرصوص". وقال عيسى ان "كل يوم يتاخر الحسم فيه تصبح المدينة اكثر تفخيخا"، مضيفا "لكن لا شك ان وجود سلاح فعال ودقيق (الضربات الاميركية) سيسرع من انتهاء المعركة".

وتابع "الضربات الاميركية تساعد القوات لكنها لن تحسم المعركة على كل حال. الجنود على الارض هم الذين سيحسمونها، كما حدث في العام 2011"، في اشارة الى قصف طائرات حلف شمال الاطلسي لقوات النظام السابق خلال الانتفاضة الشعبية المسلحة.

وفيما تحظى الضربات الاميركية بتاييد سياسي وعسكري في غرب ليبيا، فانها قوبلت بالرفض من قبل البرلمان المعترف به دوليا ومقره مدينة طبرق شرقا الذي يرفض منح الثقة لحكومة الوفاق في طرابلس ويدعم حكومة موازية ترفض التخلي عن السلطة.

واصدرت لجنة الدفاع في البرلمان المعترف به بيانا طالبت فيه السفير الاميركي بالحضور الى طبرق "للاستيضاح حول هذه الضربات والخروقات الجوية بدون اذن وتنسيق مسبق"، معتبرة ان الغارات الاميركية تؤدي الى "تغليب طرف على طرف وازدواجية لمعايير محاربة الارهاب".