بدأ تيار الغد السوري المعارض إصدار أبحاث عن قضايا دولية واقليمية وعربية عبر مكتب دراسات تابع له،&في حين أكد باحثون سوريون بارزون على أهمية مراكز الدراسات وضرورة استقلاليتها بما&تقدمه من أفكار ودراسات وخطط مستقبلية، تتضمن البدائل والحلول، وتجاوز العقلية التقليدية في صناعة القرار.

إيلاف من لندن: اعتبر الدكتور والباحث السوري حازم نهار، في تصريحات لـ"إيلاف"، أن الأحزاب السياسية السورية لو شكلت مراكز بحثية لما آلت الأمور في سوريا الى هنا، موضحًا أن" المراكز البحثية هي مراكز تفكير وتخطيط، وهذا الأمر ضروري بالنسبة لجميع العاملين بالسياسة"، وحول الاطار العام للمركز البحثي، قال:" لا يوجد شيء اسمه "مركز أبحاث معارض" ، ومركز الأبحاث هو مركز أبحاث غايته البحث الموضوعي، وهو ليس حزباً سياسياً أو جهة معارضة ليصدر بيانات وخطابات سياسية"، وردًا على ماهية نوعية الاهتمامات بالمواضيع والجهة التي يتبع لها كل مركز بحثي، والتي قد تخل بالبحث الموضوعي، أجاب: "عندما يخل بذلك يكف عن كونه مركزاً بحثياً"، واعتبر أنه بالتأكيد هناك "من يقرأ ويتعلم مما ينشر في مراكز الأبحاث" .

وردًا على سؤال حول ما توقع من الدراسة، وما رآه على أرض الواقع لاحقًا،&قال: "الجواب على هذا السؤال خطر، فقد يقع المرء في مطب الادعاء"، وأكد "هناك دراسات لي منشورة في 2011 ويمكن للناس أن تحدد مدى مقاربتها للواقع".

باكورة عمل

من جانبه، أوضح الدكتور محمد خالد الشاكر مدير مكتب الدراسات والبحوث في تيار الغد السوري المعارض، في حديث لـ"إيلاف"، أنّ إصدار مكتب الدراسات ملفاً حول "صراع الهوية في السياسة التركية"، يأتي كباكورة، تزامنت" مع إعلان استراتيجية عمل المكتب، وفي إطار خطة يقوم بها لدراسة كل ما يتصل بالأزمة السورية وتداعياتها التي أصبحت& للأسف شأناً دولياً وإقليمياً، ما يرتب على التيار، فهم التجاذبات السياسية الطارئة ومواكبتها، والقدرة على التعامل معها كواقع، بما يؤمن له إيجاد موقع داخل هذه التجاذبات، والعمل على مخرجات لها، تصب فيما دأب لرسم سياساته، التي تتمحور حول سوريا القادمة، كدولة مدنية ديمقراطية مستقلة"

قراءة التاريخ

وحول دور مكتب الدراسات في دراسة الظواهر السياسية المحيطة بالأزمة السورية، أكد الشاكر: "إنّ دور مكتب الدراسات، لا يفرق البتة" عن مهام أي مؤسسة بحثية، وذلك بالاهتمام بجميع الشؤون الدولية والإقليمية المؤثرة، في معرض عملية تقوم على دراسة ما يحيط بالظاهرة السياسة ومؤثراتها الخارجية، وبما يؤمن قدرة التيار على التحرك والتأثير، من خلال قراءة التاريخ كواقعة لا تنفصل عن الحاضر كمعطى،& وبما يساعد على استشراف المستقبل كغاية، لذلك يضع مكتب الدراسات في تيار الغد السوري، في أولى اهتماماته، مواكبة كل ما يحيط بسياسات الدول المؤثرة في الأزمة السورية"

ملف كردي

وتابع: "إن مكتب الدراسات، قد نشر أولى بحوثه حول الأبعاد التاريخية لمحاولة الانقلاب في تركيا، ومآلاته المستقبلية،&وسيخصص أيضاً دراسات حول الشرق الأوسط، وأوروبا، وأميركا،& في محاولة لاستبيان آليات التعامل مع مستجدات الملف السوري، كما اهتمامه بدراسة وتفكيك التجاذبات الداخلية للأحداث في سوريا، التي أدت إلى تعقيد الصراع،& لذلك يعكف المكتب الآن على إصدار بحث علمي حول تطور حركات الإسلام السياسي، وموقعها في أحداث المنطقة، كحالة& فعلت فعلها في تغيير مسار الأزمة السورية وتعقيدها، كما يعمل مكتب الدراسات& الآن على إصدار ملف حول المكون الكردي، ودوره في تاريخ سوريا والمنطقة".

وأشار الى "أنّ تيار الغد السوري، ومنذ تأسيسه منتصف&مارس الماضي، أولى أهمية للعمل بعقلية الدولة، آخذاً في الاعتبار هيكلية تقوم على مأسسة العمل بين مؤسساته العاملة، التي اختارت أنْ تكون فاعلة غير منفعلة بالأحداث، وبطريقة تقوم على أسس علمية، تنأى بالتيار عن التعامل مع الأحداث بردود الفعل، والعمل بطريقة ممنهجة ومبرمجة".

صناعة القرار

وحول أهمية مراكز الدراسات والبحوث في العالم، قال الشاكر": لقد أصبحت مراكز البحوث جزءاً ثابتاً من البنية السياسية المضطلعة& في عملية صناعة القرار، وذلك بتحليل المشكلات، وتقديم الإرشادات، والإجابة على الاستفسارات المقدمة لها، لاسيما المستجدات الطارئة، التي أصبحت تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى ربط المعرفة بالتطبيق العملي، لذلك أصبح تطور أية دولة يقاس بحجم الميزانيات التي تُصرف على البحث العلمي، فما أفرزته الثورة العلمية التقنية، دفعت الكثير من الدول إلى الاعتماد على التكنوقراط، والتوجه إلى الأكاديميين والمتخصصين في دراسة الظاهرة الدولية، وذلك& بتحليلها من جميع جوانبها الفكرية والسياسية والاجتماعية والثقافية والنفسية؛ أي بمشاركة الحقول المعرفية الأخرى، ما يعني إعطاء الأولوية للنظرية، بما تقدمه من أفكار ودراسات وخطط مستقبلية، تتضمن البدائل قبل الحلول، وتجاوز العقلية التقليدية في صناعة القرار، التي تقوم على ردود الفعل المباشرة في التعامل مع الظاهرة السياسية".