&إيلاف من جدة: في الجزء الثاني من حوار "إيلاف" مع الدكتورة نوف الغامدي، تتناول سفيرة التخطيط الاستراتيجي دور المرأة السعودية الاقتصادي، فتقول إن هذه المرأة اليوم تحتكم على نسبة عالية جدًا من الاموال الاستثمارية، وترى أن من واجب الدولة أن تجذب أموال السعوديات بأن تسن لهنّ قوانين تلائمهن، وتخفف من وطأة الولاية عنهن، كي يستطعن العمل بحرية.
&
وفي ما يأتي متن الجزء الثاني من الحوار:

تتحكم السيدات السعوديات بما يقارب 210 مليارات دولار من الثروات المنقولة وغير المنقولة من عقارات وأسهم وسندات وثروات أخرى، والنساء اللواتي يُدرن أصولهن وحساباتهن المالية تبلغ ما نسبتها 80 في المئة، بينما تدار ثروات 10 في المئة من خلال وكلاء، وتدار أعمال الـ 10 في المئة الباقية من أقاربهن. كيف تنظرين إلى هذه الأرقام؟

بلغ حجم السيولة المالية التي تملكها النساء في السعودية 19 مليار دولار من إجمالي الثروات الشخصية المودعة عند المصارف العاملة في المملكة. تسيطر النساء على ما 20 في المئة من رأس المال في الصناديق المشتركة السعودية، ويمتلكن 33 في المئة من مؤسسات الوساطة المالية، و40 في المئة من الشركات العائلية. هذا يثير تساؤلات عدة تجاه هذا «البركان الخامد». ما سبب خمولها؟ وهل تؤثر في توفير فرص عمل نسائية إذ لا يعرف احتياجات النساء أكثر من النساء؟ وهل أدت سيدات الأعمال الدور المطلوب وفعّلن أعمالهن التجارية بشكل إبداعي مبتكر بعيد كل البعد عن التقليدية أم استسلمن لعراقيل الإجراءات الحكومية التي بدأت بالانقراض؟ أم لا يملكن الطموح والإرادة؟ مع يقيني التام بأن عند النساء في المملكة من الإمكانيات والقدرات والمؤهلات ما يجعلهن في مصاف النساء الأكثر تميزًا على مستوى العالم.

الكل يعلم ما يتعرض له الكثير من مبادرات سيدات الاعمال التجارية من معوقات وبيروقراطية، لكن ما يدعو إلى التفاؤل هو اعتراف الكثير من الوزراء والقائمين على تلك الإجراءات بالتقصير وبشجاعة يشكرون عليها، وحرصهم على العمل والتطوير، وهذه مؤشرات تؤكد في أقل تقدير أننا نسير في الاتجاه الصحيح.

ما لاشك فيه أن السعوديات يعملن بصمت على رفع أرصدتهن البنكية، ويزاحمن الرجال في ميادين الاقتصاد الوطني، محققات نتائج جعلت منهن هدفًا لدول كبرى تسعى إلى جذب أموالهن للاستثمار في أسواقها. فبصمت ومن دون ضجيج، أصبح نشاط المرأة السعودية يشكل 15 في المئة من حجم سوق الاستثمار في قطاع الإنشاءات والتعمير والتسويق العقاري، ويُقدر حجم الاستثمارات النسائية في المملكة حاليًّا بما بين 8 و10 مليارات ريال في جدة وحدها، في حين ذكرت إحصاءات غير رسمية أن حجم الاستثمار النسائي في المجال العقاري يصل إلى 120 مليار ريال في مدن المملكة كلها. تفضل المرأة السعودية الاستثمار في المجال العقاري، وتنظر إليه باعتباره استثمارًا آمنًا لا يحتاج إلى وكيل شرعي ينوب عنها في أعمالها، وبالتالي، يمكنها بيسر إدارة استثماراتها العقارية في البيع أو الشراء أو التأجير. ويتوقع أن تضخ سيدات أعمال سعوديات قريبًا نحو 12 مليار دولار من خلال إطلاق مشروعات عقارية، وأبراج ومجمعات سكنية، من خلال تحالفات إستراتيجية نسائية ستكون الأولى من نوعها في السعودية، وسيتم تفعيل هذه المبالغ التي كانت مرصودة للاستثمارات الخارجية في المشروعات العقارية في المملكة في جدة والرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة.&

&

إيلاف تحاور سفيرة التخطيط الاستراتيجي (1 من 2)
نوف الغامدي: للإسراع في حوكمة الشركات العائلية


&
&النساء ينافسن النساء
&
لماذا لم تستثمر المرأة السعودية أموالها المجمدة في المصارف من قبل؟

يعود عدم استثمار المرأة السعودية أموالها المجمدة في المصارف إلى عدم وجود قنوات استثمارية كافية في السعودية، وتفضل السعوديات الاستثمار في مجال العقار، إضافة إلى المجالات الخدمية مثل التعليم والتدريب وصالونات التجميل والخياطة والديكور. فأغلبية النساء اللواتي يمتلكن أرصدة مجمدة في المصارف حصلن عليها من تقاعدهن، وهذا يجعلهن أكثر حرصًا على عدم المخاطرة بها، وهناك عوامل أخرى تبعد فكرة الاستثمار عن المرأة، خصوصًا في المجال الصناعي، تتمثل في عدم توافر أراضٍ تمنح لسيدات الأعمال لإنشاء مصانعهن عليها، وفي العراقيل التي تواجهها السيدات عند استخراج السجلات الصناعية. المرأة بطبيعتها تفضل الاستثمار في المجالات المضمونة التي تقل فيها نسب المخاطرة، وهذا السبب دفع المرأة السعودية إلى استثمار أموالها في العقارات، فنصف السيدات لا يوظفن أموالهن في الاستثمارات لجهلهن بالسوق وتخوفهن من الدخول في استثمارات تجارية.
&
يبقى حجم مشاركة المرأة السعودية من خلال الشركات العائلية أقل من أكثر من 5 في المئة مقارنة بدول أخرى. ما هي الخطة لتمكين السعوديات من العمل في شركاتهن العائلية؟

حقيقة، يجب أن لا تنافس النساء في مشروعات النساء إلا النساء، كما يجب على النساء كسيدات أعمال الاستفادة من الميزات التنافسية لكثير من المشروعات المتخصصة التي تخدم النساء أكثر من الرجال. أقترح أن تبدأ سيدات الأعمال كمرحلة أولى بمحاولة السيطرة على تلك المشروعات، حيث صنفت وزارة العمل الأنشطة التجارية بالمملكة بحسب دليل نطاقات الذي أصدرته أخيرًا إلى خمسين نشاطًا. بحكم طبيعة المرأة وتأثيرها وقربها على المستوى العائلي أعتقد أن&9 أنشطة على الأقل من تلك الخمسين جديرة بأن تكون أقرب لسيدات الأعمال من رجال الأعمال: تجارة الجملة والتجزئة، تجارة الذهب والمجوهرات، خدمات التغذية، الترفيه والسياحة، الخدمات الصحية، المعاهد والكليات، مدارس أهلية -بنات، رياض أطفال، المخابز وتجارة الخبز، فضلاً عن الكثير من المشاريع النسائية الحالية «التقليدية» والتي تترنح ما بين مشاغل نسائية ومراكز تجميل أو مغامرات بسيطة في قطاع التغذية وتصميم الأزياء.&
&
تمكين المرأة السعودية
&
أنت من مؤيدات تمكين المرأة وفتح المجال لها في المناصب الادارية. ماذا ينقصها لتولي دفة القيادة؟

لابد من تحطيم "السقف الزجاجي" الذى يعرقل وصول المرأة إلى مراكز القمة حتى فى غياب قوانين تنص على ذلك. هناك قوى تمنع المرأة من الصعود في السلم الوظيفي، وهذا تبرزه الاحصائيات. على مدار عشرين عامًا الماضية، توسعت مشاركة المرأة إلى المجالات المختلفة، لكنها ما زالت معزولة عن المراكز العليا، لم تؤدِ المشاركة المتزايدة للمرأة في سوق العمل إلى زيادة مماثلة في وجود المرأة في مراكز اتخاذ القرار. فبينما تشغل المرأة ٢٠ في المئة من المقاعد تحت قبة الشورى، ونجحت في دخول الانتخابات البلدية كناخبة ومرشحة ومع فكر التحول الوطني نتوقع أن نراها في حقيبة وزارية ومناصب قيادية، لا يزال وليها - الذي قد يكون ابنها - هو من يصدر لها الإذن بالسفر! لكننا نجد المرأة على أعتاب المحاكم في قضايا العضل والخلع والطلاق التعسفي والحضانة والنفقة التي لا تقيم أود طفل، وتشتيت الأسر الآمنة على خلفية عدم التكافؤ في النسب. ولو طلبت الرزق الشريف على قارعة رصيف وقاية لنفسها من ذل السؤال، ستصطدم بقسوة رجل حسبة لم يكتف بتعنيفها، لكن تجاوز إلى التبليغ ضدها بحجة ملاسنته والتلفظ عليه! نعم، صوتها مسموع لكنه ما زال يختنق تحت وطأة القوانين المتناقضة وبعض العادات والتقاليد السلبية.

&


&
ما هي أهم العوائق التي تواجه المرأة السعودية؟

كثيرة، أذكر منها: توفير نظام مواصلات عامة آمن داخل المدن لضمان زيادة واستمرارية مشاركة المرأة في التنمية الوطنية؛ زيادة بدل المواصلات للمرأة العاملة على أن يتشارك في التكلفة القطاع الخاص والقطاع العام من خلال وزارة المواصلات وصندوق الموارد البشرية؛ العمل على استصدار قانون للسماح للمرأة بقيادة السيارة وتجهيز البنية المساندة لذلك من خلال اعتماد نظام يحمي المرأة من التعديات والمعاكسات وتوفير معاهد نسائية للتدريب على قيادة السيارة وإعداد حملات وطنية توعوية تقوم بها الجهات المختصة مثل وزارة الداخلية ووزارة الإعلام؛ تشجيع القطاع الخاص للاستثمار في انشاء مراكز رعاية الاطفال من خلال تحديث إجراءات إصدار التراخيص ووضع معايير عالمية للتشغيل لضمان الجودة بتكلفة تتناسب مع دخل المرأة العاملة؛ تعيين المرأة في المناصب القيادية كتعيينها وزيرة ودبلوماسية.&

لا بد من تحديث الأنظمة والقوانين الخاصة ببيئة عمل المرأة لتكون مرنة وقابلة للتطبيق، وفقًا للمتطلبات الخاصة بطبيعة كل مهنة وتخصص.&
&
كيف العمل على تمكين المرأة السعودية؟

توفير فرص وظيفية للمرأة السعودية في مجالات عمل مختلفة كمدربة رياضة للنوادي الرياضية النسائية والمناصب الإدارية القيادية في القطاع الخاص والمحاكم الشرعية ومطوفة في الحرم المكي، إضافة إلى قطاعي التمريض والصيدلة؛ اصدار نظام يتعلق بالتعديات غير الأخلاقية في بيئة العمل على أن يتم تعريف التعديات وآليات التعامل معها والعقوبات المترتبة عليها؛ إقامة حملة وطنية توعوية للنساء وأولياء أمورهن حول حقوق المرأة في العمل وأهمية مشاركتهن في التنمية الوطنية؛ توفير فرص عمل للمرأة بدوام جزئي وعن بعد من المنزل لدعم المرأة ومساعدتها على التوازن بين واجباتها الأسرية وتطلعاتها العملية خصوصًا في ظل عائق المواصلات وقلة توافر مراكز رعاية الأطفال؛ إعداد برامج مبتكرة لتدريب النساء على رأس العمل تساعد في تعلم المهام الوظيفية والمهنية والسلوكية، بالإضافة إلى اعداد برامج تدريبية تفاعلية تقدم عبر الانترنت؛ إعداد برامج تدريبية في القطاع الخاص وفق معايير قياسية متقدمة لطلاب وطالبات الجامعة للتعرف على طبيعة سوق العمل وكسب الخبرة العملية والواقعية، وحقيقة نظل متفائلين فخطى الدولة في تمكين المرأة كبيرة وواثقة وترسم ملامح دولة قوية برجالها ونسائها.
&
خطة السعودية 2020
&
كتبت في إحدى مدوناتك أن خطة مكنزي لم تأتِ بجديد، وأن التحول يكمن في الحلول التنفيذية. كيف يمكن تنفيذ الخطة بعيدًا عن التنظير؟

على الرغم من المجهود الكبير المبذول في خطة ماكينزي، هناك قصور في دراسة الهندسة المجتمعية فهي تحتاج إلى مستشارين محليين ذي خبرة بواقعنا يعرفون جيدًا متغيرات الثقافة المجتمعية والتعاطي مع التقاطعات الثقافية Cross Cultural لنخرج بنتائج تُشبهنا إلى حد كبير. فالقولبة لن تُفيد ولا بد من مواءمة المحتوى الإستراتيجي لهيكل الدولة وثقافتها المحلية.
&
إلى جانب البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات، ما هي الخطة لدعم وتنشيط القطاع السياحي في ظل سياحة داخلية ضعيفة جدًا مقارنة بحجم السياحة الخارجية؟

تتبلور رؤية البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات في أن يكون برنامجًا رائدًا في تطوير قطاع المعارض والمؤتمرات، ليصبح القطاع أكثر فاعلية وانتاجية. فهو يعمل على تطبيق أفضل الممارسات في الإشراف على قطاع المعارض والمؤتمرات بالمملكة، وتطوير البيئة الداخلية والخارجية المؤثر فيها، لتحقيق أهداف القطاع الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والبيئية والسياسية. يهدف إلى تطوير وتهيئة الظروف النظامية القائمة لتشجيع الإستثمارات في قطاع المعارض والمؤتمرات بالمملكة، والعمل على تطوير مراكز ومدن للمعارض والمؤتمرات لتعزيز قدرات المملكة على إقامة فعاليات كبيرة وذات جودة عالية، وتطوير المعايير الخدمية في قطاع المعارض والمؤتمرات بالمملكة للرقي بجودة فعاليات الأعمال، وتوفير المعلومات القيّمة للمستثمرين والمستفيدين، وقياس الآثار الإقتصادية الناتجة من قطاع المعارض والمؤتمرات، وتوفير الفرص الوظيفية، وتطوير الموارد البشرية السعودية، وإستقطاب معارض ومؤتمرات متميزة تسهم في تطوير القطاعات الاقتصادية والخدمية في المملكة، وابراز مكانة المملكة على المستويين الإقليمي والدولي. من أهم مبادراته الأكاديمية الدولية للمعارض والمؤتمرات وتطوير البنية الفكرية والتوعية الإجتماعية بأهمية هذا القطاع من خلال المنتديات التي يعقدها كل عام، وإعادة هيكلة التراخيص وتفعيل نظام التأشيرات السياحية وتصنيف الفعاليات لتحسين أدائها وتحويلها إلى صناعة إبتكارية وتعزيز مشاركة المرأة كعارضة وعاملة وزائرة وعاملة.

تعمل المعارض والمؤتمرات على زيادة الطلب على الخدمات والمنتجات السياحية في أوقات الركود السياحي، وبالتالي توفر الفرص الوظيفية، وتعزز تجربة السائح وبالتالي تطيل مدة إقامته، وإثراء روزنامة الفاعليات وتسويق الوجهات وإبراز هوياتها، وزيادة الطلب على خدمات وبرامج منظمي الرحلات السياحية والمرشدين السياحيين.

يؤدي هذا القطاع دورًا محوريًا في جلب الخبراء وتوطين المعرفة من خلال إكساب الكفاءات الوطنية بالمعارف والعلوم والخبرات الجديدة والممارسات المهنية المطورة. ويُشكل عنصرًا رئيسًا في الاقتصاد القائم على المعرفة، بوصفه وسيلة لتطوير قطاعات الأعمال والمجتمعات المهنية والأكاديمية.&
&
تحدثت عن هندسة مجتمعية ودورها في تهيئة البنية الفكرية. كيف يمكن أن نهيء المجتمع فكريًا بما يتوافق ورؤية السعودية 2030؟

الهندسة الفكرية والمجتمعية أساس النهوض الإقتصادي، فالتعايش مع ثقافة الآخر يجب أن تكون مع الحفاظ على المعايير الأخلاقية والانضباط الاجتماعي للمجتمع المسلم المدرك لخطورة الفساد الاجتماعي. يجب أن لا تأتي على حساب اهتزاز القيم والاستقرار الاجتماعي ونقاوة وطهر المجتمع المسلم، فالرهان هو قدرة المجتمع على تجنب التناقضات حين تبادل الثقافات، والحكم على نوايا الناس من أجل سد باب الذرائع، والافتراض أن كل الناس في الحالة الرمادية ما لم يثبت العكس هو أحد معاول هدم المجتمع وانفلاته وتمرده على الأنظمة والقوانين. علينا أن نبين لهؤلاء أن من مبادئ الإسلام استبطان الخير في ضمير المسلم من الداخل وهو الذي يعزز السلوك القويم.&

في المجال الاقتصادي بيّنا كيف أن الفتاوى سببت&في التعامل مع البنوك أزمة نفسية عند المسلمين، فالربا حرام بنص القرآن والسنة، والاجتهاد لا يكون بتضييق الواسع على المسلمين بل البحث وفق ضوابط الاجتهاد في تفسير القرآن ومعرفة السنة.

في المستوى الاجتماعي، أكدنا انه لا بد من مشاركة المرأة في العمل، وضرورة إنشاء وزارة أو مجلس لشؤون المرأة والأسرة والأمومة ورعاية الطفل والعنف الأسري واللقطاء ومعالجة وضعهم معالجة إسلامية واجتماعية وسرية.
&
مناصب وألقاب
&
"أنا أشتري بقلبي.. وأبيع بعقلي.. وهدفي محو بطالة عقل المرأة وتحريرها اقتصاديًا". ماذا تعني لك هذه العبارة؟ وماذا تشتري الدكتورة نوف الغامدي وماذا تبيع؟

بالفعل. أنا أشتري بقلبي، فهذا يجعلني أتعامل بإنسانية كبيرة لأستطيع الإقتراب من جذور الفكر والتعامل الإنساني المبني على الثقة والإحترام، لكنني أبيع بعقلي ما أجد أنه يأخذني بعيدًا عن فكري ومبادئي ويجعلني أخسر إنسانيتي وحسن الظن ولا أشتري من يجعلني إختيار ثانٍ أو ضمن قائمة الإنتظار. تبقى المرأة رهينة القيود المجتمعية اذا بقيت تحت وطأة السيطرة المالية، ما يؤثر سلبًا على قراراتها واختياراتها وتصبح مكبلة فكريًا ولا تستطيع تطوير امكانياتها واستغلال قدراتها.&
&
ماذا يعني لك أن تكوني عضو شرف في الهيئة الدولية الأميركية لسيدات الأعمال؟&

تمثيل كبير لواقع المرأة السعودية وإيصال صوتها وتجسيد صورتها أمام العالم. فالصورة الشائعة أن المرأة السعودية تقع تحت وطأة الولاية العقيمة، وأنها مغلوبة على أمرها، والحقيقة أن المرأة السعودية حققت ما لم تحققه نظيراتها على مستوى العالم العربي، وخرج من رحم مجتمعنا كثير من النساء المتميزات في العديد من المجالات، ممَّن أثبتن نجاحاتهنّ المتتالية، وقدرتهن في تحمّل المسؤوليات الملقاة على عواتقهن بأفضل معايير النجاح. رأينا السياسية والعالمة والمخترعة وصاحبة النظرية إلى جانب نجاح المُبتعثات السعوديات في إثبات أنَّهن على قدر كبير من المسؤولية، كما أن العالم بأسره رأى ما وصلت إليه المرأة السعودية من مكانة مرموقة أهلتها للمشاركة الفاعلة في نهضة الوطن والإسهام البناء في دفع عجلة التنمية على مختلف الأصعدة، من أهم مسؤولياتي تمكين المرأة وتصميم برامج لدعمها فكريًا وإقتصاديًا وثقافيًا.
&
حصلت على وسام التميّز الأوروبي من الهيئة العليا للدراسات الإستراتيجية والاستشارات الإدارية الأوروبية. ماذا يعني لك هذا الوسام؟

يعني الكثير. هو حافز لتحقيق انجازات أكبر وإثبات لتميّز المرأة السعودية، ودليل أنها قادرة على دخول مجالات لم يخترقها سوى الرجال، وتملك فكرًا يستطيع أن يحقق أثرًا ملموسًا على أرض الواقع بفكر محلي يحاكي العالمية.

&

الغامدي حصلت على وسام التميز الأوروبي


&
&

ماذا عن مجلس الشورى وهل الدكتورة نوف لها عين على مقعد تحت قبته؟

حققت المرأة في مجلس الشورى الكثير من الإنجازات من خلال عملها إلى جانب أعضاء المجلس في مراجعة تقارير الأداء الحكومي والأنظمة السارية واقتراح تعديلها أو تغييرها بأنظمة جديدة، كما أن تمثيل المرأة السعودية وصل إلى 20 في المئة من أعضاء المجلس، فهي أولى خليجيًا وخامسة عربيًا في نسبة التمثيل البرلماني. ما زال الوقت مبكرًا لأضع عينًا لي تحت قبته، فهناك من هنّ أكفأ. أما أنا فدوري ما زال في خدمة المجتمع بالعمل الجاد والمشاركة على أرض الواقع لنكون فاعلين في رؤية 2030.

&لماذا لم ترشح الدكتورة نوف نفسها لمجلس البلدية أو الغرفة التجارية؟

في الحقيقة لم أفكر ولن أفكر في ذلك. فما زالت هذه المناصب تعتمد على المجاملات والعلاقات وهي حكر على أسماء معينة وعلى حملات إعلانية لكسب تأييد المجتمع كفقاعة صابون. بعد الإنتهاء من الحملات الإنتخابية والحصول على الأصوات، لا نسمع للفائزين صوتًا. لا أحب المناصب الشرفية بل أبحث عن مناصب تكليفية تحقق الغرض منها ولا وقت عندي أضيعه في هذا الهراء.
&
أين ترى الدكتورة نوف نفسها مستقبلا؟

الطريق أمامي ما زال طويلًا لأحقّق ولو جزءًا بسيطاً من أهداف وطني. أتمنى أن أصل إلى المرحلة التي أتفرغ فيها للعمل المجتمعي.