أخفق البرلمان العراقي في إقرار قانون العفو المثير للجدل، فيما فشلت مساعي رئيسه وكتل برلمانية بسحب الثقة من وزير الدفاع خالد العبيدي وذلك بعد انسحاب عدد من الكتل البرلمانية المؤيدة له لتعطيل العملية، وفي حين دخلت القوات العراقية مركز ناحية القيارة، توقعت الأمم المتحدة "نزوحا هائلا" من الموصل.

إيلاف من بغداد:&أعلنت رئاسة مجلس النواب العراقي الثلاثاء، عن تأجيل التصويت على قانون العفو العام الى الخميس المقبل، فيما أدى انسحاب كتل برلمانية مؤيدة لوزير الدفاع إلى تعطيل مساع لسحب الثقة منه وذلك في وقت دخلت فيه القوات العراقية الى مركز القيارة ورفعت العلم العراقي فوق مبنى مجلس الناحية.

وقال مصدر نيابي في مكتب رئيس المجلس لـ"إيلاف" ان رئاسة مجلس النواب "أجّلت خلال جلسة اليوم التصويت على قانون العفو العام الى الخميس المقبل بطلب من اللجنة القانونية النيابية"،&وأوضح المصدر ان "رئيس مجلس النواب سليم الجبوري دعا اللجنة القانونية الى عقد جلسة خاصة مع الشخصيات المسؤولة لحسم كافة النقاط الخلافية في القانون".

وكان النائب عن ائتلاف دولة القانون هشام السهيل كشف قبيل الجلسة، الثلاثاء، عن فشل رؤساء الكتل السياسية في التوصل إلى اتفاق بشأن قانون العفو العام، مرجحا تأجيل التصويت على القانون خلال جلسة البرلمان المنعقدة اليوم.

الجرائم

وأعلنت اللجنة القانونية النيابية عن الجرائم غير المشمولة بمشروع قانون العفو العام، ومنها الجريمة الارهابية، والزنا بالمحارم وعدد من الجرائم الاخرى،&وقال رئيس اللجنة محسن السعدون في مؤتمر صحافي مشترك مع أعضاء اللجنة في مجلس النواب بعد تأجيل التصويت على القانون إن "مشروع قانون العفو العام كان مدرجا على جدول الاعمال، وفي الاسبوع الماضي صوتنا على 3 فقرات وتأجل التصويت الى اليوم الخميس"، موضحاً أنه "خلال اجتماع يوم امس تم الاتفاق على&أغلب مواد مشروع القانون وصباح اليوم اقتصر الخلاف على فقرة واحدة اخرت موضوع الصياغة، ورغبة حضور جميع النواب للاتفاق على التصويت".

وشدد على أن "الجريمة الارهابية التي تؤدي الى القتل وتخريب مؤسسات الدولة وقتل القوات العراقية غير مشمولة لا من قريب ولا بعيد بقانون العفو"،&وأوضح ان "الامن الداخلي غير مشمول والمحاكم الجنائية المركزية غير مشمولة احكامها بقانون العفو، وكذلك جرائم الاغتصاب والزنا&بالمحارم وجرائم الاتجار بالبشر وتجارة المخدرات وجرائم الخطف التي تؤدي الى القتل وتشويه المختطف غير مشمولة ايضا"،&اضاف ان "هذه جرائم اساسية غير مشمولة بقانون العفو العام وهناك بعض الاستثناءات، والتي ستطرح للتصويت عليها في جلسة يوم الخميس بعد صياغة التعديلات".

سحب الثقة&

وأرجأ البرلمان العراقي، الثلاثاء، للمرة الثانية على التوالي، التصويت على سحب الثقة من وزير الدفاع خالد العبيدي على خلفية تهم فساد مالي وإداري وتقصير في العمل، وذلك بعد انسحاب عدد من الكتل البرلمانية لتعطيل العملية،&كما ذكر المكتب الإعلامي لرئيس البرلمان سليم الجبوري، أن رئاسة البرلمان تسلّمت طلباً موقعاً من عدد من النواب لتأجيل التصويت على طرح الثقة بوزير الدفاع خالد العبيدي".

وعند طرح الطلب للتصويت حدثت فوضى في البرلمان وتبادل اتهامات بين النواب، قبل ان ينسحب من الجلسة نواب كتل المواطن والأحرار ومتحدون للإصلاح ومعهم نواب من الحزب الديمقراطي الكردستاني والنائب فارس الفارس الذي جمع تواقيع تأجيل التصويت، الامر الذي أدى الى اختلال النصاب وتعطيل التصويت على سحب الثقة،&ولفت النائب عن اتحاد القوى العراقية فارس الفارس إلى حصوله "على تواقيع 60 نائبا في البرلمان لتأجيل التصويت على طرح الثقة بوزير الدفاع".

وأصر نواب على رفض سحب الثقة من العبيدي معتبرين ان اقالته هذا الوقت يضر بالعمليات العسكرية الجارية حالياً ضد تنظيم داعش قرب الموصل، رغم تصويت البرلمان بالأغلبية على عدم قناعته بالأجوبة التي قدمها العبيدي خلال جلسة استجوابه،&النائب عن "كتلة الأحرار" ورئيس اللجنة الأمن والدفاع النيابية، حاكم الزاملي،&قال لـ"إيلاف" ان "الاستجواب سياسي، والوقت غير ملائم لذلك، رغم اعتقادنا أن هناك فسادا في وزارة الدفاع، ولكن نحتاج الى إعطاء الفرصة لكي تحرر المناطق، وبعد ذلك من حق أي جهة أن تستجوب وتحاسب وفق القانون والدستور، وهو أمر طبيعي لا يمكن منعه".&

دخول القيارة&

ودخلت القوات العراقية الى مركز ناحية القيارة جنوب الموصل وسط احتدام المعارك مع عناصر تنظيم داعش وذلك بعد ساعات على انطلاق عملية عسكرية واسعة لاستعادتها من سيطرة التنظيم المتطرف،&وتقول القوات العراقية إن المعارك بدأت منذ ساعات الفجر واشتدت مع دخولها الى مركز الناحية التي يحتلها داعش منذ منتصف عام 2014.

وذكرت خلية الاعلام الحربي التابعة لوزارة الدفاع في بيان اطلعت "إيلاف" على نسخة منه إن "العمليات العسكرية انطلقت بمشاركة جهاز مكافحة الإرهاب والفرقة المدرعة التاسعة من الجيش العراقي وباسناد القوة الجوية وطيران التحالف الدولي"،&والقيارة هي احدى اكبر النواحي الجنوبية لنينوى ويصل عدد سكانها الى نحو 80 ألف نسمة وسبق ان طالبتهم وزارة الدفاع بالمغادرة فورا،&وتمثل السيطرة على القيارة صفعة قوية لتنظيم داعش ويعني ذلك ايضا عزل أراض يهيمن عليها التنظيم جنوبا وشرقا.

وتعد القيارة منطقة استراتيجية تقع ما بين تكريت شمالا والموصل جنوبا وتضم قاعدة جوية اصبحت بعد تحريرها نقطة تمركز للقوات العراقية والتحالف الدولي حيث يأمل المسؤولون ان تستخدم منطلقا لعملية استعادة الموصل قبل حلول نهاية العام الجاري.

نزوح هائل&من الموصل

وتوقعت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، الثلاثاء، نزوح مئات الألوف من العراقيين في الموصل وحولها بسبب هجوم الجيش لاستعادة المدينة من "داعش"،&وقال المتحدث باسم المفوضية أدريان ادواردز في إفادة للصحافيين، "في الموصل نعتقد أن وضع النازحين قد يزداد سوءا بدرجة كبيرة"، مبينا أن "المفوضية تحتاج للمزيد من الأراضي لإقامة المخيمات"،&وتابع "الأثر الإنساني للهجوم العسكري من المتوقع أن يكون هائلا وربما يتأثر نحو 1.2 مليون بالهجوم".

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر توقعت، الجمعة منذ&29 يوليو 2016&نزوح ما يصل إلى مليون شخص عن ديارهم في العراق في الأسابيع والأشهر القادمة مع تزايد حدة القتال لاستعادة مدينة الموصل من قبضة تنظيم "داعش"،&ودفعت العملية العسكرية التي تشنها القوات العراقية لاستعادة مدينة الموصل من تنظيم داعش، آلاف المدنيين للنزوح إلى مخيمات في شمال العراق، تفتقر للتجهيزات الأساسية اللازمة لاستقبالهم.

وبينما يندفع الجيش العراقي ببطء نحو الموصل، منطلقا من قاعدة القيارة الجوية التي استعادها مؤخرا، الواقعة غرب نهر دجلة، قال قادة عراقيون إنهم يحاولون التخفيف من المأساة الإنسانية للمدنيين، عن طريق تشجيع بعض العائلات على عدم الرحيل.

الروس سيعقدون الأوضاع&

وكشف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر،اليوم الثلاثاء، عن ان استخدام القواعد الايرانية بالعمليات العسكرية الجارية في سوريا من قبل الروس سيزيد الاوضاع تعقيدا،&وفي رد على سؤال وجه للصدر بشأن موقفه من التحالف الروسي الايراني التركي الجديد واستخدام القواعد الايرانية من قبل الروس أشار الى "انه لايجد ذلك حلا للحرب الدائرة في سوريا"، معربا عن اعتقاده بانه" سيزيد من التعقيد للاوضاع".&

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد اعلنت في 16 اغسطس 2016، أن قاذفات روسية أقلعت من قاعدة همدان الإيرانية وقصفت مسلحين في سوريا،&وتأتي هذه التطورات بعد إعلان وصول طائرات قاذفة من طراز "تو-22 إم 3" تابعة لسلاح الجو الروسي إلى مطار همدان الإيراني، للمشاركة في توجيه ضربات إلى مواقع تنظيم داعش في سوريا.