جرابلس ذات أهمية استراتيجية كبيرة، حيث تعد نقطة هامة في مسار إمداد تنظيم "الدولة الإسلامية"

تناولت الصحف البريطانية الصادرة الجمعة عددا من القضايا العربية والشرق أوسطية من بينها استعادة بلدة جرابلس من تنظيم "الدولة الإسلامية"، وبيع التنظيم المتشدد لقطع آثار سورية مزيفة لتمويل أنشطته.

البداية من صحيفة الديلي تلغراف التي جاءت افتتاحيتها بعنوان "نصر مكلف؟". وتتساءل الصحيفة هل هناك ما يدعو إلى الأمل فيما يتعلق بالحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"؟ وتجيب قائلة إن الأمر يحتمل نعم ولا.

وتقول الصحيفة إن الجيد في الأمر هو أن التحالف الإقليمي الذي كانت الحرب ضد التنظيم في حاجة إليه تم تشكيله، حيث تمكنت القوات التركية ومقاتلون سوريون من استعادة بلدة جرابلس التي كان تنظيم "الدولة الإسلامية" يسيطر عليها، مدعومة بغطاء جوي أمريكي وتركي.

وتستدرك الصحيفة قائلة إن كل تطور في الحرب الأهلية في سوريا يخلق تحديات جديدة. فتركيا تتقدم في جرابلس وهدفها الجزئي على الأقل هو إقامة منطقة نفوذ لها قبل وصول الأكراد إلى هناك، وطلبت الآن انسحاب الأكراد إلى شرق نهر الفرات خلال أسبوع.

وتقول الصحيفة إن سبب تخوف تركيا من الأكراد هو الحركة الانفصالية الكردية، حيث قتل آلاف الأتراك في أعمال عنف دامية.

وتقول الصحيفة إنه على الرغم من تفهم المطالب الأمنية لتركيا، فإن مطالب الأكراد في الحكم الذاتي أصبحت أيضا مفهومة ويصعب مقاومتها، فالأكراد هم من أخذوا على عاتقهم مهمة مقاتلة "الدولة الإسلامية" من البداية، بينما نحى الغرب نفسه جانبا.

وتقول الصحيفة إن سوريا مكان يلتقي فيه أصحاب الخلافات التي لا يمكن تسويتها وسط لهيب المعارك، فتركيا لا تطيق نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ونظام الأسد لا يطيق تركيا، ولكن رغم الخلاف تقول تركيا إنه الأسد قد يكون له دور في مرحلة التحول السياسي في سوريا.

وتقول الصحيفة إن الكثير من الأطراف المتنازعة في سوريا تقبلت الآن أن من المرجح أن الرجل المسؤول بشكل أساسي عن الأحداث المروعة في سوريا سيبقى في السلطة لوقت طويل.

وتضيف أن من الجيد أن نرى أدلة على تقهقر تنظيم "الدولة الإسلامية"، ولكن من غير المشجع أن نتخيل صعوبة رسم خريطة سوريا ما بعد الحرب والمواءمات الأخلاقية التي قد يتطلبها ذلك.

آثار مزيفة

ننتقل إلى صحيفة التايمز وتقرير لكاثرين فيليب بعنوان "تنظيم الدولة الإسلامية يخدع محبي اقتناء الآثار بقطع مزيفة".

وتقول فيليب إن المزيفين والمخادعين يستغلون السوق السوداء الرائجة لآثار الشرق الأوسط بإنتاج قطع مزيفة يخدعون بها المقتنين الذين لا يشتبهون في الأمر.

وتضيف أن من بين ما تحفظت عليه الشرطة أناجيل ومصاحف تباع على أنها عتيقة ولكنها مزيفة، ولوحات فسيفساء مزيفة، وعملات عتيقة مزورة، وتماثيل مزيفة.

وتقول إن آلافا من القطع الأثرية نُهبت وسلبت من سوريا من جميع أطراف النزاع، بما في ذلك تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي حصل على ملايين الدولارات من بيعها، وتهرب معظم القطع إلى لبنان وتركيا، ومنهما إلى السوق السوداء في أمريكا ومناطق أخرى من العالم.

وقال مأمون عبد الكريم المدير العام لقطاع الآثار والمتاحف في سوريا للصحيفة إن نسبة القطع المزيفة من القطع المهربة إلى لبنان ارتفعت من 30 في المئة إلى 70 بالمئة في الأعوام الثلاثة الماضية.

وقالت فيليب إنه في العام الحالي اكتشف أساتذة آثار تنكروا في هيئة وسطاء آثار لوحا سوريا أثريا في متجر للتحف في مايفير بلندن وأبلغوا الشرطة التي صادرته، وطلبت سوريا استرداده ولكنه لا يزال في بريطانيا.

"سقوط داريا" في يد الأسد

بقيت داريا تحت الحصار أربعة أعوام

وننتقل إلى صحيفة الغارديان، حيث نطالع مقالا لإيما غراهام-هاريسون "داريا تسقط في يد قوات الأسد مع إعلان مسلحي المعارضة الهزيمة بعد أربع سنوات من الحصار".

وتقول غراهام-هاريسون إن بلدة داريا المحاصرة، التي تصفها بأنها رمز الثورة على نظام الأسد، استعادتها القوات الحكومية السورية بعد موافقة مسلحي المعارضة على تسليم أسلحتهم والمغادرة.

وتضيف إن استسلام داريا الواقعة في الغوطة الغربية لدمشق وإخلائها بعد حصار "وحشي" على مدار أربعة أعوام يعد ضربة شديدة الإيلام للمعارضة المسلحة ومعناوياتها، ويعد جائزة طال انتظارها من قبل قوات الأسد.

وتقول إن داريا أصبحت رمزا للمعارضة منذ بدء الانتفاضة ضد الأسد، التي تحولت لاحقا إلى حرب أهلية.

وداريا هي موطن الناشط غيث مطر الذي كان مبدأه هو اللاعنف وكان يوزع الورود والمياه على قوات الأسد وهي تدخل المدينة في صيف عام 2011.

وكان مطر مصدر إلهام للمعارضين في شتى أرجاء سوريا ولكنه قتل في الخريف ومُثل بجثته.