سرقت حركة حماة الديار في لبنان،&التي تقدم نفسها على أنها داعمة للجيش اللبناني، الأضواء الإعلامية، بعد اعلان وزير الداخلية نهاد المشنوق نيته تقديم ملف لسحب ترخيصها.

خاص - إيلاف من بيروت: في بداية العام الحالي، خرجت حركة حماة الديار في لبنان إلى العلن بواسطة نشاطات أقامتها في مختلف المناطق اللبنانية، وتركزت النشاطات بداية على تقديم أكاليل على مدافن "شهداء" الجيش اللبناني، وإقامة لقاءات تعرف بدور المؤسسة العسكرية في حماية لبنان وضرورة الوقوف إلى جانبها.

شيئًا فشيئًا، بدأ يتوسع نشاط الحركة، لم تعد مقتصرة على مناطق معينة، من الشمال الى الجنوب ومن البقاع الى بيروت فتحت (حماة الديار) ابوابها أمام المنتسبين، وترافق هذا التوسع مع انتشار صور رئيسها رالف الشمالي، وظهور منتسبيها في ثكنات ومقرات الجيش اللبناني.

بداية الصيف الحالي، بدأ نجم الحركة يلمع في العلن أكثر فأكثر، ويوم تقبل مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص واجب العزاء بنجله في بيروت، لفت عناصر الحركة نظر المعزين، خصوصًا أنهم كانوا يرتدون زيًا موحدًا طبع عليه شعار الحركة&فكثرت التساؤلات عن "حماة الديار".

من أجل قهوجي

ذات مساء من شهر&يوليو الماضي، إصطحبني بعض الأصدقاء المنتمين الى الحركة للتعرف أكثر على رئيسها رالف الشمالي، وفي مكتب متواضع في قضاء كسروان إستقبلنا الأخير وكان منهمكًا مع شباب الحركة بالتحضير لقداس سيقام في بكركي على نية "شهداء" الجيش اللبناني مطلع شهر اغسطس.

قبيل الزيارة إلى الشمالي بفترة، صودف لقائي بمرجعية سياسية لبنانية، استفسرت منه عن حركة حماة الديار وأهدافها، جواب المرجعية كان مختصرًا، "حركة تناصر قائد الجيش العماد جان قهوجي آملاً بوصوله إلى قصر بعبدا لا أكثر ولا أقل، ورئيسها يرتبط بصداقة متينة مع قهوجي وابنائه".

لم تستمر فترة جس النبض مع رئيس الحركة طويلاً، سريعًا دخلنا في الحوار، ما هي هذه الحركة وماذا عن توجهاتها، ولماذا الآن ومن يدعمها، ما الرابط بينها وبين حماة الديار في سوريا، أسئلة كثيرة طرحت على رئيس الحركة الذي اتبع اسلوبًا سياسيًا في معظم اجاباته.

لماذا حماة الديار؟

الشمالي أكد ان تسمية حماة الديار جاءت نظرًا لاستنفاذ معظم التسميات القريبة من فكرتهم بظل وجود مئات الحركات والجمعيات المسجلة في وزارة الداخلية، وبالتالي لا علاقة لهذه التسمية بشعار الجيش السوري".

تاريخ الحركة

الحركة ليست وليدة اليوم، بل تأسست منذ أكثر من عامين، قال الشمالي، وأضاف:&"نقطة التحول كانت بعد أحداث عرسال صيف عام 2014، يومها قررنا بعد كل ما حدث ان نتحرك للوقوف الى جانب الجيش وتقديم أي مساعدة يحتاجها وفق قدراتنا، وهكذا بدأت القصة ثم بدأنا بإجراء زيارات لثكنات الجيش من أجل التعرف أكثر على الحياة العسكرية، ومنذ يومين (الاسبوع الاول من يوليو) نظمنا نشاطًا في ضهور الشوير بالتعاون مع الدفاع المدني".

الموضوع لا يقف عند دعم المؤسسة العسكرية قال الشمالي يومها، واضاف: "نحن سنكون الى جانب كافة المؤسسات الامنية في البلد، أما ميزانية الحركة فتؤمن من خلال اشتراكات الأعضاء الشهرية"، وردًا على سؤال حول مدى ارتباط هذه الحركة بقائد الجيش وامكانية وصوله الى رئاسة الجمهورية، لفت "الى ان الجنرال قهوجي موجود بقيادة الجيش منذ عام 2008 وبالتالي لو كانت هذه الحركة وجدت لخدمة أهدافه وتطلعاته لكانت قد ابصرت النور منذ ثماني سنوات وليس في آخر ولايته".
&
نحو مجتمع أفضل

يشكو الشمالي من الفساد القائم والمخدرات ويطمح الى بناء دولة قوية، ويكشف عن أن الحركة بصدد اقامة اكاديمية لتخريج كوادر قادرة على مخاطبة المجتمع الذي ملّ أبناؤه الحالة القائمة.

تحدث الشمالي عن حركته التي تستقطب اكثر من اربعة آلاف منتسب من كافة المناطق اللبنانية، يروي ما حدث مع بعض انصارها في جبل محسن، حيث اقدم رفعت عيد (زعيم الحزب العربي الديمقراطي مقيم في سوريا) على الاتصال بعدد من المنتسبين الجدد الى الحركة طالبًا منهم تقديم استقالتهم والخروج من صفوفها.

هجوم سياسي

وكان وزير الداخلية اللبناني، نهاد المشنوق،&قد أعلن أنه "في صدد تحضير ملف أمني وقانوني لنتقدم في مجلس الوزراء بطلب لإلغاء الترخيص المعطى لحماة الديار"، مشددًا على أن "الديار لا تحمى بمزيد من الميليشيات، ولا بمزيد من القوى المسلحة غير الشرعية، بل بالتفاهم والحوار والتنازلات المتبادلة، وبالمزيد من السعي لتثبيت أركان نظامنا السياسي بملء فراغاته".

&بينما سأل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، في سياق تعليقه على الحركة:&"من الذي اخترع بدعة "حماة الديار"؟ مشددًا على أن "الجيش اللبناني وحده يحمي الديار. لسنا بحاجة الى هذه البدعة الجديدة"، ولفت الى أنه "غدًا، تحت شعار حماة الديار&ستخلق مليشيا جديدة سمّوها كما شئتم وستوزع رخص سلاح على جميع انواع الشبيحة".