ادعى رجل أعمال أميركي من أصول باكستانية على بنك «الإمارات دبي الوطني» بسرقة تكنولوجيا طوّرتها شركته «انفوسبان» مطالبًا بتعويضات مالية. إلا أن هيئة محلفين أميركية برّأت البنك من ادعاءات الاحتيال.

لندن: قررت هيئة محلفين فيدرالية اميركية أن بنك الامارات دبي الوطني (EmiratesNBD) الذي يعتبر من أكبر بنوك الشرق الأوسط لم يرتكب أي مخالفة ولم يسرق تكنولوجيا من شركة اميركية قدمت دعوى ضد البنك مطالبة بتعويض قدره 500 مليون دولار بعد ان انفرط عقد الشراكة بينها وبين البنك.&

وكانت شركة انفوسبان التي يوجد مقرها في مقاطعة اورنج في ولاية فلوريدا ادعت بأن بنك الامارات دبي الوطني انهى شراكته معها لبناء منظومة مدفوعات عبر الهاتف المحمول لأنه لم يرغب في تقاسم العائدات معها وانه سرق تكنولوجيتها لاطلاق خدمة مدفوعات خاصة به عن طريق الموبايل.

ورفض بنك الامارات دبي الوطني ادعاءات الشركة مؤكدا انه لم يستخدم قط تكنولوجيا انفوسبان لكي يسرقها. &وأوضح البنك انه فسخ الشراكة معها لأنها لم تتمكن من تقديم منتوج عامل وأوهمته بأنها شركة معروفة بها وليست شركة بتاريخ يُعتد به كما اتضح.&

وبعد مداولات استمرت يوماً كاملا قررت هيئة المحلفين بالاجماع ان شركة انفوسبان لم تثبت ادعاءها بالتعرض الى عملية احتيال وسرقة اسرارها التجارية.&
&
وطلبت الشركة الاميركية في دعواها تعويضاً من البنك الاماراتي قدره 540 مليون دولار. وقالت صحيفة لوس انجيليس تايمز ان محامي انفوسبان رفض ان يعلق على امكانية الاعتراض على قرار هيئة المحلفين.&

وبقرار هيئة المحلفين تنتهي محاكمة استمرت اسبوعين تبادل خلالها محامو الطرفين الاتهامات بالاحتيال. &

وادعى رجل الأعمال فاروق باجوة المقيم في مدينة سان خوان كابستارانو في مقاطعة اورنج ان شركته طورت نظاماً يتيح للعمال الوافدين في الشرق الأوسط ارسال تحويلاتهم المالية الى بلدانهم برسائل نصية. &وزعم باجوة ان شركة انفوسبان بدعم من مستثمرين خارجيين انفقت 87 مليون دولار على تطوير المشروع وهذه التكنولوجيا. &ولاطلاق الخدمة اقام باجوة شراكة في عام 2007 مع بنك الامارات دبي الوطني. &وبدت هذه الشراكة صفقة مثلى لرجال الأعمال ذي الأصل الباكستاني باجوة الذي حقق ملايين من ادارة شركة أخرى في الولايات المتحدة ابان الثمانينات والتسعينات.&

وتستضيف دول الخليج اعدادا كبيرة من العمال الاجانب الذين يشكلون سوقاً كبيرة لخدمة تتيح ارسال المال الى بلدانهم بطريقة سهلة وأرخص من شركة ويسترن يونيون أو نظام الحوالة التقليدي في الشرق الأوسط عن طريق الوسطاء. &

ولكن العلاقة تردت بين بنك الامارات دبي الوطني وشركة انفوسبان، وقرر البنك انهاء الشراكة في عام 2009. &

وبعد سنوات قليلة على فسخ الشراكة قدم البنك الاماراتي دعوى جنائية في دبي ضد باجوة وشريكه بتهمة الاحتيال عليه وايهامه بأن انفوسبان شركة محترمة ذات تكنولوجيا عاملة.&

وردت انفوسبان بعد عامين بدعوى قدمتها في مدينة سانتا آنا زاعمة ان تكنولوجيتها تعمل بنجاح وانها أعطت شفرتها الى البنك الاماراتي لكنه انهى شراكته معها لاطلاق خدمة مدفوعات بالموبايل خاصة به بعد ان سرق تكنولوجيتها. &&

كما ادعت انفوسبان ان لاري سكادر شريك باجوة اعتُقل في مطار دبي الدولي نتيجة الدعوى الجنائية التي اقامها البنك وأُبقي رهن التوقيف 19 ساعة الى ان ضمن إطلاق سراحه بتسليم جواز سفره. &

وطعن البنك في رواية الشركة وبالتحديد في ادعائها بتسليم شفرتها اليه نافياً استخدامها في أي وقت. &

وأكدت المستشارة السابقة في البيت الأبيض كاثلين روملر محامية بنك الامارات دبي الوطني في القضية ان البنك ما كان ليطلع على الشفرة في اتفاق شراكة من النوع الذي توصل اليه مع انفوسبان. &وقالت ان مثل هذه التكنولوجيا تكون بعهدة شركة خاصة تدخل طرفاً ثالثاً طيلة سريان فترة الشراكة. & &&&
وأبلغت روملر في مرافعتها الختامية هيئة المحلفين ان باجوة وشركة انفوسبان باعا بنك الامارات دبي الوطني "بضاعة" مشيرة الى انه رغم وعودهما للبنك فان التكنولوجيا لم تعمل قط وان انفوسبان لم تكن شركة كبيرة كما زعم باجوة.&

وبناء على ذلك قدم البنك دعوى جنائية لاستعادة ماله بعد ان تعرض الى عملية تضليل، وازدادت شكوكه في شركة انفوسبان ، كما أوضحت روملر لهيئة المحلفين. واضافت "انهم خلصوا بكل تأكيد الى انهم تعرضوا لعملية نصب".&

واعلنت لبنى قاسم امينة سر مجموعة بنك الامارات دبي الوطني في بيان عقب صدور قرار هيئة المحلفين ان البنك "يبدي ارتياحه للقرار وفرصة نيله محاكمة عادلة في المحاكم الاميركية". &

باجوة من جهته قال انه لا يعرف ماذا ستكون خطواته التالية.&

اعداد عبد الاله مجيد عن صحيفة لوس انجيليس تايمز على الرابط أدناه

http://www.latimes.com/business/la-fi-infospan-verdict-20160811-snap-story.html