دمشق: استهدفت سلسلة هجمات متزامنة صباح الاثنين مناطق سورية عدة، غالبيتها واقعة تحت سيطرة الجيش، واسفرت عن مقتل 48 شخصا على الاقل واصابة العشرات بجروح.

وتتزامن التفجيرات مع لقاء يجمع الرئيس الاميركي باراك اوباما بنظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين في سوريا، غداة اعلان واشنطن عن فشل المساعي الاميركية الروسية في التوصل الى اتفاق حول سوريا.

ونقل التلفزيون الرسمي السوري ارتفاع عدد ضحايا التفجيرين عند جسر ارزونة على الاتوستراد الدولي في ريف طرطوس (الساحلية) الى 35 قتيلا و43 جريحا معظمهم في حالة جيدة.

وكانت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) افادت في وقت سابق عن 30 قتيلا.&

وبثت قناة الاخبارية السورية الرسمية صورا لمكان الحادث اظهرت عددا من السيارات والحافلات الصغيرة المتفحمة في وقت كان عناصر من الاطفاء يعملون على اخماد النيران.

واوضح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان التفجيرين وقعا عند حاجز امني للتفتيش خارج مدينة طرطوس، اذ من الواضح ان الهدف كان التوجه الى المدينة. واشار الى ان بين القتلى مدنيون وعسكريون.

وبقيت محافظة طرطوس ذات الغالبية العلوية بمنأى عن النزاع الدامي الذي تشهده البلاد منذ منتصف آذار/مارس 2011، وتسبب بمقتل اكثر من 290 الف شخص، الا ان مدينة طرطوس تعرضت في ايار/مايو السابق لتفجيرات غير مسبوقة اسفرت عن مقتل 48 شخصا وتبناها تنظيم الدولة الاسلامية برغم ان لا تواجد معلن له في المحافظة.

تفجيرات متزامنة

وفي وقت سابق من صباح الاثنين، استهدف تفجير بسيارة مفخخة مدخل حي الزهراء في مدينة حمص بوسط سوريا، ما اسفر وفق التلفزيون الرسمي عن مقتل اربعة اشخاص. واظهرت صور لتلفزيون الاخبارية دمارا كبيرا في مكان التفجير وتناثر الحجارة وقطع معدنية وسط اشلاء القتلى.

وافاد المرصد السوري ان التفجير استهدف حاجزا امنيا حين لم تتمكن السيارة المفخخة من التوغل في حي الزهراء، مشيرا الى ان كافة القتلى من عناصر قوات النظام. وتعرضت احياء عدة في مدينة حمص، وحي الزهراء تحديدا، لتفجيرات في وقت سابق، فقتل في 21 فبراير الماضي 59 شخصا في تفجيرين تبناهما تنظيم الدولة الاسلامية.

ويسيطر الجيش السوري على مدينة حمص بشكل شبه كامل منذ مايو 2014 باستثناء حي الوعر المحاصر والذي لا يزال يتواجد فيه مقاتلون من الفصائل المعارضة. الى ذلك، قتل شخص واصيب ثلاثة آخرون بجروح في "تفجير ارهابي على طريق الصبورة البجاع" غرب العاصمة دمشق، وفق سانا.

وكان المرصد السوري افاد بدوره ان التفجير استهدف حاجزا للجيش السوري ما اسفر عن مقتل "ثلاثة عسكريين".

وفي شمال شرق سوريا، قتل ثمانية اشخاص، بينهم ستة من عناصر قوات الامن الداخلي الكردية (الاسايش) ومدنيان، جراء تفجير بدراجة نارية استهدف دوار مرشو في مدينة الحسكة، وفق ما نقل التلفزيون الرسمي.

وافاد مراسل فرانس برس في الحسكة ان التفجير استهدف حاجزا للاسايش، ونقل مشاهدته لبعض العناصر وهم يجمعون الاشلاء عن الارض، في وقت عمدت سيارات الاسعاف الى اخلاء الجرحى وسط بقع من الدماء المنتشرة.

ونقلت وكالة الاعماق، المرتبطة بتنظيم الدولة الاسلامية، وقوع "عملية استشهادية بسترة ناسفة" في الحسكة.

وتعرضت مدينة الحسكة لتفجيرات عدة في السابق، آخرها تفجير وقع عشية عيد الفطر في بداية يوليو تبناه تنظيم الدولة الاسلامية واسفر عن مقتل 16 شخصا على الاقل واصابة اربعين آخرين بجروح.

واثر معارك عنيفة مع قوات النظام في أغسطس، بات المقاتلون الاكراد يسيطرون على غالبية مدينة الحسكة، فيما انحصر تواجد قوات النظام على المؤسسات الحكومية في وسط المدينة.

وقال عبد الرحمن "من الواضح ان التفجيرات جميعها متزامنة واستهدفت جميعها حواجز أمنية".

&