لوحظ أن الساعات الأخيرة شهدت تحركات دبلوماسية نشيطة بين موسكو وأنقرة وطهران، وذلك غداة القمة التركية ـ الروسية في سانت بطرسبيرغ يوم الثلاثاء الماضي، وأجرى وزير الخارجية الإيراني محادثات في أنقرة بعد مكالمة هاتفية مع لافروف.&

إيلاف من لندن: أعلنت إيران وتركيا أنهما متفقتان بوجوب الحفاظ على وحدة الاراضي السورية، وقال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الزائر حالياً لأنقرة إن هناك نقاط اتفاق واختلاف، لكن يمكن تقريب وجهات النظر بين الجانبين.

وتحادث وزير الخارجية الإيراني في أول زيارة له لأنقرة منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة يوم الجمعة مع المسؤولين الاتراك، وعلى رأسهم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ونظيره جاووش اوغلو، حيث تركزت المحادثات حول شؤون العلاقات بين البلدين وأحدث التطورات على صعيدي المنطقة والعالم.

وقال ظريف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي مولود جاويش، إننا "متفقون على وحدة الاراضي السورية ومكافحة الارهاب في الاراضي التركية"، مؤكدًا انه "يمكن تقريب وجهات النظر بين البلدين بشأن التجاذبات حول سوريا عبر تكثيف اللقاءات".

سوريا

واكد ظريف أن كافة الاطراف تريد السلام في سوريا والقضاء على التنظيمات الارهابية، مشيرًا الى أن ايران تحمل "ذات الفكرة والتوجهات مع تركيا في مكافحة الارهاب".

ودعا وزير الخارجية الإيراني إلى التعاون والتشاور بين إيران وروسيا وتركيا كقوى مؤثرة في المنطقة، مرحبًا بالتقارب التركي الروسي مؤخرًا.

واشار ظريف الى أن ايران تسعى الى تعزيز سبل التعاون والشراكة مع تركيا، مؤكدًا الاستعداد لمضاعفة رحلات السيّاح الايرانيين الى تركيا، المستمرة.

وقال ظريف: "تركيا دولة صديقة وشقيقة"، معربًا عن فرحته بشأن وقوف الحكومة التركية والشعب التركي "صفًا واحدًا في مواجهة الانقلاب"، وأضاف أن "مثل هذه المحاولات الانقلابية تهدد الديمقراطية وحقوق الانسان".

وأكد الوزير الإيراني أن البلدين لهما ذات التوجهات بشأن ضرورة مكافحة الإرهاب، قائلاً: "نقف إلى جانب الشعب التركي في مواجهة الإرهاب".

فرار دبلوماسيين&

من جانبه، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، إن 32 دبلوماسيًا تركيًا، تم استدعاؤهم بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في منتصف يوليو الماضي، لم يعودوا إلى البلاد.

وهؤلاء الدبلوماسيون من بين 208 آخرين استدعتهم أنقرة عقب الانقلاب، وقد فرّوا إلى دول عدة، بحسب أوغلو، خشية الاعتقال في ظل حملة التطهير التي تقوم بها السلطات حاليًا في أجهزة الدولة.

وأكد وزير الخارجية التركي في المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره الإيراني، أن بلاده تلقت "إشارات إيجابية" من واشنطن بخصوص طلب أنقرة تسليمها فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة، والمتهم بالضلوع في تدبير محاولة الإنقلاب.

من جهة ثانية، قال جاويش اوغلو: "علينا مكافحة التنظيمات الارهابية معًا، وسنعزز تعاوننا مع ايران". واوضح وزير الخارجية التركي أن بلاده ستتعاون مع ايران اكثر في الفترة المقبلة بشأن الازمة السورية.

واشار جاويش اوغلو الى أن تركيا طلبت من اميركا تسليم المعارض فتح الله غولن، لافتًا الى تلقيها اشارات ايجابية من واشنطن، خاصة وأن هناك اتفاقية حول تبادل المطلوبين.

وفي موضوع آخر، قال أوغلو إن بلاده تريد شراء المزيد من الغاز الطبيعي من إيران، وإنها بحثت المشاكل المتعلقة بالتسعير، مضيفًا أن على أنقرة وطهران حل الخلاف على أسعار الغاز دون اللجوء للتحكيم.

لاعبون مؤثرون

وكان وزير الخارجية الإيراني، أكد في تصريح صحفي أدلى به فور وصوله إلى أنقرة، أن حل المشاكل التي تواجهها المنطقة يتطلب تعزيز التعاون والحوار بين إيران وروسيا وتركيا كلاعبين مؤثرين، معربًا عن قناعته بأن أي خلافات بشأن القضايا الإقليمية المختلفة يمكن تسويتها عن طريق التفاوض.&

وذكر ظريف بأن طهران أدانت منذ الساعات الأولى محاولة الانقلاب الفاشلة، التي شهدتها تركيا ليلة 15 يوليو، مؤكدًا أنه لا مكان للغطرسة والانقلابات في المنطقة، ولا يمكن أن تقمع مجموعة من العسكريين إرادة الشعب وتطلعاته.

وعبّر ظريف عن تقديره لصمود الشعب التركي ودوره في إحباط المحاولة الانقلابية، ووصف ذلك بأنه إنجاز بالغ الأهمية. وقال الوزير الإيراني إن المظاهرات الشعبية، التي تشهدها المدن التركية المختلفة هي درس مهم للانقلابيين.

لافروف ـ ظريف

وإلى ذلك، أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مباحثات هاتفية مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف.

وناقش وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف عصر يوم الخميس، دعم جهود التسوية السورية، كما بحثا آخر التطورات الاقليمية والدولية.

وجاء في بيان الخارجية الروسية بهذا الصدد: "تطويرًا للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس الإيراني يوم 8 أغسطس في باكو، تمت مناقشة القضايا الثنائية والإقليمية، بما في ذلك مسائل الدعم الخارجي لجهود التسوية السورية".

وأشارت الخارجية الروسية إلى أن المكالمة جرت بمبادرة من الجانب الإيراني.
&