جنيف: حذرت الامم المتحدة الثلاثاء من موجة نزوح لم يشهدها العالم منذ سنوات خلال عملية استعادة مدينة الموصل ثاني مدن العراق من تنظيم الدولة الاسلامية.

وتنفذ القوات العراقية حاليا عمليات لمحاصرة مدينة الموصل بهدف تنفيذ هجوم واسع واستعادة السيطرة على المدينة التي تعد اخر اكبر معاقل الجهاديين في العراق.

وذكر تقرير للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين تلقت فرانس برس نسخة منه، ان اكثر من 200 الف عراقي فروا من منازلهم منذ اذار/مارس الماضي، بسبب العمليات العسكرية ضد الجهاديين.

واشار التقرير الى ان "الهجوم المرتقب على الموصل (...) قد يؤدي، إذا ما طال أمده، الى نزوح أكثر من مليون عراقي اضافي".

وحذر برونو جيدو، ممثل المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين في العراق، من ان "الأسوأ لم يأت بعد ونتوقع أنه قد يؤدي الى نزوح جماعي على نطاق لم يشهده العالم منذ سنوات عديدة".

ونزح حوالى 3,4 ملايين عراقي جراء اعمال العنف والعمليات التي اعقبت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في حزيران/يونيو 2014 على مساحات شاسعة بينها الموصل التي كان يقدر عدد سكانها بمليوني نسمة.

ومن الصعب تحديد اعداد الذين مازالوا يعيشون في الموصل حاليا، لكن الامم المتحدة ومصادر اخرى ذكرت ان ما يصل الى مليون مدني ما يزالون في المناطق الخاضعة لسيطرة الجهاديين في الموصل.

وقال الناطق باسم المفوضية العليا للاجئين ادريان ادواردز للصحافيين في جنيف ان الامم المتحدة لا تعرف عدد السكان حاليا في الموصل، ثاني مدن العراق، لكن "ما يصل الى 1,2 مليون شخص قد يتأثرون" بعملية تحرير الموصل.

واضاف الناطق ان "المفوضية العليا تفعل ما بوسعها لاقامة مخيمات جديدة لاستقبال النازحين وتقديم المساعدة السريعة لهم لكننا بحاجة للمال واراض جديدة لنصب الخيم".

ونداء المفوضية للحصول على 584 مليون دولار من اجل مساعدة النازحين العراقيين، لم يلب سوى بنسبة 38% في مطلع اب/اغسطس.

وقال جيدو "نحن ننشيء مخيمات جديدة ونقوم بالتجهيز المسبق للوازم الإغاثة العاجلة لضمان حصول الأشخاص الهاربين على المساعدة العاجلة".

وتابع "لكن حتى مع أفضل الخطط الموضوعة، ستكون الخيام غير كافية لجميع الأسر التي هي في حاجة للمأوى وسنكون في حاجة الى تهيئة خيّارات أخرى".

وتعمل الامم المتحدة حاليا على خطط لتامين مأوى طارىء لحوالى 120 الف شخص. وتقوم المفوضية ايضا بسلسلة عمليات لتوسيع بعض المخيمات القائمة ومن اجل اقامة مخيمات اخرى في ستة مواقع بشمال العراق.

وبحسب تقديرات وكالة الامم المتحدة فان حوالى 400 الف شخص يمكن ان يفروا في اتجاه جنوب الموصل، وحوالى 250 الفا نحو الشرق ومئة الف نحو الشمالي الشرقي في اتجاه الحدود السورية.

ومن المتوقع ان تكون القيارة، خلال الاسابيع او الاشهر المقبلة، منطلقا رئيسيا لانطلاق عملية واسعة باتجاه الموصل.

وتعرضت السلطات العراقية والمنظمات الدولية بينها الامم المتحدة الى انتقادات لفشلها في معالجة نزوح اقل بكثر مما قد يحدث في الموصل، خلال عملية تكللت بالنجاح في حزيران/يونيو، لاستعادة مدينة الفلوجة، غرب بغداد.

بدأت القوات الخاصة العراقية الثلاثاء عملية لاستعادة السيطرة على ناحية القيارة، الواقعة على بعد 60 كيلومترا الى الجنوب من الموصل ، من قبضة الجهاديين.