يُصدر مجلس الأمن في الثلاثين من الشهر الجاري قرار التجديد لليونيفيل في لبنان بعد التصويت عليه، وستقدم فرنسا مشروع القرار الخاص بذلك، كما درجت العادة، وستجرى مشاورات رسمية بين الدول الأعضاء في المجلس للتفاهم على الصياغة النهائية للقرار.

إيلاف من بيروت: بدأت مشاورات دولية غير رسمية حول استحقاق التمديد للقوة الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل"، بموجب القرار 1701 ، تحضيرًا لأن تبدأ مشاورات رسمية داخل مجلس الأمن بعيد منتصف هذا الشهر، وفي ضوء مشروع القرار الذي يرتقب أن تقدمه فرنسا إلى مجلس الأمن من أجل التجديد للقوة سنة إضافية من دون تعديل في المهمة ولا في العديد.

في ظل هذا التجديد المرتقب لليونيفيل في لبنان، كيف ينظر المواطن اللبناني إلى عملها، وهل قامت بدورها على أكمل وجه؟

يؤكد المواطن سعيد خيرالله أن "قوات اليونيفيل الدولية في لبنان ليست بالجديدة، ومرت خلال سنوات عدة بمراحل كثيرة، استشهد من عناصرها الكثيرون في حروب إسرائيل على لبنان خصوصًا في ما سمي بعناقيد الغضب العام 1996 ثم في الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على لبنان".&

ويؤكد خيرالله أن القوات الموقتة تشكلت في مارس 1978 في أعقاب الهجوم البحري الدامي الذي شنته عناصر من منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت تتخذ من لبنان مقرًا لها، والاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان التي تلتها، وشكلت الأمم المتحدة القوات الموقتة للتأكد من انسحاب القوات الإسرائيلية واستعادة الأمن الدولي والتأكد من عودة سلطات الحكومة المركزية إلى جنوب لبنان، طبقًا لقرار مجلس الأمن رقم 425.

أما وجودهم في لبنان، فيعتبر خيرالله أنه "يلقى ترحيبًا من فئات بالإضافة إلى تحفّظ من فئات أخرى، لكنّ الجنود الدوليين كانوا يلقون على مر تواجدهم في لبنان ترحيبًا من قبل أهالي الجنوب الذي شهد خلال الفترات الماضية تزاوجًا بين أفراد القوى الدولية وبين بنات الجنوب. وكثيرون من قياداتهم، ومنهم القائد تيمور غوكسل، لم يبرحوا لبنان حتى بعد انتهاء فترة توليهم القيادة".

ترتيبات سياسيّة

ليلى فياض تؤكد أن القوات الدولية حققت أكبر نجاح عندما كانت تشرف على ترتيبات سياسية تم التوصل إليها بالفعل، وتضيف أن اليونيفيل بموجب القرار 1701 هي قوة مساندة للجيش اللبناني، بمعنى انها لا تمتلك زمام أمرها، بل تساعد الجيش عندما يطلب منها ذلك، عن الإعتداءات التي شهدتها اليونيفيل سابقًا تشير فياض إلى أن استهداف اليونيفيل ليس وليد الصدفة، ويفترض أن تكون قوات حفظ السلام قوية بدرجة تكفي لمنع التحديات المفتوحة أمام احتمال استهدافها.

اليونيفيل في الشمال؟

رامي أبو خليل تحدث عن المطالبة من قوى 14 آذار (مارس) سابقًا بتوسيع مهمات اليونيفيل من خلال نشر قواتها في الشمال، بعد التوصل الى الاتفاق 1701، وذلك لمنع تهريب السلاح عن طريق الحدود اللبنانية السورية، وكل الحدود البحرية، ورأى بضرورة تمديد عمل اليونيفيل في لبنان ليشمل الشمال أيضًا، مع وجود &شكوى مستمرة من قبل السلطات في سوريا، بأن هناك تهريبًا للسلاح من لبنان الى سوريا، وهناك أيضًا شكوى دائمة من الجانب اللبناني، بتهريب السلاح من سوريا إلى لبنان، بالإضافة إلى الاعتداءات التي يتحدث عنها الجانب السوري، من انفجار في سوريا والعكس بالعكس، لذلك من الضروري بحسب أبو خليل النظر في تمديد عمل قوات اليونيفيل حتى تشمل الشمال أيضًا، وتؤمن له الإستقرار وعدم تسريب السلاح من سوريا إلى لبنان وبالاتجاه المعاكس.