أعلن نائبان لزعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني العراقي جلال طالباني مع مجموعة من قادة الحزب عن تشكيل مركز لصنع القرار، لوحظ غياب عقيلة طالباني، والمرأة القوية داخل الحزب، هيرو&ابراهيم أحمد&&عنه.. حيث هاجموا مجموعة داخل الحزب وصفوها بالاحتكارية قامت بابرام صفقات سرية لنهب النفط وهدر ثروات المواطنين وتجويعهم.

إيلاف من لندن: رصدت "إيلاف" أن قادة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني العراقي جلال طالباني، الذين أعلنوا تشكيل مركز صنع القرار، قد هاجموا بقوة مجموعة داخل الحزب متهمين اياها بنهب ثروات النفط وتجويع المواطنين، موضحين أنها تشارك في مجموعة من السياسات المزدوجة لهدر الثروات العامة وقطع رواتب الموظفين وقوات البيشمركة وتحاول خداع الناس والرأي العام بازدواجيتها، حيث تساهم في الحكومة والسياسة و"حلاوة" النفط، في إشارة على ما يبدو إلى المرأة القوية داخل الحزب عقيلة طالباني، هيرو ابراهيم أحمد، التي تهيمن على قرارات ومقدرات الحزب وتختلف مع قادته التاريخيين.

مجموعة احتكارية نهبت النفط وثروات المواطنين

وقال نائبا طالباني، كل من برهم صالح وكوسرت رسول، في بيان صحافي حصلت "إيلاف" على نصه الجمعة، انه في الوقت الذي تواجه فيه كردستان ازمات سياسية واقتصادية وتهديدات داعش واحتمالات التغيير في الشرق، يعاني المواطنون من انعدام الرواتب والتجويع والاعباء الثقيلة للحياة والوضع المعيشي، في هذا الوقت وبدلاً من المساعدة في الاصلاحات ومعالجة المشاكل، فإن الاتحاد وبسبب مجموعة محتكرة تحولت من قوة مناضلة صاحبة برامج للتنمية والعدالة إلى مهملة وبعيدة عن طموحات المواطنين، وعن نضالاتها، حيث يتم عقد تحالفاتها في الظلام، وابرام صفقات تحت الطاولة لنهب النفط وهدر ثروات المواطنين وتجويعهم، ولتحقيق مآرب هذه المجموعة، فإن مدرسة الرئيس طالباني وقيم اتخاذ القرارات السياسية غيبت في كل مؤسسات الاتحاد، ومنها القيادة والمكتب السياسي.

وأشاروا إلى أنّهم لم يريدوا إلى الان الاعلان عن الخلافات "احتراماً لحرمة طالباني وعائلات الشهداء والبيشمركة القدامى، والمعاقين في القتال والسجناء السياسيين، وصمود قوات بيشمركة كردستان، وتشوقنا لمستقبل الاتحاد الوطني الكردستاني والأخذ&في الاعتبار الوضع السياسي في اقليم كردستان بشكل عام، حاولنا العمل بهدوء وبعيداً عن التعقيدات والمقاطعات لحل المشكلات، لكن للأسف بعد كل هذا الصبر الطويل، علاوة على محاولات التوسط الداخلية والخارجية، نرى يوماً بعد الآخر، ان هذه المجموعة المحتكرة، تشارك اكثر بشكل مباشر وغير مباشر في مجموعة من السياسات المزدوجة، لهدر الثروات العامة، وقطع رواتب الموظفين وقوات بيشمركة كردستان، وتحاول خداع الناس والرأي العام بازدواجيتها، حيث تساهم بالحكومة والسياسة و"حلاوة" النفط في أربيل، فيما تشارك بالانتقاد وابداء عدم الرضا في السليمانية".

تبعثر وخلافات داخل الحزب

وعلى الصعيد الداخلي للحزب، أشار البيان إلى أنّ "العلاقات بين المؤسسات تتقطع تدريجياً، كما يتوسع التبعثر والخلافات وعدم العدالة واخضاع الكوادر واهمال مؤسسات الاتحاد الوطني الكردستاني، وانتهاك منهج وتخطيط الاتحاد لتزوير المؤتمر وسلب ارادة الاعضاء الاصلاء في الاتحاد الوطني الكردستاني، وتقوم هذه المجموعة باقحام اقربائها وعائلاتها في مجال العمل الحزبي والسلطوي دون الاخذ&في الاعتبار طبيعة الاتحاد الوطني الكردستاني، كما تحاول ابعاد الكوادر المخلصة للحزب، وبغرض تنفيذ هذا الهدف الاعوج والمصالح غير المبالية يستخدمون اسم مام جلال ومركزه المحترم.

وعلاوة على كل ذلك، ورداً على صبرنا، قامت المجموعة المحتكرة في الفترة الماضية، بتشكيل قيادة ومؤسسات الظل، في جميع المناطق، لإدارة وتوجيه الاتحاد لمصالحها الشخصية والتخطيط للاطاحة بارادة الاعضاء الاصلاء، واهمال المركز الشرعي للاتحاد الوطني الكردستاني".

واكد القادة قائلين: "لذا، فإننا، المتبعين لنهج جلال طالباني المخلصين للاتحاد الوطني الكردستاني، لا يمكن ان نبقى ساكتين، اتجاه الانحراف عن منهج الحزب، واهمال الاتحاد على مستوى المنطقة واخفاء الازمات، ولا يمكن ان نسمح من الان فصاعداً بأن يذهب نضال 41 عاماً سدى هكذا بيد هذه المجموعة، التي تعمل ضد باقة ورود مام جلال، وان يحولوا الاتحاد من قوة ثورية مدافعة عن مصالح الناس إلى حزب عائلي مشارك في نهب ثروات البلاد وقطع رواتب وارزاق المواطنين".

وأشاروا قائلين "نحن الآن لا نزال داعمين لحل جميع مشاكل الاتحاد الوطني الكردستاني بما يضمن مصلحة وحدة الصف في الاتحاد، ولم الشمل حول باقة الورود التي دعا اليها جلال طالباني وتفعيل القرارات الجريئة والمخلصة للاتحاد الوطني الكردستاني، ولحل المشاكل المعيشية للمواطنين وتوفير الرواتب ومنع نهب ثروات البلاد واحتكار السوق ومواجهة الفساد، والمعالجة الحقيقية لتصلب الوضع السياسي في الاقليم، ومن ضمنها مشاكل الدستور ورئاسة الاقليم، ومع احترام المؤسسات الديمقراطية والشرعية، وخاصة برلمان كردستان، ومن هنا نؤكد إننا لا ننكر اخطاءنا وتقصيرنا، بل ان كل واحد منا يتحمل حسب مركزه وعمله سواء اكان كثيراً او قليلاً، جزءاً من المسؤولية عن هذا الوضع، لكن من هنا نريد التهيئة لليوم وللمستقبل بتأسيس مركز شرعي للقرار في الاتحاد الوطني الكردستاني، والمشاركة الفاعلة في حل مشاكل الناس".

دوافع تشكيل مركز اتخاذ القرار

ومن جهته، كشف توانا أحمد، مستشار القيادي الكُردي برهم صالح، عن أسباب تشكيل "مركز اتخاذ القرار" للإتحاد الوطني الكردستاني، مرجحاً حصول "تأثير إيجابي" لهذه المحاولة على الوضع السياسي في كُردستان والعراق كافة.&

وقال أحمد إن "إعلان تشكيل مركز اتخاذ القرار للإتحاد الوطني الكردستاني هو إعادة تنظيم داخل الاتحاد الوطني الكردستاني"، مبيناً أن "هذه المحاولة سيكون لها تأثير ايجابي على الوضع السياسي في الإقليم والعراق، لأن الاتحاد حزب مهم بالعملية السياسية في كردستان والعراق"، بحسب تصريح لوكالة "السومرية" العراقية الجمعة.. موضحًا أن "نائبي الأمين العام للاتحاد وعدداً من أعضاء المكتب السياسي وقيادة وكوادر الاتحاد وأعضاء في برلمان كردستان والعراق يؤيدون هذه المحاولة".

وكان الاتحاد الوطني الكردستاني قد منيّ بانتكاسة كبيرة في الانتخابات البرلمانية باقليم كردستان، حيث حل ثالثًا بعد حركة التغيير المعارضة والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الاقليم مسعود بارزاني الامر الذي همش دوره في الحياة السياسية بالاقليم وفي البرلمان العراقي ببغداد، ما اثار مطالب قطاعات واسعة من كوادر الحزب بدراسة اسباب هذه الانتكاسة ومعالجتها بشكل جذري لانقاذ الحزب من التهميش والضعف الذي اصابه.