قالت تقارير طبية أميركية إن الفراولة المصرية تسببت بإصابة نحو عشرة أشخاص بالإلتهاب الكبدي، وحظرت استيرادها بالإضافة إلى التوت، بينما تدافع وزارة الزراعة عن المنتج، وتقول إن نتائج التحاليل لم تثبت أن الثمرات مصابة بالفيروسات، فضلاً عن أن عملية التصدير تتم وهي مجمدة، ما يقضي على أية فيروسات محتملة.

إيلاف من القاهرة: نفت وزارة الزراعة المصرية، أن تكون الفراولة سبباً في إصابة نحو عشرة أميركيين بالالتهاب الكبدي في ولاية فرجينيا، بعد أن تناول عصيرها، وقال وزير الزراعة، الدكتور عصام فايد، إنه تم تشكيل لجنة لتفنيد وبحث ما وصفها بـ "المزاعم"، مشيرًا إلى أن اللجنة سوف تصدر تقريرها، وسيرفَق معه صور لجميع مراحل عملية الإنتاج والمصانع المصدِرة للفراولة، وتضم اللجنة اثنين من أساتذة وزارة الصحة وأخصائي تحاليل وكبد وزراعة؛ لبحث تلك المزاعم. على حد قوله.

وأضاف أن وزارة الزراعة لم تتلق أية شكاوى رسمية من أميركا بشأن شحنات الفراولة المصرية المجمدة المصدرة إلى الأسواق الأميركية.

ولفت فايد إلى أن "هناك زيادة في حجم الصادرات الزراعية، بصفة عامة، والفراولة بصفة خاصة، حيث تقدر الزيادة في صادرات الفراولة بنحو ٦٠%، خلال العام الجاري، نظراً لجودة المنتج المصري، منوهاً بأن "التصدير إلى السوقين الأوروبية والأميركية يتم طبقا لاشتراطات ومعايير عالمية، فلا يمكن قبول شحنات غير خاضعة للتحليل إلا بموافقة الجهة الطالبة والمصدر وإن التحليل أمر اختياري ".

حالة ذعر

وقالت سلسلة "تروبيكال سموثيز" &للعصائر، إنها سحبت منتجاتها التي استخدمت فيها الفراولة المصرية من فروعها المنتشرة في ولاية فرجينيا الأميركية، وذلك على خلفية إصابة العشرات من الأشخاص بالالتهاب الكبد الوبائي A، بعد تناول تلك العصائر.

وقال موقع "ABC News"، الإخباري الأميركي، إن الإصابة بالالتهاب نتيجة تناول الفراولة المصرية، أدى إلى انتشار حالة من الذعر في أنحاء الولاية.

ونقل الموقع عن مواطنة أميركية تدعى تانيا جاريت قولها: "إن هناك شيئاً آخر يقلقني، وهو أن تلك الفراولة ليست لدى سلسلة تروبيكال سموثيز فقط".

وحذرت وزارة الصحة في الولاية الأميركيين من تناول الفراولة أو التوت المستورد من مصر، وقالت في رسالة تحذيرية لمواطنيها: "إذا كنت قد شربت بالفعل عصير الفراولة المجمدة خلال الفترة بين 5 و8 أغسطس الجاري ، فما زال هناك متسع من الوقت لتناول مصل الوقاية من المرض".

ولم تقف تحذيرات وزارة الصحة الأميركية عند الفراولة، بل حذرت أيضاً من تناول التوت، وقال إنها "تتحقق مما إذا كانت مطاعم ومتاجر أخرى للأغذية مشمولة بتلك المخاوف، ومما إذا كانت قد تلقت أيضاً فاكهة التوت المجمدة من مصر".

وقررت الولاية إيقاف استيراد تلك الفاكهة من مصر، واستبدالها بالفراولة المكسيكية.

وحسب تصريحات مدير المعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة في الأغذية، الدكتور أشرف المرصفي، فإن تحليل المواد الغذائية أو الفاكهة أو الخضروات يتم اختيارياً طبقاً لشروط الدول المستوردة.

وأضاف لـ"إيلاف" أن العينات المسحوبة من مختلف الفاكهة والخضروات المصرية المصدرة للخارج سليمة تماماً من أية فيروسات أو ميكروبات. ولفت إلى أن المعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة في الأغذية، التابع لمركز البحوث الزراعية، وهو معمل معتمد دولياً.

سمعة المنتج&

وأشار إلى أن الفيروسات ومنها الفيروسات الكبدية لا يمكنها العيش في الأغذية المجمدة، منوهاً بأن الفراولة وغيرها من الخضروات والفاكهة يتم تصديرها في صورة مجمدة.

ولفت إلى أن أميركا لن تبلغ مصر رسمياً بقرار وقف استيراد الفراولة، أو أنها تسببت في إصابة مواطنيها بالفيروس الكبدي الوبائي "A"، مشيراً إلى أن أميركا لم تطلب أيضاً تحليل الفراولة قبل استيرادها، والتأكد من أنها خالية من أية فيروسات.

وتقدم النائب في البرلمان المصري، محمد فؤاد ببيان عاجل ضد وزيري الزراعة والصحة. وطالب الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات والمجلس التصديري للحاصلات الزراعية بضرورة دراسة التقارير الأميركية التي نشرت مؤخرا عن إصابة بعض المواطنين الأميركيين بالتهاب الكبد الوبائي نتيجة تناول الفراولة المصرية.

ودعا إلى "ضرورة إعلان نتائج الدراسة للرأي العام العالمي لما لهذه التقارير من تأثير على سمعة المنتج المصري وحصيلة مصر من العملة الصعبة التي ستتأثر بدورها بمنع هذا المنتج.

وتعتبر مصر رابع أكبر دولة مصدرة للفراولة في العالم، وتكتسب شهرة عالمية، ويعد إيقاف ولاية فرجينيا استيرادها، ضربة جديدة للاقتصاد المصري، الذي يعاني تدهورا شديدا.

وسوف يتسبب قرار إيقاف استيرادها بتكبيد الاقتصاد خسائر جديدة تقدر بنحو 16 مليون دولار، في وقت يعاني فيه نقصا شديدا في العملة الأميركية.

ووفقًا لتصريحات رئيس اتحاد مصدري الحاصلات البستانية، حسين الحناوي، فإن "الولايات المتحدة تستورد فراولة من المكسيك وتشيلي ودول أخرى، ولا توجد دلائل تؤكد أن الفراولة المصرية وراء الإصابات التي أُعلن عنها".&

وأضاف أن إجمالي ما تصدره مصر من محصول الفراولة سنويا يبلغ 46 ألفا و673 طنا، مشيرا إلى أن "الاتحاد الأوروبي يستحوذ على نحو 16 ألفا و177 طنا، بنسبة 35%، بينما لا يتعدى ما تستورد الولايات المتحدة نسبة الـ 6% بما يعادل نحو 2000 طن فقط، والباقي يتم تصديره لدول روسيا واليابان والخليج العربي".&

وحسب منظمة الصحة العالمية، فإن فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي "A"، يتسبب باصفرار وجه المصاب، إضافة إلى إصابته بالحمى والقيء، وتتطور أعراض المرض خلال 15 إلى 50 يومًا من التعرض للفيروس، الذي ينتقل عبر الاتصال المباشر مع المُصابين، أو من خلال تناول الأطعمة والمشروبات الحاملة للفيروس.
&