ردود فعل غاضبة في أوساط النشطاء والقوى السياسية المختلفة اعتراضًا على الزيارة المرتقبة لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لمصر خلال الأيام المقبلة.

إيلاف من القاهرة : صرح حاييم كورين، السفير الإسرائيلي السابق لدى مصر في ختام عمله في القاهرة، عن قيام رئيس&وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بزيارة مرتقبة& لمصر خلال الأيام المقبلة،&وذكرت تقارير، نقلًا عن مصدر دبلوماسي مصري رفيع المستوى، أن نتنياهو أبلغ مصر في خطاب رسمي خلال اجتماعه بوزير الخارجية سامح شكري أثناء زيارة الأخير لإسرائيل، رغبته في مقابلة عدد من المسؤولين المصريين.

كما& كشف تقرير إعلامي إسرائيلي عن ترتيبات تجرى لزيارة قريبة ينتظر أن يقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مصر للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل نهاية العام الحالي، وقالت المحطة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي: "إن نتنياهو سيجري خلال زيارته المزمعة مباحثات مع السيسي في القاهرة أو منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر، ولم يسبق أن اجتمع نتنياهو مع السيسي، ولكنهما تحادثا عبر الهاتف مرات عديدة، بحسب تصريحات مكتوبة صدرت عن رئاسة الوزراء الإسرائيلية".

تفاصيل الزيارة&

وكشف&مؤسس "الجبهة الشعبية لمناهضة أخونة مصر"، والمنسق العام لـ"التجمع الحر من أجل الديمقراطية والسلام" محمد سعد خيرالله، عن تفاصيل& زيارة نتنياهو لمصر، حيث أكد في تصريحات صحافية له&أن سبب الزيارة المعلن هو حضور افتتاح المعبد اليهودي بعروس البحر الأبيض المتوسط بعد انتهاء الدولة من أعمال الترميم فيه، إلا أن السبب غير المعلن الذي كشفته مصادر من داخل إسرائيل، على حد تعبيره، هو زيادة التنسيق بين مصر وإسرائيل في المرحلة المقبلة، وإعلان الحكومة الإسرائيلية الدعم المباشر للنظام المصري الحالي بقيادة عبدالفتاح السيسي، باعتباره أحد أهم رموز السلام في العالم، وفق قوله.

وأشار مؤسس "الجبهة الشعبية لمناهضة أخونة مصر"، إلى أن هناك مؤتمرًا سيعقده نتنياهو، وسيحضره عدد من السياسيين والإعلاميين، مؤكدًا أن قائمة المدعوين يتم التجهيز لها الآن، وأنه يتم اختيار الأشخاص بعناية فائقة حرصًا على العلاقات المصرية - الإسرائيلية، بحسب تعبيره.

رفض الزيارة&

أنباء الزيارة قوبلت&بردود فعل غاضبة في أوساط النشطاء والقوى السياسية المختلفة، مهددين بتنظيم تظاهرات ومسيرات احتجاجية رفضًا للزيارة المرتقبة، وأطلق نشطاء&شعارًا لتظاهراتهم، فيما ذكروا في بيان مشترك، أنه "بعد عدة أيام،&سيدنس رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني أرض النيل، فالمقاومة بكل أشكالها حق مشروع للشعب المصري رفضًا لزيارة المجرم نتنياهو، وسوف يتم التصدي لكل محاولات التطبيع مع عدونا الصهيوني، ونؤكد حق الشعب العربي في مقاومة الصهاينة ".

ودعا النشطاء والحركات السياسية&في مصر&إلى رفع العلم الفلسطيني في كل شوارع القاهرة& فور الزيارة المزعومة، وأعلن عدد من& الشخصيات السياسية والتيارات والأحزاب، أنها ستشارك في الوقفات والاحتجاجات لرفض الزيارة من أبرزهم " حمدين صباحي، محمد عصمت سيف الدولة، مدحت الزاهد، السفير معصوم مرزوق، إلى جانب مشاركة أحزاب الكرامة والتيار الشعبي والتحالف الاشتراكي والمصري الديمقراطي ومصر القوية، وجميع حركات المقاومة الفلسطينية وشخصيات في اللجنة الإعلامية داخل السفارة الفلسطينية في القاهرة، حيث يحتشد الآلاف من المتظاهرين على سلالم نقابة الصحافيين، كما حدث في احتجاجات اتفاقية جزيرتي" تيران وصنافير".

يناير 2011

وكانت آخر زيارة لرئيس وزراء إسرائيلي معلنة، لقاء جمع بين الرئيس السابق حسني مبارك ونتنياهو في 6 يناير 2011 قبل الثورة بأيام، وقضى معه 90 دقيقة، وبعد العودة يصرح بنيامين بن إليعيزر، وزير التجارة والصناعة الذي رافقه، لراديو إسرائيل بقوله:" إن الاجتماع كان "رائعًا"، ووصف الرئيس المصري بأنه "كنز إسرائيل الاستراتيجي "، وفي العاشر من يوليو الماضي قام وزير الخارجية سامح شكري بزيارة إسرائيل في أول زيارة لمسؤول مصري منذ تسع سنوات، جاءت الزيارة في إطار الجهود التي تبذلها مصر لإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لنزع فتيل الأزمة بين الجانبين.

زيارة منتظرة &

من جانبه، يرى السفير صلاح فهمي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الزيارات المتبادلة بين القاهرة وتل أبيب أمر طبيعي في ظل السلام بين الدولتين، وبالتالي فإن زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية للقاهرة أمر متوقع حدوثه في أي وقت.

مشيرًا إلى أن مصر ليست في خلافات& سياسية مع إسرائيل حتى يتم رفض الزيارة سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، ومن أجل إقامة الدولة الفلسطينية ونشر السلام في المنطقة تستقبل القيادة السياسية في مصر "نتنياهو"، مؤكدًا ﻟ"إيلاف"، أن& بعض القوى والتيارات السياسية تستخدم الزيارة كورقة سياسية ضد الرئيس السيسي، ومن هذا المنطلق ترفض الزيارة من أجل تحقيق مكاسب سياسية داخلية، باللعب على مشاعر المصريين بالقضية الفلسطينية.

وتوقع&فشل تلك الوقفات الاحتجاجية لأن الشعب المصري يدرك جيدًا الأهداف الخبيثة التى تسعى إليها بعض القوى السياسية الموالية لجماعة الإخوان المسلمين،&مطالبًا الخارجية المصرية&بضرورة بيان صحة الأنباء المتداولة بين الحين والآخر عن زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية للقاهرة، لعدم استغلال ذلك سياسيًا من قبل بعض التيارات السياسية المعارضة للنظام المصري وقيامها بنشر الشائعات داخل الشارع المصري ما يضع الحكومة في مأزق شديد.

استكمال المباحثات&

في السياق ذاته، قال محمود عزت، الخبير في الشأن الإسرائيلي&ﻠ"إيلاف": "إن زيارة "نتنياهو" للقاهرة لاستكمال المشاورات السياسية&بين القاهرة وتل أبيب، والتي بدأت مؤخرًا عقب زيارة سامح شكري وزير الخارجية لإسرائيل".

مشيرًا إلى أن الزيارة سوف تناقش العديد من الملفات أبرزها عملية السلام ومستقبل المبادرة المصرية التي طرحها الرئيس السيسي، الخاصة بإقامة سلام عربي إسرائيلي مقابل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، كما سيتناول الجانبان العلاقات الثنائية بين الدولتين والتنسيق الأمني في مواجهة الإرهاب على أرض سيناء.

وأضاف عزت، أن إسرائيل تسعى لإقامة علاقات متميزة مع مصر في الوقت الحالي، وأن رئيس الحكومة الإسرائيلية يريد استثمار زيارة وزير الخارجية المصري لتل أبيب&للتواصل مع الرئيس السيسي وعودة العلاقات الدافئة مع القاهرة، خاصة وأن تل أبيب أدركت أنها خسرت الكثير خلال السنوات الخمس الماضية، وتحديدًا بعد&ثورة يناير وما ترتب عليها من& فتور العلاقات بين البلدين، وعدم وجود آلية للتواصل المباشر مع القيادة السياسية المصرية.