علق بعض الكتاب في صحف عربية على نتائج زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى روسيا، حيث التقى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وأثر الزيارة على الوضع في سوريا.

ورأى بعض الكتاب أن الزيارة تعتبر بمثابة مؤشر على تحول في موقف أنقرة تجاه الأزمة السورية.

وفي مصر، أولت الصحف اهتماما باتفاق القاهرة المبدئي مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض قيمته 12 مليار دولار على مدار ثلاث سنوات.

وبينما أبدى بعض الكتاب تفاؤلا بهذه الخطوة في جذب استثمارات أجنبية، حذر آخرون من كلفة البرنامج وتأثيره على طبقات مختلفة من الشعب.

"تنازل تركي"

في صحيفة الشرق القطرية، قال محمد مصطفى علوش إن لقاء أردوغان وبوتين "سمح للبلدين أن يندفعا مسرعين نحو تعزيز التفاهمات المشتركة وإدارة الخلافات بعيدا عن مجهر الإعلام".

وأضاف الكاتب أن لقاء الزعيمين نتج عنه "تصريحات تركية تظهر لينا تجاه الملفّ السوري وتؤكد حقًا واعترافا للوجود الروسي في سوريا بل وتباركه وكأنه حق طبيعي، وتدعو لتنسيق معها في مواجهة الإرهاب".

وأكد أن الملفات المشتركة بين البلدين عديدة وأن "الملف السوري مهم للغاية لكنه لا يقدم على الملف الاقتصادي بتاتا، فالبلدان بينهما مصالح مشتركة في السياحة والتجارة والترانزيت البحري ومشاريع عملاقة تسيل لعاب البلدين لتحقيقها تتمثل في سيل الغاز الروسي العابر للحدود التركية نحو دول الاستهلاك في القارة العجوز".

وفي صحيفة النهار اللبنانية، قال علي حمادة إن محادثات الزعيمين أدت إلى "تليين" في الخطاب التركي حيال التسوية في سوريا "وصولا إلى حد وضع ورقة القبول ببقاء بشار الأسد في المرحلة الانتقالية على الطاولة، ثم سحبها فقط لإشعار موسكو بأن تركيا مستعدة للتفاوض الجدي من دون أن يشكل شرط بقاء بشار في المرحلة الانتقالية عائقاً".

ورأى الكاتب أن هذا بحد ذاته "تنازل تركي كبير، أمام تمسك روسيا بعدم اشتراط رحيل بشار في بداية المرحلة الانتقالية".

ويؤكد حماده أن "الحل في سوريا لا يزال بعيد المنال، ولكن التقارب التركي-الروسي من شأنه أن يحافظ على توازنٍ عسكري في منطقة حلب وريفها الشمالي، مما يغضب بشار والإيرانيين وميليشياتهم وعلى رأسها "حزب الله" المثخن بالجراح السورية".

وفي صحيفة البعث السورية، قال عماد سالم إن إعراب وزير خارجية تركيا عن استعداد بلاده للتعاون مع روسيا في الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية" يمكن اعتباره "نقطة انطلاق وخطوة في الاتجاه الصحيح يجب أن تتبع بخطوات لنقول: إن أردوغان غادر شاطئ الإرهاب، وأنه بالفعل في سياق تنفيذ استدارة فرضتها عليه هزيمته أمام شعبه وفي الميدان السوري".

"ثمن" القرض

أعرب فهمي عنبه رئيس تحرير جريدة الجمهورية عن تفاؤله بحصول مصر على قرض صندوق النقد الدولي، قائلا إنه يمثل "دعما كبيرا لبرنامج الإصلاح الاقتصادي".

ووصف عنبه الاتفاق مع الصندوق بأنه "شهادة ثقة دولية تفتح الباب أمام جذب استثمارات أجنبية والمساهمة في فتح مشروعات جديدة".

من جهة أخرى ، يرى عماد الدين حسين رئيس تحرير صحيفة الشروق أن المهم هو كيفية تطبيق برنامج الصندوق، معربا عن تخوفه من تأثير كلفته على طبقات الشعب المختلفة.

وتساءل حسين "من الذي يتحمل دفع فاتورته الأساسية؟ وكيف يمكن توزيع هذه الأعباء بصورة عادلة على الجميع طبقا لظروف كل فئة أو طبقة؟ إذا تم تقليل النفقات وخفض الدعم وتقوية شبكة الحماية الاجتماعية، فهل سيتم مراعاة نسبة التضخم المتزايدة؟".

وعلى المنوال نفسه، قال سليمان جودة في صحيفة المصري اليوم إن الاتفاق "سوف يدفع ثمنَه كلُ مواطن شريف وسوف يظل يعاني من عواقبه مع أبنائه وأحفاده من بعده".

وطالب الكاتب الحكومة بأن "تصارح الشعب بما سوف تقطعه من خطوات في الفترة المقبلة".