تعرض مفتي مصر السابق، علي جمعة لمحاولة اغتيال قبل صلاة الجمعة، وأصيب حارسه الشخصي بإصابات طفيفة، وتجري قوات الأمن ملاحقات للمشتبه بهم. بينما اتهم رئيس الشؤون الدينية في تركيا، جمعة، بأنه على علاقة بفتح الله غولن، الذي تتهمه تركيا بقيادة محاولة الإنقلاب ضد الرئيس رجب طيب إردوغان.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: أطلق مجهولون النار على مفتي مصر السابق، علي جمعة، اليوم على أبواب مسجد فاضل في مدينة السادس من أكتوبر، ونجا جمعة من محاولة الإغتيال، بينما أصيب حارسه الشخصي بإصابات طفيفة في القدمين.

واستطاعت الحراسة الخاصة بالمفتي السابق، تأمين دخوله إلى المسجد، بينما لاذ الجناة بالفرار، ورفض المفتي السابق نصيحة الأمن بضرورة الذهاب إلى المنزل، وأصر على إلقاء خطبة الجمعة.

وروى جمعة، تفاصيل محاولة الاغتيال التي تعرض لها، وقال إن أربعة إرهابيين كانوا مختبئين خلف الأشجار في حديقة المسجد، أطلقوا الرصاص عليه.

وأوضح: "المسافة بين بيتي والمسجد حوالى 40 مترًا، وبينما وصلت إلى سلالم المسجد وجدت الطلقات واحتميت بسور المسجد حتى دخلت للجامع".

وأشار إلى أنه رفض النصائح بعدم الصعود إلى المنبر وأداء الخطبة، وقال: "خطبت الجمعة كرسالة إلى الإرهابيين أنني لن أتوانى عن حربهم حتى أموت ودعوت الله في شبابي عند الكعبة أن أموت شهيدًا، ولكن ليس على يد هؤلاء إن شاء الله بل سيهزم الجمع ويولون الدبر".

وقال في تصريحات للتلفزيون الرسمي: "هؤلاء سيهزمون فكريًا إذا ما تمسكنا بالمحجة البيضاء التي تركنا عليها رسول الله، وهؤلاء أضل الناس وحرفوا النصوص وتمسكوا بالنصوص وحرفوا معناها وأساؤوا تطبيقها".

وتابع موجها كلامه إلى العلماء: "عليكم أن تصبروا بالتفسير الصحيح والتطبيق الصحيح لنصوص الدين وإذا نجحنا في هذه المهمة قضينا على هذه الفئة الضالة".

وقال: "إذا مات علي جمعة فإن هناك مئات من علماء الأمة علي جمعة.. بل هناك آلاف وملايين يدافعون عن الحق ضد فساد البشرية والأرض".

وقال مصدر أمني لـ"إيلاف"، إن أجهزة الأمن تتعقب الجناة للقبض عليهم، مشيراً إلى أن التحريات الأولية تؤشر إلى تورط نحو 6 عناصر من جماعة الإخوان التي وصفها بـ"الإرهابية" في الحادث.

وأوضح أن التحريات الأولية تشير إلى أنهم راقبوا منزل المفتي السابق لعدة أسابيع، وحددوا توقيت خروجه من المنزل إلى صلاة الجمعة، للمسجد القريب من بيته، واختبأوا بين الأشجار الموجودة في محيط المسجد، وأطلقوا عدة رصاصات باتجاهه، لكنها لم تصبه بأذى، وأصابت إحداها حارسه الشخصي الذي نقل إلى المستشفى لتلقي العلاج.

جاءت محاولة الاغتيال بعد ساعات من اتهام محمد غورماز، رئيس الشؤون الدينية التركية، مفتي مصر السابق، بأنه على علاقة بفتح الله غولن، المتهم الأول بالتحريض على الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وقال غورماز فى مقابلة مع موقع "هافينغتون بوست عربي"، إنه بعدما شاهد عملية فضّ اعتصام رابعة العدوية في القاهرة فى 14 أغسطس 2013، اتصل مباشرة بعلي جمعة لوجود علاقة صداقة تربطهما من قبل، كي يتدخل الأزهر والعلماء المصريون.

وأضاف أن علي جمعة حينها طلب مقابلته ليشرح له الوضع، فعرض عليه رجل الدين التركي أن يأتي إلى مدينة إسطنبول إلا أن جمعة رفض ذلك واتفقا على أن يلتقيا بعد يومين من المكالمة في العاصمة الأردنية عمّان لمناقشة دور العلماء المسلمين في مصر.

وقال غورماز إنه عقب انتهاء المكالمة مع مفتي مصر السابق بنحو 15 دقيقة، اتصل به الرجل الثاني في جماعة فتح الله غولن ويُدعى مصطفى أوزجان، الذي كان يقيم حينها في تركيا، وأبلغه بتفاصيل المكالمة التي دارت بينه وبين جمعة، مشيراً إلى وجود علاقة بين الرجلين.

وكشف غورماز، أن الرجل الثاني في جماعة غولن طلب منه أمرين: أولاً الجلوس معاً قبل زيارته إلى عمّان لمناقشة الأمر، والثاني أن يرافقه في السفر إلى العاصمة الأردنية، وعندما سأل غورماز مصطفى أوزجان كيف عرف بهذه المقابلة؟، قال له رجل غولن إن علي جمعة اتصل به وأبلغه بطبيعة زيارة الأردن وتفاصيلها.

وأضاف رجل الدين التركي أنه تقابل مع أوزجان في إسطنبول، حيث قال له إن موقف الحكومة التركية ووزارة الشؤون الدينية من مصر موقف خطير، كما مدح أوزجان وزير الدفاع المصري آنذاك عبد الفتاح السيسي، وقال إنه رجل مؤمن وصالح، وإن جماعة الخدمة تعرفه جيداً، كما أن فتح الله غولن أيضاً يعرف السيسي وله صلة قوية به.

ويعتبر المفتي السابق علي جمعة من أشد الناس عداوة لجماعة الإخوان المسلمين المصنفة "تنظيما إرهابيا" من قبل الحكومة المصرية، ويصفهم ب"الخوارج"، ويدعو إلى قتلهم.

وقال في تسجيل مسرب له، قبيل فض قوات الجيش والشرطة اعتصام أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر بتاريخ 14 أغسطس 2013، موجهاً حديثه إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي: "اضرب في المليان"، وأضاف: "هم خوارج، وكل من يقف معهم واقتلوه كائنًا من كان"، مشيراً إلى أن "السيسي مؤيد من الله ورسوله والشعب المصري".

غير أنه نفى إباحته إراقة دماء المتظاهرين السلميين، أو أعضاء جماعة الإخوان على الإطلاق، وقال إن كلامه "اضرب في المليان اجتزئ"، مشيراً إلى أن حديثه أمام قيادات الجيش كانت مدته 37 دقيقة.

وأضاف أن عبارته "اضرب في المليان" مقصود بها أن كل من مد يده على&الجيش فليس منا، واضرب في المليان".

ووصف جمعة أعضاء وقيادات جماعة الإخوان بأن "ريحتهم نتنة"، ووصفهم بـ"الخوارج، الذين يحرّفون كتاب الله"، كما وصف المفكر الإسلامي الراحل سيد قطب، أحد قيادات الإخوان بأنه "متكبر وتكفيري".

وبتاريخ &22 سبتمبر 2013، هاجم عدد من طلاب كلية الحقوق في جامعة القاهرة، المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين، جمعة وتعدوا عليه بالسب، أثناء إشرافه على مناقشة رسالة ماجستير في كلية دار العلوم، وتعرض الشباب للقبض عليهم وقدموا للمحاكمة، وعوقب بعضهم بالسجن.

ووجه جمعة رسالة إلى شباب الإخوان، وقتهاً قائلًا: "اذهبوا إلى الكتاب والسنة، وانظروا إلى ما كتبه الله سبحانه وتعالى ولا تتخذوا التنظيم دينًا. أقول لهم أنتم تعلمون، وقد اتخذتم التنظيم ديناً، بل الأولى بالاتباع الله والأجدر بالاتباع حتى تدخل الجنة هو رسول الله وليس التنظيم".

شغل جمعة منصب مفتي الديار المصرية ما بين عامي 2003 و2013. واشتهر بالعديد من الفتاوى الدينية والآراء المثيرة للجدل. اختير عام 2009 من ضمن أكثر خمسين شخصية مسلمة تأثيرًا في العالم حسب تقييم المركز الملكي للبحوث والدراسات الإسلامية في الأردن.