خاص إيلاف: حرارة الصيف والصحراء القاحلة عدوان يتربصان بأكثر من 40 ألف نازح عراقي يقيمون في مخيم ديبكا شمال غرب محافظة أربيل. مضى أكثر من عام على إنشاء هذا المخيم والاكتظاظ عنوانه الدائم بحسب نازحين تحدثوا لـ" إيلاف".

وفيما اتخذ الواصلون الجدد الخيام الجماعية مسكنًا، باشرت الجرافات تسوية أراضٍ جديدة لاستقبال المزيد منهم.
&
الحالة الأسوأ

لا&تزال قضايا النازحين في العراق تمثل إحدى الحالات الإنسانية الأسوأ في العالم. فهؤلاء يرزحون تحت كاهل تجاهل الأطراف الحكومية ولا مبالاة المنظمات الدولية.&

وفي تلك المخيمات تسكن آلاف العائلات التي جازفت بحياتها للخروج من مناطق سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) جنوب شرقي الموصل، ومن نجح بالوصول إلى مخيم ديبكا كانت في انتظاره مخيمات ينعدم فيها الحد الأدنى لمقومات الحياة.

وديبكا قرية صغيرة شمال غرب أربيل العراقية، على طريق أربيل – مخمور، تبعد عن أربيل ثلث ساعة، وقد اشتهرت منذ يونيو 2014 بنزوح العراقيين إليها، بعد أن سيطر تنظيم داعش على مناطقهم.&

وفيما تستعد القوات العراقية لشن هجومها على الموصل، توقعت منظمات إنسانية تفاقم موجة النزوح إذ سيضطر الكثيرون إلى مغادرة منازلهم في أثناء المعارك.
&&

أمراض معدية

وفيما تبلغ الطاقة الاستيعابية لمخيم ديبكا أربعة آلاف شخص، أفاد نازحون "إيلاف" بلوغ أعداد النازحين زهاء 40 ألف شخص، مشيرين إلى أن هناك فرقًا كبيرًا بين الاستيعاب والخدمات، والوضع في المخيمات مزرٍ جدًا. قالوا: "هناك عوائل كثيرة تعيش داخل خيمة واحدة، فالحد الأدنى لمقومات الحياة غير متوافر، إنها مجرد خيم في الصحراء تحت حرارة قد تصل إلى 52 درجة مئوية".

قال نازحون إن عشرات الأسر لم تتمكن من الحصول على خيام تأويها، ما اضطرها إلى التجمع بأعداد كبيرة في خيام جماعية في أوضاع إنسانية صعبة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، حيث تتقاسم الأسر أرضية الخيام في انتظار دورها في الحصول على خيام مستقلة تقضي بها الباقي لها من أيام بعيدًا عن منازلها، وفي انتظار انتهاء المعارك.

وسبق للمدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية أن حذّر من خطورة الأوضاع الصحية في مخيمات النازحين بالمخيم، مشيرًا إلى أن تفشي الأمراض المعدية يهدد حياة آلاف النازحين، فيما قالت منظمة العفو الدولية إن المساعدة التي قدمتها الحكومة العراقية للنازحين غير كافية، وإن العالم يتجاهل وضعهم وأزمتهم المتفاقمة، محذرة من كارثة ربما تقع إذا تزايد عددهم.
&