تعتبر "متلازمة الساقين المتعبتين" "(RestlessLegs Syndrome (RLS" من أكثر الأمراض العضلية - العصبية انتشارًا، وتعاني منه في ألمانيا نسبة 13.4% من النساء مقابل نسبة 7.4% من الرجال بشدة متفاوتة (10% في الولايات المتحدة الأميركية).

إيلاف من برلين: يعاني الكثيرون من ساقين متعبتين دائمًا، وإذ يشعر البعض بهذا التعب خلال العمل نهارًا ويفسرونه على أساس الوقوف الطويل، يساور هذا التعب سيقان موظفين مكتبيين، ويؤرق نومهم طوال الليل.

ويطلق الطب على هذه الحالة اسم مرض ويليس إيكبوم Willis-Ekbom أيضًا، ويعتقدون حتى الآن أن أسبابها موضعية تتعلق العظام والعضلات.

يعاني مرضى متلازمة الساقين المتعبتين من الأعراض الأربعة المميزة للمرض وهي: اضطراب عصبي في الساقين يترافق مع حركة صعبة للقدمين، اضطراب موتوري (عضلي)، تراجع التعب والآلام من خلال الانشغال في إيقاع العمل اليومي، وتفاقم الأعراض في المساء والليل. وعادة ما يكون المعانون من الحالة من المتقدمين في السن، وخصوصًا من النساء.

يعالج الأطباء الحالة عادة باستخدام العقاقير التي تؤدي إلى زيادة فرز هرمون "الدوبامين" في الدماغ، وهي المادة التي تؤدي إلى انبساط العضلات. إلا أن هناك الكثير من المحاذير عند استخدام هذه المركبات، خصوصًا لأنها تسبب الدوار والغثيان والقيء. إلا أن الأطباء يبدون خشية أكبر عند استخدام هذه العقاقير (مثل روبينرول)، لأنها تسبب الإدمان.

ضمادة تضغط على عضلتين
طوّر الدكتور فيليس كون، من مركز أبحاث ليك آري الأميركي، ضمادة متغيرة الشكل، تربط على القدم، وتضغط على عضلتين معينتين فقط. ويقول كون إن الضغط على العضلتين يحدث رد فعل في الدماغ يدفعه إلى إفراز المزيد من الدوبامين، الذي يؤدي بدوره إلى انبساط العضلات وتقليل الآلام.

تضغط الضمادة الخاصة على عضلتي Musculusabductorhallucis وMusculusflexorhallucisbrevis في القدم. ومعروف في الطب، أن الضغط باليد على العضلتين يقلل الآلام أيضًا بشكل موقت، بحسب كون. وتأثير الضمادة هنا يشبه عمل الوخز بالإبر في الجسم أو تأثير التمرين للعضلات.

جرّب كون الضمادة الخاصة طوال 8 أسابيع على ثلاثين شخصًا يعانون متلازمة الساقين المتعبتين بشكل شديد أو متوسط. وبين المرضى 22 امرأة و8 رجال من أعمار تتراوح بين 30-75 سنة. وتابع فريق العمل تطور الأعراض لدى المرضى بحسب قسيمة أسئلة خاصة بهذا المرض.

تحسن في 90% من الحالات
قارن كون وزملاؤه نتائج الدراسة بنتائج دراستين أخريين حول متلازمة الساقين المتعبتين، استخدم الباحثون في الأولى عقار روبينرول، واستخدموا في الأخرى علاجًا كاذبًا (بلاسيبو). وكانت النتيجة في دراسة كون هي أن 90% من المرضى تحدثوا عن تحسن ظاهر في الأعراض والآلام، مقابل 63% قالوا إنهم تحسنوا باستخدام روبينرول.

المهم أيضًا، عند استخدام الضمادة، هو أن 82% من المتطوعين قالوا إن نومهم قد تحسن أيضًا بفعل تراجع الأعراض ليلًا. ومنح الأطباء للضمادة، بحسب المعايير الطبية، 17.22 نقطة مقابل 8.9 نقاط للعقار المحفز لفرز دوبامين.

وتحدث 7 أفراد عن حصول شيء من المضاعفات عند استخدام الضمادة الخاصة. تحدث 3 منهم عن حكة في القدم، و2 عن شعور يشبه الوخز، و1 عن تقلصات، و1عن حرارة في القدم. 

علاقة واضحة مع عدد الولادات
وكشفت دراسة ألمانية جديدة، نشرتها مجلة "أرشيف الطب الباطني" في عددها الأخير، أن النساء أكثر عرضة لمتلازمة الساقين المتعبتين من الرجال، وأن للحالة علاقة بعدد الأطفال الذين أنجبتهم المرأة وعددهم في البيت. 

وذكر البروفيسور كلاوس بيرجر، رئيس قسم الطب الاجتماعي في جامعة مونستر الألمانية أنه من الممكن للأطباء أن يختلفوا حول أسباب ظاهرة تعب الساقين، إلا أنه ما عاد هناك مجال للخلاف حول انتشار الحالة بين النساء. وتقول دراسة أجراها قسم الطب الاجتماعي في مونستر إن النساء يعانين ضعف ما يعانيه الرجال من هذه الحالة.

تحمل الدراسة عنوان "الحياة والصحة في فوربومرن (شرق)" وعمل خلالها بيرجر ومساعدوه على تحليل معطيات عن 4310 مواطنين يعيش في ولاية فوربومرن. وقام الباحثون بفرز الأشخاص المعانين من الساقين المتعبتين، وأخضعوهم لفحوصات طبية واستجواب طبي تفصيلي، كما تم التأكد من وجود الخصائص التي تميز متلازمة الساقين المتعبتين.

لاحظ بيرجر وزملاؤه أن الأعراض الأساسية، وبالتالي المرض، تنطبق على ما لا يقل عن 10.6% من سكان فوربومرن الذين تزيد أعمارهم على 20 سنة. وتوصل فريق العمل أيضًا إلى أن متلازمة الساقين المتعبتين تعود إلى قائمة أكثر الأمراض العضلية - العصبية انتشارًا بين السكان. وكانت كل التقديرات السابقة تشير إلى انتشار الحالة بين 5-10%. 

يتراجع في سن اليأس
تبدو اللوحة أكثر قتامة حينما تتعلق الحالة بالمرأة، لأن الدراسة الجديدة تشير إلى نسبة انتشار ترتفع إلى 13.4% مقابل الرجال(7.6%). وكانت نسبة الانتشار، عند الأفراد ما بعد العشرين من الجنسين، ترتفع باطراد مع تقدم العمر. وهكذا كانت نسب الانتشار بين الأفراد من مجموعة عمر 20-29 هي 3% للرجال، و4.9% للنساء، وكانت بين مجموعة الأفراد من سن 60-69 تبلغ 13.2% بين الرجال، و19.4 بين النساء.

فسر الباحثون اختلاف قابلية الإصابة بالحالة بين الجنسين على أساس عدد الأطفال الذين ولدتهم المرأة وعلى عددهم في البيت. إذا كانت نسبة الانتشار بين النساء اللاتي لا يملكن أطفالًا تعادل نسبة انتشارها بين الرجال. أي أقل بنحو 50% من المعدل العام بين النساء. 

وكان معدل الإصابة عند النساء يرتفع بشكل ثابت مع زيادة عدد الأطفال الذين أنجبتهم الأم. وكانت نسبة المرض بين النساء من عمر 40-59 سنة وولدن 3 مرات أو اكثر يعادل المعدل بين الرجال ثلاث مرات ونصف مرة. ثم عاد معدل الانتشار بين النساء من مجموعة أعمار 60-79 إلى الانخفاض مقارنة بالرجال.

ويميل العلماء إلى تفسير انتشار متلازمة الساقين المتعبتين بين النساء المولودات على أساس الهرمونات. ويؤكد هذه الحقيقة، حسب رأي الأطباء، أن علاقة عدد الأطفال بالحالة تتراجع بين النساء اللاتي تخطين سن اليأس.