ايلاف&من القاهرة:&اندلعت أزمة خانقة في ألبان الأطفال الرضع بمصر، وتعرض الجيش لانتقادات شديدة، بسبب التدخل في الأزمة، واستيراد عبوات من الخارج، وبيعها في السوق، بينما رد المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة، مؤكدًا أن التدخل أدى لتخفيض سعر العبوة إلى 50 بالمائة، وكسر الاحتكار.

بعد تفاقم أزمة ألبان الأطفال في مصر خلال الأيام الماضية، وانطلاق مظاهرات غاضبة في القاهرة وعدة محافظات، وبعد تعرض الجيش لانتقادات، بسبب استيراد شحنة من الخارج، قال المتحدث باسم القوات المسلحة، العميد محمد سمير، إن تدخل الجيش في الأزمة، جاء انطلاقًا من دورة المجتمعي، ومن أجل كسر الاحتكار.

وأوضح سمير في بيان له: "لاحظت القوات المسلحة قيام الشركات المختصة باستيراد عبوات لبن الأطفال، باحتكار العبوات للمغالاة في سعرها ما تسبب في زيادة المعاناة على المواطن البسيط"، مشيراً إلى أن "تقوم القوات المسلحة انطلاقاً من دورها في خدمة المجتمع المدني، بالتنسيق مع وزارة الصحة، بالتعاقد على نفس عبوات الألبان، ليصل سعر العبوة للمواطن المصري إلى (30) جنيهاً بدلاً من (60) جنيهًا، أي بنسبة تخفيض تصل إلى (50%)".

ضرب الإحتكار

ولفت إلى أن الهدف من استيراد الجيش لعبوات ألبان الأطفال، يهدف إلى "ضرب الاحتكار الجشع لدى التجار والشركات العاملة في مجال عبوات الألبان، من منطلق شعورها بإحتياجات المواطن البسيط، أسوة بما تقوم به من توفير لكافة السلع الأساسية من لحوم ودواجن وغيرها، بمختلف منافذ البيع في كافة المحافظات بأسعار مخفضة".

وتابع: "لا يوجد لدى القوات المسلحة أي عبوات مخزنة، وسيتم استيراد أول دفعة من الألبان، اعتبارا من 15 / 9 / 2016، ليتم استلامها من الموانئ وتوزيعها على الصيدليات بسعر (30) جنيها للعبوة".

واتهم الجيش الشركات المستوردة بشن حملة ضده، وقال العميد سمير: "وتهيب القوات المسلحة المواطنين بعدم الانسياق وراء تلك الشائعات والحملة المغرضة التي شنتها شركات استيراد الألبان، بهدف التأثير على الرأي العام، وعلى المواطن أن يدرك أن القوات المسلحة تبذل قصارى جهدها لتخفيف العبء عن المواطن البسيط".

وتفاقمت أزمة ألبان الأطفال خلال الأيام الماضية في مصر، وتظاهرت الأمهات والآباء في القاهرة والغربية وعدد من المحافظات، مع بدء تطبيق استيراتيجية جديدة لتوزيع عبوات الألبان المدعمة من الدولة.

واتخذت الأزمة أبعادًا سياسية، مع تدخل الجيش فيها، واستيراد ملايين العبوات من الخارج، وتوزيعها على الصيدليات، وقال نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي، ومعارضون لحكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، إنه أقحم الجيش في مختلف نواحي الحياة، وحوله من مؤسسة عسكرية إلى مؤسسة ربحية، لاسيما في ظل اقتحام الجيش لقطاعات اقتصادية مختلفة، منها صناعات الأغذية والمقاولات والطرق، ومؤخرًا تم اسناد استيراد ألبان الأطفال إليه.

تفاقم الأسعار

وكشف مدير المركز المصري للحق في الدواء، محمود فؤاد، الأزمة بدأت مع تطبيق الحكومة نظاماً جديدًا لتوزيع ألبان الأطفال. وأوضح لـ"إيلاف" أن العبوات كانت توزع في السابق عبر 65 ألف صيدلية على مستوى الجمهورية، بينما سحبت وزارة الصحة العبوات من الصيدليات واقتصر التوزيع على 900 منفذ بيع فقط على مستوى الجمهورية في مراكز الأمومة والطفولة.

ولفت إلى أن الأزمة تفاقمت مع زيادة أسعار العبوات بنحو 30%، منوهاً بأن العبوات تصرف بمن هم في سن يوم إلى ستة أشهر بخمسة جنيهات بدلًا من& ثلاثة جنيهات، ولمن هم أكبر من ستة أشهر بـ 30 جنيها بدلا من 16 جنيها، لافتًا إلى أن الألبان غير المدعمة تم رفع سعرها بما يتراوح بين 15 و30 بالمائة.

وألقى نقيب الصيادلة الدكتور محيي عبيد، باللوم على الحكومة في الأزمة، وقال لـ"إيلاف" إن الحكومة تصر على استيراد ألبان الأطفال من الخارج، وتنفق نحو مليار جنيه سنويًا، رغم أنها يمكنها انشاء مصنع محلي بتكلفة لا تزيد عن مائة مليون جنيه.

وأشار إلى أن الأسر المصرية تستهلك نحو 60 مليون عبوة في الشهر، بينما توفر الحكومة الدعم لـ25 مليون عبوة فقط، مشيراً إلى أن الأزمة تفاقمت بعد سحب عملية توزيع العبوات من نحو 65 ألف صيدلية، واقتصار التوزيع على منافذ حكومية بمراكز رعاية الطفولة والأمومة.

وحملت نقابة الصيادلة وزير الصحة المسؤولية عن الأزمة، وقالت إن "القرارات الكارثية لوزارة الصحة بسحب توزيع ألبان الأطفال المدعمة من الصيدليات العامة، واغلاق 60 ألف منفذ (صيدلية عامة) لتوزيع الألبان، تسبب في الأزمة.&

الغير مدعمة

وكشفت النقابة أن وزير الصحة أصدر قرار بتقليل عدد الألبان المدعمة في مناقصة هذا العام من 21 مليون عبوة للعام الماضي ليصل إلى 18 مليون عبوة، ورفض وضع حد أقصى لألبان الأطفال غير المدعمة اقتداء بدول مجاورة مثل السعودية. على حد قولها. وأشارت إلى أنه في حالة عدم توافر الألبان المدعمة في مراكز الطفولة والأمومة فإن على الأسرة شراء الألبان غير المدعمة بأسعار تبدأ من 57 جنيها للعبوة الواحدة.

بينما دافع وزير الصحة أحمد عماد، عن نفسه، وقال إن الدولة تدعم ألبان الأطفال بديلة لبن الأم بمبلغ 450 مليون جنيه سنوياً، لافتاً إلى اتخاذ التدابير اللازمة لوصول الدعم لمستحقيه، وذلك من خلال تحديد الفئة المستهدفة من المواليد طبقا للقواعد التي وضعتها منظمة الصحة العالمية من " الشرعة الدولية " التي وقعت عليها 113 دولة من بينها جمهورية مصر العربية.

وأضاف أن وزارة الصحة استطاعت شراء 18 مليون عبوة هذا العام، مشيرًا إلى أن صرف الألبان عن طريق بطاقة ذكية تحتوي على اسم الطفل وولي الأمر والرقم القومي لكليهما، وذلك للتحكم في عملية توزيع وصرف الألبان المدعمة لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه.

ولفت إلى أن برنامج ميكنة صرف ألبان الأطفال المدعمة، يتم بالتعاون بين وزارات الصحة والسكان، التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، والإنتاج الحربي.

وأشار إلى أنه قد تم تجهيز 1005 منافذ على مستوى الجمهورية، بأجهزة حاسب آلي، وقارئ كروت ، حيث تم تجهيز كل منفذ بثلاثة أجهزة كمبيوتر، و 3 قراء كروت لكل منفذ أيضا، إضافة إلى خطوط ربط داخلية في دوائر مؤمنة للبيانات، لضمان سرية وأمان البيانات.