غابرييل يحذر من إساءة التعامل مع مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

حذر سيغمار غبراييل نائب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل من أن مستقبل أوروبا على المحك إذا أسيء التعامل مع مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقال غبراييل إن الاتحاد الأوروبي "سينهار" إذا حذت دول أخرى حذو بريطانيا.

جاء ذلك فيما استدعت تيريزا ماي رئيسة الحكومة البريطانية الوزراء لاجتماع الاربعاء لبحث أفكار حول انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وأعلنت رئاسة الحكومة البريطانية أن مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تأتي "على رأس" جدول أعمال ماي. ولكن تقريرا نشرته صانداي تايمز أشار إلى انقسام حكومتها حول ترك السوق المشتركة.

وكانت بريطانيا قد صوتت على ترك الاتحاد الأوروبي في استفتاء أجري في 23 يونيو/حزيران الماضي.

وقال غبراييل، وهو أيضا وزير الاقتصاد في الائتلاف الألماني الحاكم، في مؤتمر صحفي إنه نتيجة لما حدث فإن العالم يعتبر أوروبا قارة غير مستقرة.

"متاعب عميقة"

وأضاف قائلا:" إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لن يؤذينا اقتصاديا بالدرجة التي يخشاها البعض، وقد يمثل مشكلة نفسية وسياسية أكثر منها اقتصادية."

وتابع قائلا:" إذا تعاملنا مع موضوع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالطريقة الخطأ فسوف نكون في متاعب عميقة، لذلك علينا أن نضمن ألا نسمح لبريطانيا بالحفاظ على الأشياء الجيدة ذات العلاقة بأوروبا، بينما لا تتحمل المسؤولية".

وكانت ميركل قد التقت عددا من الزعماء الأوروبيين خلال الأسبوع الماضي لتمهيد الأرضية لقمة سبتمبر/ أيلول المقبل، والتي ستركز على مستقبل الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا.

وقالت إن الدول المتبقية في الاتحاد يجب أن تنصت لبعضها بعناية، وتتجنب التسرع في إصدار قرارات سياسية.

وفي غضون ذلك، من المقرر أن تبدأ ماي الأربعاء في صياغة خطط خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عندما تستضيف الوزراء في مقر رئاسة الحكومة في باكينغهامشاير.

وقال كيرس ميسون المراسل السياسي لبي بي سي إن ماي ستستمع لإجابات مختلفة حول سؤال " ماذا يعني فعلا خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ؟ من أعضاء الحكومة والبرلمان.

مباحثات تجارية

وقال غبراييل أيضا الأحد إن المحادثات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة "فشلت فعليا."

وتهدف الخطة - المعروفة باسم الشراكة في التجارة والاستثمار عبر الأطلسي أو TTIP – إلى إزالة أو تقليص عدد كبير من الحواجز المتنوعة أمام التجارة والاستثمار بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

ورغم ذلك، فإن هذه الخطوة أثارت الجدل في العديد من الدول المعنية، بما فيها ألمانيا وبريطانيا. ويقول المنتقدون إن الشراكة في التجارة والاستثمار عبر الأطلسي وراءها الشركات الكبرى وسيكون تأثيرها سلبيا على الوظائف والمستهلكين والبيئة.

وقال غبراييل إنه في 14 جولة من المحادثات لم يتفق الجانبان على فصل واحد مشترك من بين 27 فصلا تم مناقشتهم.

وأضاف غبراييل قائلا:" في رأيي فشل المفاوضات مع الولايات المتحدة أمر واقع، رغم أنه لم يعترف أحد بذلك."

وأشار إلى أن واشنطن غاضبة إزاء اتفاق الاتحاد الأوروبي مع كندا، لأنه تضمن عناصر ترفضها الولايات المتحدة.

وقال غبراييل، زعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي ينتمي ليسار الوسط ويشارك في ائتلاف يمين الوسط الحاكم بزعامة ميركل :" لا يجب أن نسلم للمقترحات الأمريكية".

وقال أندرو ووكر مراسل بي بي سي إن رؤية غبراييل للشراكة مع الولايات المتحدة تعتبر مؤشرا على مدى الصعوبة السياسية التي تواجهها.