يعيد مؤتمر "مستقبل المجتمعات العربية.. المتغيرات والتحديات" ملفات عدة إلى الواجهة، منها تلك المتعلقة بمستقبل الأجيال الشابة والمرأة والتحول الديمقراطي والتنمية والطائفية ونسيج المجتمعات العربية والتكنولوجيا وأثرها في بنية المجتمعات العربية وتطور منظومة القيم الانسانية ومدى استجابة المجتمعات العربية لها.

إيلاف من الأسكندرية: تنظم وحدة الدراسات المستقبلية في مكتبة الإسكندرية في الفترة من 5 إلى 8 سبتمبر المقبل مؤتمر "مستقبل المجتمعات العربية.. المتغيرات والتحديات"، في ضوء التغيّرات الاجتماعية والسياسية والعسكرية التي شهدتها المنطقة العربية في السنوات الاخيرة، ونتيجة وجود نقص حقيقي في الدوائر الأكاديمية والسياسية العربية لإدارة وحل النزاعات باعتبارها مدخلاً آنيًّا لرسم مستقبلات بديلة للمجتمعات العربية.

وإن كانت الأحداث الأخيرة قد استطاعت أن تجذب إليها التحليلات الاستراتيجية، فإن هناك تغافلًا حقيقيًا عن ملفات أخرى لا تقل أهمية عن مصير الدولة العربية، ومنها تلك المتعلقة بمستقبل الأجيال الشابة والمرأة والتحول الديمقراطي والتنمية والطائفية ونسيج المجتمعات العربية والتكنولوجيا وأثرها في بنية المجتمعات العربية وتطور منظومة القيم الانسانية ومدى استجابة المجتمعات العربية لها.&

وهي ملفات لا تزال مطروحة على بقية الدولة العربية التي لن تكون في عزلة في حالة اتساع نطاق النزاعات القائمة. لذا، يجدر بالنخب العربية أن تعيد النقاشات التأسيسية حول بنية المجتمعات العربية على أساس مستقبلي يمثل من ناحية نقدًا للسيناريوهات والرؤى المطروحة، ويطرح في المقابل مستقبلات وسيناريوهات بديلة يمكن أن تسلكها المجتمعات العربية.&

يشارك في المؤتمر أكثر من 50 خبيرًا وباحثًا من دول عربية عدة، من بينها مصر وتونس والمغرب والسودان والأردن والعراق والجزائر.&

العدالة الاجتماعية
ويلقي د.ماجد عثمان؛ وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السابق، ومدير المركز المصري لبحوث الرأي العام "بصيرة"، محاضرة خلال المؤتمر، بعنوان "مستقبل العدالة الاجتماعية في مصر". يذكر أن الدكتور ماجد عثمان يشغل منصب مدير مشروع قضايا وسياسات السكان والتنمية، ومشرف على التقرير الرسمي حول حالة السكان في مصر، كما يعمل أُستاذًا للإحصاء في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة.

كما يشارك د.معتز خورشيد؛ وزير التعليم العالي والبحث العلمي السابق، ورئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لمهندسي البرمجيات، ونائب رئيس جامعة القاهرة السابق، في المؤتمر، بمحاضرة يلقيها تحت عنوان "الجهود العربية: النماذج الرياضية والمحاكاة في اتخاذ القرارات والدراسات المستقبلية".

يحاضر في المؤتمر أيضًا، د.محمد مجاهد الزيات؛ المستشار الأكاديمي للشؤون الإقليمية في المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية في القاهرة، تحت عنوان "التحديات التي يواجها الأمن القومي المصري والأمن الإقليمي.. رؤية مستقبلية"، فيما تلقي الدكتورة نهال المغربل؛ نائبة وزير التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، محاضرة بعنوان "استراتيجية التنمية المستدامة: رؤية مصر 2030".

من الأردن، يناقش د.محمد أبو حامور؛ وزير المالية الأردني السابق، مستقبل الاقتصاديات العربية في ضوء الاضطرابات الحالية والقصور التنموي، بينما يناقش د.محمد مسلم المجالي؛ الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا في الأردن، واقع الابداع والابتكار في العالم العربي ومستقبلهما.

الدولة القُطرية إلى أين؟
ومن دولة تونس؛ يشارك د.قيس الهمامي؛ مستشار السفير التونسي في منظمة "اليونسكو"، وأستاذ الاستشراف الاستراتيجي في الكلية الحربية العليا في تونس، بمحاضرة يلقيها خلال المؤتمر تحت عنوان "الاستشراف الاستراتيجي في الفكر العربي: فلسفياً وثقافياً"، كما يلقي د.عبدالمجيد الشرفي؛ رئيس المجمع التونسي "بيت الحكمة"، محاضرة بعنوان "الدولة القُطرية إلى أين؟".

ويشارك في المؤتمر من دولة المغرب؛ د.إكرام عدنني؛ نائب مدير المركز العلمي العربي للأبحاث والدراسات الإنسانية لشؤون تنظيم الأنشطة الخارجية في المغرب، ود.خالد ميار الإدريسي؛ رئيس المركز العربي للدراسات الدولية والمستقبلية، وغيرهم من المشاركين العرب.

الجدير بالذكر أن المؤتمر يهدف إلى تفعيل حقل الدراسات المستقبلية كمدخل للنظر في واقع النزاعات العربية، وتشبيك الرؤى بين المدارس الفكرية والاتجاهات المختلفة في الدوائر الأكاديمية والسياسية العربية، وعرض رؤى وخبرات الأجيال المختلفة من الباحثين والخبراء، وبناء اقتراب نقدي لتحليل آليات وتفاعلات المجتمعات العربية عبر الحوار الفعال بين المنظورات البحثية المختلفة للنزاع وطبيعة الاجتماع العربي.&

وسيطرح المؤتمر عددًا من القضايا والملفات المهمة للنقاش؛ ومنها: مستقبل الدولة القُطرية، الجهود العربية في الدراسات المستقبلية، مستقبل الإصلاح المؤسسي في مصر، التكنولوجيا والمستقبل العربي، مستقبل الإبداع في العالم العربي، والسياسات النقدية العربية والمستقبل العربي.