بيروت: قتل عشرة مدنيين على الاقل بينهم سبعة اطفال الجمعة جراء غارات نفذتها طائرات حربية لم تعرف هويتها على حي المرجة الذي تسيطر عليه الفصائل المعارضة في مدينة حلب، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

ومع استمرار المعارك بين الفصائل المقاتلة وقوات النظام وحلفائها جنوب غرب حلب، اعتبر زعيم جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة) ابو محمد الجولاني في تسجيل صوتي الجمعة ان نتائج معركة حلب "ستقلب موازين الصراع" في سوريا.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "قتل عشرة مدنيين بينهم سبعة أطفال جراء مجزرة نفذتها طائرات حربية لم يعرف اذا كانت سورية ام روسية، بقصفها مناطق في حي المرجة في مدينة حلب".

وافاد بان عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى في حالة خطرة.

وتدور منذ الاحد معارك عنيفة جنوب غرب حلب بين قوات النظام وحلفائها من جهة والفصائل المعارضة والمقاتلة وبينها تنظيم فتح الشام من جهة اخرى، اذ اطلقت الاخيرة منذ الاحد هجمات عدة بهدف فك الحصار على الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرتها في المدينة.

وشنت الفصائل هجوما جديدا الخميس عند الاطراف الجنوبية لمدينة حلب، الا انها لم تحقق "تقدما يذكر"، وفق عبد الرحمن.

وهنأ الجولاني في تسجيل صوتي وجهه الى اهالي حلب وتداولته مواقع وحسابات جهادية الجمعة، بـ"انتصاراتنا خلال الايام الماضية" متحدثا عن "نصر مؤزر في معركة كسر الحصار على حلب".

وقال ان نتائج هذه المعركة "تتعدى.. فتح الطريق عن المحاصرين فحسب، بل انها ستقلب موازين الصراع في الساحة الشامية وتقلب طاولة المؤامرات الدولية على اهل الشام وترسم ملامح مرحلة جديدة لسير المعركة" منوها بـ"لحمة الفصائل واجتماعها على عدوها".

وتوجه الى اهالي حلب بالقول "لن يخذلكم المجاهدون باذن الله وقد تعاهدوا على نصرتكم والدفاع عنكم وسيتحطم الجبروت الروسي والحقد الرافضي تحت اقدامهم".

ويسعى مقاتلو الفصائل الى استعادة السيطرة على حي الراموسة الواقع على الاطراف الجنوبية الغربية لحلب، ما سيمكنهم من فتح طريق امداد نحو الاحياء التي يسيطرون عليها في شرق وجنوب شرق حلب من جهة، وقطع طريق امداد رئيسي لقوات النظام والمدنيين في الاحياء الغربية من حلب.

واحصى المرصد مقتل 112 مدنيا على الاقل، بينهم 33 طفلا، من ضمنهم قتلى حي المرجة اليوم، منذ بدء هجوم الفصائل.

ويتوزع القتلى بين 42 مدنيا ضمنهم 11 طفلا جراء الضربات الجوية والقصف بالبراميل المتفجرة على الاحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل المقاتلة والمعارضة، في مقابل 65 مدنيا ضمنهم 22 طفلا في الاحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام جراء قذائف اطلقتها الفصائل.

كما قتل خمسة مدنيين في قصف للفصائل على حي الشيخ مقصود حيث غالبية كردية في مدينة حلب.

في ريف حلب الشمالي الشرقي، حققت قوات سوريا الديموقراطية "تقدما اضافيا في مدينة منبج بعد اشتباكات عنيفة ضد تنظيم الدولة الاسلامية وباتت تسيطر على سبعين في المئة من مساحة المدينة"، وفق المرصد.

وقال عبد الرحمن ان "تنظيم الدولة الاسلامية دخل مرحلة النهاية في منبج لكن ذلك لا يعني ان المعركة ستنتهي خلال ايام بسبب وجود كثافة سكان في المناطق تحت سيطرة التنظيم" موضحا ان الاخير يتخذ المدنيين "كدروع بشرية" خلال المعارك.

واضاف "ما حققته قوات سوريا الديموقراطية خلال اسبوع عجزت عن تحقيقه منذ بدء هجومها".

بدأت هذه القوات هجومها في 31 ايار/مايو بغطاء جوي من التحالف الدولي بقيادة اميركية بهدف السيطرة على مدينة منبج الاستراتيجية الواقعة على خط امداد رئيسي للتنظيم بين محافظة الرقة (شمال)، ابرز معاقله في سوريا، والحدود التركية.

وتمكنت هذه القوات التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، من دخول منبج بعد اسابيع، لكنها لا تزال تواجه مقاومة تحول دون طرد الجهاديين الذين يستخدمون في مقاومتهم التفجيرات الانتحارية والسيارات المفخخة والقناصة، وفق عبد الرحمن.

وتشكل منبج الى جانب مدينتي الباب وجرابلس ابرز معاقل الجهاديين في محافظة حلب.