مسلحو المعارضة وقوات الحكومة استقدموا تعزيزات عسكرية استعدادا لمعركة حلب

حذرت الأمم المتحدة من أن أكثر من مليوني شخص في مدينة حلب السورية معرضون للخطر إذا وقعوا تحت الحصار الكامل، ودعت إلى فتح سبل المدينة التي تتعرض لقصف شديد، فورا.

وقد هز أرجاء المدينة المقسمة قتال شرس خلال الأسابيع الأخيرة، مع تبادل قوات الحكومة ومسلحي المعارضة السيطرة على الطرق الرئيسية من وقت لآخر وقطع السبل عن السكان.

ودعا مسؤول الإغاثة التابع للأمم المتحدة في سوريا، يعقوب الحلو، والمنسق الإقليمي، كيفين كينيدي، في بيان الاثنين إلى "هدنة إنسانية" وتوقف الأعمال العدوانية.

ويعيش مليونا شخص في المدينة في خوف من الحصار، ومن بينهم 275,000 شخص محاصرون بالفعل في شرقي حلب، بحسب ما ذكره البيان.

وأدى القتال في حلب إلى مقتل ما لا يقل عن 130 من المدنيين، منذ نهاية يوليو/تموز، كما دمرت مستشفيات وعيادات، وشبكات للكهرباء والمياه في المدينة.

وجاء في البيان أن "الأمم المتحدة تقف مستعدة لمساعدة السكان المدنيين في حلب، المدينة التي أصبحت متحدة في معاناتها."

وأضاف البيان أن المنظمة الدولية "تطلب على الأقل وقفا كاملا لإطلاق النار، أو هدنة إنسانية لمدة 48 ساعة كل أسبوع للوصول إلى ملايين الناس المحتاجين في المدينة، وسد النقص في مخزون الغذاء والدواء الذي يتناقص بسرعة خطيرة."

تعزيزات

وقالت بيانات عسكرية إنّ قوات الحكومة استعادت السيطرة صباح الثلاثاء على تلة الصنوبرات في محيط منطقة الراموسة جنوب غرب حلب. كما شنّت هذه القوات هجماتٍ على تلة المحروقات.

مسلحو المعارضة سيطروا على طريق الراموسة

لكنّ مصادر المعارضة قالت إنّها تصدت لهذا الهجوم وقتلت أفرادا من قوات الحكومة. ودارت اشتباكات ليل الاثنين في حي الهُلك في مدينة حلب بين المجموعات الكردية ومسلحي المعارضة.

وكان بيان عسكري حكومي أشار إلى أن جميع الطرق والمحاور في منطقة العمليات القتالية جنوب حلب تخضع لسيطرة نارية كاملة من قبل قوات الحكومة، بالتنسيق مع سلاحيْ الجو السوري والروسي اللذين أغارا على كليّتيْ التسليح والمدفعية والطرق المؤدية إليهما جنوب حلب.

وطالت الغارات طرق الإمداد لمسلحي المعارضة في خان طومان وخان العسل والزربة وسراقب وتفتناز.

وواصلت قوات الحكومة ومسلحو المعارضة استقدام التعزيزات استعدادًا لمعارك قادمة.

وأكدت صحيفة الوطن المقربة من الحكومة أن الجيش تلقى "تعزيزات عسكرية ضرورية لبدء معركة استعادة المناطق التي انسحب منها".

وقالت الصحيفة نقلا عن مصدر عسكري إن الطائرات العسكرية "تنفذ سلسلة من الغارات الجوية تستهدف المجموعات المسلحة".

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، المعارض أن "كلا الطرفين يحشدان المقاتلين تمهيدا لجولة جديدة من معركة حلب الكبرى"، مشددا على أن "معركة حلب باتت مصيرية للمقاتلين وداعميهم".

واعلن تحالف "جيش الفتح"، وهو من أبرز المجموعات المسلحة في حلب، في بيان ليل الأحد "بداية المرحلة الجديدة لتحرير حلب كاملة"، مضيفا "نبشر بمضاعفة أعداد من المقاتلين ليستوعبوا هذه المعركة القادمة."

وقال بيان للحكومة السورية إنّ القوات الحكومية استقدمت تعزيزات لتحصين خط دفاعي في منطقة معمل الإسمنت مقابل حي الشيخ سعيد ولحماية حي الحمدانية.

وقالت مصادر الحكومة إنّ كميات كبيرة من المواد الغذائية والوقود أدخلت عبر طريق الكاستيللو، وذلك بعد سيطرة مسلحي المعارضة على طريق الراموسة.

وقالت المعارضة إنّها استهدفت أمس وفجر اليوم، وبتمهيد ناري، مواقع للقوات الحكومية في حي الحمدانية. كما فجّرت نفقًأ في حي الإذاعة، مستهدفةً مواقع حكومية.

سكان في حلب يرفعون علامة النصر بعد دخول القوات السورية للمناطق التي كان يسيطر عليها مسلحون

واتهمت المعارضة الطيران الروسي والسوري باستهداف منطقة خان السُبل في الريف الغربي لحلب بقنابل تحوي غاز الكلور، مشيرةً إلى أنّ قصفًأ حكوميًّا طال أحياء السكري والقاطرجي والميسر والأنصاري، الواقعة تحت سيطرة المعارضة، مما أوقع 15 قتيلًا.

واستطاع مسلحو المعارضة إدخال خضار ومواد غذائية إلى شرق حلب عبر المعبر العسكري الذي استطاعوا فتحه بعد سيطرة مسلحي المعارضة على كليّتيْ التسليح والمدفعية والكلية الجوية.

وقالت المعارضة إنّها قصفت بصواريخ الغراد مواقع للقوات الحكومية في جبل الأكراد في الريف الشمالي لللاذقية. بينما قالت بيانات حكومية إنّ قوات الحكومة استعادت بلدة كِنْسَبّا والتلال المحيطة بها مثل تلّة طوبال وقلعة شَلَف.

كما سيطرت القوات على قريتي مرج الزاوية وبيت جناورو، بعد معارك عنيفة مع مسلحي المعارضة. وسيطرت القوات الحكومية على قرية عين البيضة وتلة رويسة رشّو المشرفتين على طريق اللاذقية - حلب القديم.