ماي

قال أوباما إن المملكة المتحدة لن تكون لها الأولوية في مفاوضات التجارة مع الاتحاد الأوروبي

وقعت رئيسة وزراء بريطانيا، تريزا ماي، تحت ضغوط أثناء قمة العشرين، بخصوص العلاقات التجارية بين بلادها والولايات المتحدة وغيرها من الدول بعد استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وقال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إن بلاده تولي المفاوضات التجارية مع الاتحاد الأوروبي ودول المحيط الهادي أهمية أكبر من التفاوض مع المملكة المتحدة.

كما حذرت اليابان من "تغيرات جذرية" بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقالت إن له "آثارا ضارة محتملة" يجب الحد منها.

لكن ماي أصرت على أن المملكة المتحدة بإمكانها الازدهار خارج الاتحاد الأوروبي، وأنها ستصبح "رائدة في التجارة الحرة".

كما تواجه ماي تساؤلات حول الاستثمارات الصينية في المملكة المتحدة قبيل لقائها بالرئيس جي جينبينغ.

وبسؤال ماي عما إذا كانت "تثق" في الحكومة الصينية، قالت إن المملكة المتحدة "لها علاقات مع الصين" تريد البناء عليها. وتأتي هذه التساؤلات وسط تكهنات بأن ماي تراجع استثمار الصين في مفاعل نووي جديد في نقطة هينكلي لأسباب أمنية.

"منفتحة للأعمال"

وتأتي تصريحات ماي بالتزامن مع تقارير عن أن أستراليا قد تكون أول دولية توقع اتفاقية للتجارة الحرة مع بريطانيا بمجرد خروجها من الاتحاد الأوروبي.

وقمة العشرين، التي عُقدت على مدار يومين في مقاطعة هانزو الصينية، هي أول فرصة لماي للقاء عدد من القادة الدوليين منذ توليها رئاسة الوزراء في يوليو/تموز، بعد التصويت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، واستقالة ديفيد كاميرون.

وعقدت ماي محادثات مع أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وغيرهما من قادة أقوى الاقتصادات العالمية.

وقال أوباما بعد لقائه بماي إنه ثمة "علاقة خاصة" تربط البلدين، وأنها ستظل قوية رغم تفضيل واشنطن لبقاء المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي. وأضاف أن بلاده ستفعل كل ما يلزم للإبقاء على هذه العلاقة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ماي

تسعى ماي لبناء علاقات تجارية لبلادها خارج أوروبا

وأكد كل من أوباما وماي على أنهما سيتشاوران بشأن العلاقات التجارية في المستقبل وفق الأوضاع الجديدة، في حين لم يأت أوباما على ذكر تصريحاته السابقة أثناء الاستفتاء بأن الولايات المتحدة "ستأتي في ذيل القائمة" في المفاوضات التجارية.

ويقول مراسل بي بي سي للشؤون الدبلوماسية، جيمس لانديل، إن هدف ماي هو أن تؤكد لقادة العالم أن المملكة المتحدة "منفتحة للأعمال"، وأنها "شريك يمكن الاعتماد عليه"، لكنها تلقت مجموعة من الردود "الجافة" بشأن خروج بلادها من الاتحاد الأوروبا.

وأصر الوزراء على أن الوضع الاقتصادي والدبلوماسي للمملكة المتحدة لن ينكمش، بل إن خروجها من الاتحاد الأوروبي قد يعزز من علاقاتها خارج أوروبا.

وحذر مسؤول ياباني في إحدى التقارير من أن التداعيات المؤثرة على الآلاف من العاملين في قطاعات السيارات والمالية والإلكترونيات اليابانية، وأشار إلى مطالبتهم بضمانات بشأن الوصول إلى السوق الموحد، ومستويات التجارة، وغيرها من الضمانات.

كما جاء في التقرير إنه "من الهام أن تحافظ المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي على وحدة السوق، وأن تظل تجذب الاستثمارات، في مناخ يضمن حرية التجارة، والاستثمارات الحرة، وسهولة المعاملات المالية. وفي ضوء استثمار عدد من الشركات اليابانية في المملكة المتحدة كمدخل للاتحاد الأوروبي، نطالب بريطانيا بالنظر في الأمر بجدية، والتعامل بشكل مسؤول لتقليل الآثار السلبية التي قد تلحق بالشركات اليابانية."

ماي

تقول ماي إنها تسعى للبناء على علاقات بلدها مع الصين، وأن تصبح بريطانيا رائدة في التجارة الحرة

تساؤلات الصين

وقبل لقاء ماي مع الرئيس الصيني، تواجه عدة تساؤلات بشأن الخطط المستقبلية لبناء مفاعل نووي في نقطة هينكلي، وهو استثمار صيني يُقدر بمليارات الجنيهات، والذي تراجعه الحكومة البريطانية حاليا وسط مخاوف بشأن التكلفة وعوامل الأمان.

وقالت ماي في مؤتمر صحفي إن قرارا سيصدر بشأن هينكلي في نهاية الشهر الجاري، وأن علاقة المملكة المتحدة بالصين لها أوجه متعددة.

وتابعت ماي: "رأينا كمية كبيرة من الاستثمارات الصينية في المملكة المتحدة. وأسعى إلى البناء على هذه العلاقات، كما أسعى من خلال قمة العشرين إلى بناء علاقات مع دول أخرى. وكما قلت، أود أن تصبح المملكة المتحدة رائدة في التجارة الحرة".

وقال مراسل بي بي سي إنه ثمة تغير ملحوظ في نبرة المملكة المتحدة مع الصين، بخلاف النبرة الشرسة لكاميرون ووزير خزانته، جورج أوسبورن، وأن النبرة الجديدة تروج للمملكة المتحدة على أنها "بوابة الصين نحو أوروبا".

العلاقات الروسية

كما قالت ماي إنها تريد "علاقة منفتحة وواضحة" مع روسيا، وذلك أثناء اجتماعها الأول مع بوتين.

وكانت العلاقات بين المملكة المتحدة وروسيا قد توترت، خاصة بعد التحقيق البريطاني الذي حمل العملاء الروس مسؤولية تسمم الجاسوس السابق، ألكسندر ليتفينينكو، عام 2006، بموافقة من الرئيس بوتين.

كذلك من بين الموضوعات الشائكة دعم روسيا لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد، وضم شبه جزيرة القرم، والقتال في أوكرانيا.

وقالت ماي إنها ناشدت الرئيس الروسي بأن يفعل كل ما في وسعه لإنها القصف العشوائي للمدنيين في سوريا، والسماح للمساعدات بالوصول إلى المناطق المحاصرة.

وعن مستقبل العلاقات البريطانية-الروسية، قالت ماي: "أتفهم وجود خلافات بيننا، إلا أنه ثمة موضوعات معقدة وجادة للمناقشة."