بعد الحسم العسكري المنتظر في حلب، تتوقع بعض القوى السياسية من انتقال الصراع والإقتتال السوري إلى داخل مخيمات النازحين في لبنان، بحيث ستشكل هذه المخيمات بؤرًا أمنية لانتقال الشرارة إلى الداخل اللبناني.

بيروت: تتخوف بعض الفاعليات السياسية في لبنان من معلومات يتم تداولها في الأطر الأمنيّة والرسميّة حول التداعيات التي ستترتب على نتائج الحسم العسكري في المعارك السورية، ولا سيما الحسم في معركة حلب، على واقع مخيمات اللاجئين السوريين على الأراضي اللبنانيّة، حيث تتوقع أن تترجم هزيمة أي طرف وانتصار طرف آخر، إلى عمليات اقتتال بين اللاجئين السوريين داخل مخيمات لجوئهم، وهو أمر سيجر ببعض القوى اللبنانيّة إلى تسعير تلك المعارك من خلال دعم كل طرف لبناني لحليفه المفترض داخل تلك مخيمات بالحد الأدنى بالأسلحة والعتاد والخبرات وغيرها، إن لم يكن بالمقاتلين والتقنيات القتالية.

تعقيبًا على الموضوع يؤكد النائب السابق مصطفى علوش في حديثه ل"إيلاف" أنه لا يوجد قرارًا حسب ما يبدو للوصول إلى موقع الاقتتال داخل مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان، لكن هذا لا يمكن التعويل عليه، ولا يعتقد علوش أن التشدد الأمني يمكن لوحده أن يؤدي إلى نتيجة كاملة، ويبقى الاقتتال داخل مخيمات اللاجئين السوريين إحتمالاً وهو جزء من تداعيات الحرب السورية على لبنان.

ويلفت علوش إلى أن مجرد دخول حزب الله إلى سوريا، منذ بضعة سنوات، والقرار بالإستمرار بأن يكون هذا الحزب جزءًا من الحرب في سوريا والمنطقة، فتح الأبواب بشكل كامل على جعل لبنان عرضة لأي احتمالات بسبب هذا الموضوع، وبالتأكيد نتائج الحرب في سوريا سوف تلقي بثقلها سياسيًا وأمنيًا على لبنان.

أما النائب عبد المجيد صالح فيؤكد ل"إيلاف" أن كل إنسان عاقل في لبنان يتمنى ألا تنتقل الحرب إلى النازحين في المخيمات، والأجهزة الأمنية والجيش اللبناني يحصنان الوضع الداخلي، فلبنان محصّن بجيشه وبعدم وجود البيئة الحاضنة للإرهاب، مع وجود محاولات يائسة لدفع الساحة اللبنانية أو مخيمات النازحين إلى كسر الحالة الأمنية.

ويضيف:"علينا دعم الجيش اللبناني بكل الإمكانات، والإفساح بالمجال لنحمي الجيش اللبناني بقرار سياسي، من خلال إطلاق يد الجيش في مواجهة "الإرهابيين" و"التكفيريين".

ويلفت صالح إلى أن البعض يميل إلى المبالغات في ما خص تداعيات حرب حلب على الداخل اللبناني، وهزيمة "الإرهابيين" في حمص وحلب وفي العراق والموصل سوف تضعضع وتكسر هذه الحلقة "الإرهابية"، ومعركة حلب سيكون لها تداعيات إيجابية في كل دول العالم.

الخاصرة الرخوة

ولدى السؤال بأن لبنان يبقى الخاصرة الرخوة والساحة المشحونة سياسيًا وطائفيًا ومذهبيًا كيف العمل اليوم على عدم انتقال الحرب السورية إلى الداخل اللبناني من خلال المخيمات؟ يجيب علوش أن الجواب يبقى سهلاً لكن مستحيلاً في الوقت عينه، الإنسحاب من سوريا ضروري لحزب الله كي يعود إلى لبنان، والعودة إلى الدستور، ومنطق الدولة داخل لبنان، أما الإستمرار في القرار بأن هناك قوى عابرة للحدود يمكنها أن تؤثر على التوازن العسكري في المنطقة، فهذا سيؤدي إلى تداعيات جديدة في الداخل اللبناني.

يؤكد صالح أن القطاعات والكتل السياسية تدرك حقيقة المخاطر التي يشكلها "الإرهاب"، وهناك عمليات استفزاز تمارس على الجيش اللبناني، وأهم أمر يبقى تمتين عرى الوحدة الوطنية أمنيًا وسياسيًا في هذه المواجهة.

بؤر أمنية

وردًا على سؤال مخيمات النازحين في لبنان هل تشكل بؤرًا أمنية يمكن أن تطلق منها شرارة الفتنة؟ يؤكد علوش أن مخيمات النازحين تبقى الأقل تعريضًا للبنان للفتن، فهناك عدد أكبر من النازحين السوريين موجودين خارج المخيمات وهم منتشرون في معظم الأراضي اللبنانية، ولو كان هناك قرار بتفجير الساحة اللبنانية بدءًا من مخيمات النازحين السوريين، لأنفجرت منذ أشهر عديدة، وعندما يكون هناك قرار بذلك، لا يمكن الوقوف بوجهه، لكن لا مؤشرات حتى اليوم بأن هناك شيء ما يحضر في الأفق.

ضبط الوضع

كيف يمكن ضبط الوضع أمنيًا بعيدًا عن أي أعمال "إرهابية" داخل لبنان؟ يجيب علوش أنه لا يمكن أن نفتح الحدود ذهابًا من دون أن نفتحها إيابًا.

ويلفت صالح إلى أن المؤسسة العسكرية والأمنية تقوم بأكمل واجباتها في هذا الخصوص، من أجل الفتك بالخلايا النائمة، وقبل وقوع الكوارث نشهد كيف تقوم الأجهزة الأمنية بأكمل واجباتها.