بعثت محكمة التمييز الاتحادية الى الرئاسة العراقية قرارات مصادقتها على احكام الاعدام الصادرة بحق&38 مدانًا بجريمة قتل 1700 طالب عسكري&ليوقعها الرئيس معصوم.

أسامة مهدي: في اجراء يقرب من تنفيذ حكم الاعدام بـ38 مدانًا بجريمة قتل 1700 طالب عسكري&في الاكاديمية الجوية بمحافظة صلاح الدين عام 2014، بعثت محكمة التمييز الاتحادية اليوم قرارات مصادقتها على احكام الاعدام الصادرة بحقهم الى الرئاسة العراقية ليوقعها الرئيس معصوم، في اجراء سيعجل بتنفيذ الاحكام في الجريمة التي مضى عليها عامان.&

وأعلنت محكمة التمييز الاتحادية عن إرسال أحكام الإعدام القطعية الصادرة بحق المدانين في جريمة معسكر "سبايكر" إلى رئاسة الجمهورية، وقال رئيس المحكمة إن "أحكام الإعدام القطعية الصادرة بحق المدانين بجريمة سبايكر تم إرسالها إلى رئاسة الجمهورية لإصدار مراسيم جمهورية بالتنفيذ".

وأضاف في تصريح صحافي وزعه المركز الإعلامي للسلطة القضائية حصلت "ايلاف" على نصه، أن "مصادقة محكمة التمييز الاتحادية طالت 36 مداناً كانت قد صدرت بحقهم أحكام إعدام من المحكمة الجنائية المركزية في بغداد، فيما تم الإفراج عن ثلاثة متهمين".

وكانت محكمة التمييز العراقية قد صادقت في 31 من الشهر الماضي على قرارات الاعدام الصادرة بحق المتهمين في الجريمة التي نفذتها عناصر لتنظيم داعش ومتعاونون محليون بقتل 1700 طالب بالكلية الجوية في معسكر سبايكر بمدينة تكريت الغربية في يونيو عام 2014. وقد نظرت التمييز في دعاوى المتهمين في الجريمة شهدا من قبل الهيئة الموسعة في المحكمة، حيث تمت المصادقة على قرارات الاعدام الصادرة من المحكمة الجنائية المركزية في بغداد .

ادانة المشاركين&

وفي الثامن عشر من فبراير الماضي، حكمت المحكمة الجنائية المركزية العراقية العليا بالاعدام على 36 متهمًا اثر ادانتهم بالمشاركة في جريمة سبايكر وتبرئة 3 آخرين، وذلك بعد محاكمة سريعة حضرها عدد من ذوي المغدورين، تم فيها الاستماع الى اعترافات عدد من المتهمين بالمشاركة في المجزرة. وخلال الجلسة، جرت محاكمة المتهمين الذين ادلى عدد منهم باعترافات بالمشاركة في الجريمة، حيث صدرت هذه الأحكام وفق المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب.& &

واعترف أحد المتهمين بقيادة شاحنة من ضمن 8 أخرى محملة بجنود مخطوفين، ونقلهم من كراج بغداد في تكريت الى وسط المدينة. واشار الى مشاركته بالجريمة التي تم قتل أكثر من 1700 طالب عسكري فيها اثر سقوط مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى الشمالية في يونيو عام 2014.

&

سبايكر عائلات الضحايا تتظاهر

&

غضب&&

وكان تنظيم "داعش" قد نفذ عمليات اعدام بالرصاص بـ 1700 طالب في القوة الجوية بقاعدة "سبايكر" قرب مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين (172 كم شمال غرب بغداد) عندما سيطر على المدينة.

&وفي منتصف سبتمبر الماضي، دعت محكمة التحقيق المركزية العراقية المتخصصة بقضايا الإرهاب والجريمة المنظمة من لديه معلومات عن الجريمة إلى تزويدها بها، مؤكدة أن أوامر قبض صدرت بحق بعض المتهمين فيها، لافتة إلى أنها ستستفيد من جميع المقاطع المصورة للحادثة في دعم ملف الدعوى.

وكان تنظيم داعش الذي استولى على تكريت، بعد يوم من استيلائه على مدينة الموصل وبمساعدة مسلحين من اقارب بعض رموز النظام السابق، قد تمكن من اسر 1700 جندي، بعد أن غادروا قاعدة سبايكر بلباس مدني بأمر من قادتهم،& وعرض التنظيم فيلمًا يوثق عملية اعدامات جماعية لهؤلاء الشباب ورميهم في النهر، وآخر يوثق عمليات اعدام جماعي في منطقة صحراوية.

وسببت الجريمة غضبًا واسعًا بين العراقيين واثارت تساؤلات حول اسباب عدم منع القيادات العسكرية حدوث هذه الجريمة، حيث استجوب البرلمان وزير الدفاع وقادته الامنيين، فيما تم تشكيل لجنة للتحقيق في الحادث.

خلايا نائمة&

ويؤكد ناجون من المجزرة أن منفذيها كانوا من مسلحي داعش وابناء عشائر في المنطقة، لان الدواعش لم يكونوا قد وصلوا الى المحافظة بعد. وتوضح اشرطة الفيديو التي تم عرضها المئات من الطلبة العسكريين وقد غادروا قاعدتهم، وهم بالملابس المدنية، ولا يحملون اسلحة بعد ان تركوا بزاتهم العسكرية وهوياتهم في القاعدة بعد أن منحهم آمرها اجازة لمدة 15 يومًا، وابلغهم انه سيتم اعلامهم في ما بعد الى أي مواقع عسكرية سيلتحقون لاحقًا .

وعندما كان الطلبة يبحثون عن سيارات تنقلهم الى مدنهم، خرج عليهم المسلحون العراقيون الذين ينتمون الى عشائر في المنطقة وابلغوهم أنهم سيوفرون لهم سيارات تقلهم الى بغداد، وعندما استقلها الطلاب تم أخذهم في عملية اختطاف جماعية الى منطقة القصور الرئاسية، التي شيدها الرئيس السابق صدام حسين في مدينة تكريت، ثم احتجزوا بقاعات في داخلها وكان القتلة يخرجونهم على شكل مجاميع، تضم المجموعة الواحدة بين 200 و300 فرد، ثم يعدمونهم جماعيًا باطلاق الرصاص عليهم.&

وفي لقطات أخرى، يظهر رجل مغطى الرأس يحمل مسدسًا ويقوم آخر بجلب الطلبة، واحدًا بعد الآخر، ليعدموا باطلاق الرصاص على رؤوسهم ورميهم في نهر مجاور، حيث تم في ما بعد انتشال حوالى 280 جثة من هؤلاء.