وكانت العلاقات بين البلدين قد توترت منذ نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي عندما أسقطت تركيا طائرة عسكرية روسية على الحدود السورية ما دفع روسيا إلى فرض عقوبات اقتصادية، وتعليق رحلاتها السياحية إلى تركيا.

ويقول بعض الكتاب أن تركيا "تتقرب" لروسيا، بينما يناقش البعض الآخر النتائج المترتبة على هذا اللقاء بالنسبة للمنطقة العربية.

"كسب معنوي"

تقول جريدة البعث السورية الناطقة باسم حزب البعث السوري الحاكم في تقرير في صفحتها الأولى: "لم يعد خافياً على أحد أن محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، جعلت نظام رجب طيب أردوغان يعيد النظر في تحالفاته من خلال توجيه أصابع الاتهام إلى 'الحليفة' واشنطن بالضلوع في محاولة الانقلاب، وفي الوقت نفسه إرسال عبارات الغزل إلى الجارة روسيا".

وتضيف الصحيفة: "ولأن روسيا كما عهدها الجميع تتبع سياسة الأبواب المفتوحة، حتى مع من 'طعنها في الظهر'، وتضع مصالح شعبها ومصلحة الأمن والاستقرار العالمي فوق كل اعتبار قبلت اعتذار رئيس النظام التركي".

يقول راجح خوري في جريدة النهار اللبنانية إن تعليقات أردوغان عن تدخل موسكو في سوريا "مناقضاً لكل ما كان يقوله في الماضي قبل إسقاط المقاتلة الروسية فوق سوريا".

ويضيف: "استجلاب تركيا ثانية أكبر قوة في حلف شمال الأطلسي إلى موسكو، وسط اهتزاز علاقتها بحلفائها الغربيين، يظل كسباً معنوياً مهماً بغض النظر عن معارك الكر والفر التي ستطول في حلب".

من جانبه، يقول ربيع بركات في جريدة السفير اللبنانية: "ليس سراً أن تركيا في مقاربة موسكو الإستراتيجية تشكل عقدة ربط تتيح لها تأمين بديلٍ لمرور غازها نحو أوروبا... وليس مجهولاً في المقابل أن روسيا في عقل أردوغان هي الباحة الواسعة التي يمكن أن يلجأ إليها كلما أظهر العالم الغربي تعاملاً فوقياً مع الأتراك وأبرز قدرته على الإمساك بخيوط اللعبة معهم وتقرير قوانينها".

علي نون يقول في جريدة المستقبل اللبنانية أن لقاء بطرسبرغ "يأتي ليؤكد درساً لم يستوعبه الأسد ولا كل الطقم السياسي والإعلامي المحيط به. وهو أن العلاقات بين الدول عموماً، وبين روسيا وتركيا خصوصاً، محكومة بمصالح متشابكة في كل مجال ممكن، ولا يمكن كسرها أو تعريضها لمخاطر ذات طابع استراتيجي أو شامل، من أجل طرف ثالث، خصوصاً إذا كان ذلك الطرف هو الأسد وبقايا سلطته".

جورج عبيد في جريدة الديار اللبنانية يقول: "ستبنى العمارة الجديدة على مبدأ القضاء على الإرهاب بشراكة روسيّة-تركيّة-إيرانيّة-سوريّة وعراقيّة. وقد توضّح خلال اللقاء السابق لمحاولة الانقلاب بين لافروف وأوغلو أفضى إلى غرفة عمليات مشتركة، جامعة للجيشين الروسيّ والتركيّ ضمن فلسفة عسكريّة هادفة".

أما جريدة الجزيرة السعودية فتقول فتصف اللقاء قائلة: "قمة بين بوتين وأردوغان تؤكد الرغبة باستعادة الود المفقود"، بينما تقول جريدة الغد الأردنية: "بعد أن تخلى عنه الغرب.. أردوغان يلجأ إلى بوتين".