تلوح في الأفق نهاية لخلافات الموظفين حول حرارة تكييف الهواء في مكاتبهم بعد اختراع علماء قماشًا يساعد على تبريد الجسم، بحيث يعكس ضوء الشمس ويسمح للحرارة المنبعثة من جسم الشخص بالتسرب.

واشنطن: في حين ان البشر يلجأون الى ارتداء الفراء والأقمشة لإبقاء أجسامهم دافئة منذ آلاف السنين، فان اختراع مادة تبرّد الجسم ظل تحدياً واجه العلماء طيلة الفترة السابقة. &

وتنبعث من الجسم، في درجة حرارة الجلد الاعتيادية البالغة 34 درجة مئوية (93 فهرنهايت)، أشعة تحت الحمراء متوسطة ضمن نطاق لطول الموجة يتداخل جزئياً مع طيف الضوء المرئي. ويعني هذا ان أي قماش يحجب الضوء المرئي يحبس حرارة الجسم ويمنعها من التسرب. &&

وتمكن الآن باحثون في جامعة ستانفورد الاميركية من تطوير مادة زهيدة الكلفة اساسها البلاستيك تتيح لدى حياكتها بالقماش تسرب الحرارة من الجسم، وفي الوقت نفسه حجب الضوء والحرارة عنه.&

لا حاجة للمكيفات

وكتب الباحثون في مجلة "ساينس" العلمية عن نتائج دراستهم ان النسيج الجديد يمكن ان يساعد على إبقاء الجسم باردا في المناخ الحار دون حاجة الى مكيفات هوائية.

وقال الدكتور يي سووي، استاذ علم المواد والهندسة والضوء في جامعة ستانفورد: "إن تبريد الشخص وليس المبنى الذي يعمل أو يعيش فيه يحقق توفيرًا في استهلاك الطاقة". &

وتتكون المادة من غشاء لاصق ذي ثقوب متناهية الصغر، يقل قطرها 100 مرة عن قطر شعرة الانسان، تتيح مرور أشعة الضوء تحت الحمراء ولكنها تصد الضوء المرئي الذي له طول موجة مختلف. &كما تتيح المادة لعرق الجسم ان يتبخر من خلالها.&

وحاليا لا يسمح القطن إلا بمرور 1.5 في المئة من موجات الأشعة تحت الحمراء ولكن المادة الجديدة تتيح مرور 96 في المئة من الموجات خارج الجسم جاعلة الانسان يشعر ببرودة تقل نحو 4 درجات فهرنهايت مما لو كان يرتدي ملابس قطنية اعتيادية.&

وقال الباحثون ان الفارق يعني ان الشخص الذي يرتدي قماشهم الجديد سيكون أقل ميلا الى تشغيل المروحة أو مكيف الهواء. &

تجارب

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن البروفيسور شانهوي فان، من جامعة ستانفورد، قوله: "إن 40 الى 60 في المئة من حرارة الجسم تتسرب كأشعة تحت الحمراء حين نكون في مكتب، ولكن حتى الآن لم تكن هناك ابحاث تُذكر، بل لم تكن هناك أي ابحاث عن تصميم الخصائص الإشعاعية الحرارية للمنسوجات". &

واضاف: "ان ارتداء أي شيء يحبس بعض الحرارة ويجعل الجلد أكثر دفئاً، وإذا كان تسريب الاشعة الحرارية من الجسم هو همنا الوحيد فالأفضل ألا نرتدي شيئاً". &

ويجري فريق العلماء الآن تجارب لإنتاج الوان براقة من القماش الجديد واختبار امكانية استخدامها في الخيم والمباني والمركبات.&

وقال البروفيسور فان "ان بعض ما حققناه يبدو بسيطاً جدًا، ولكن السبب هو ان قلة درسوا هندسة الخصائص الاشعاعية للمنسوجات".

اعداد عبد الاله مجيد عن صحيفة الديلي تلغراف البريطانية على الرابط أدناه:

http://www.telegraph.co.uk/science/2016/09/01/end-of-air-conditioning-as-scientists-develop-clothing-which-coo/
& &
&