تلقى أعضاء مجلس العموم البريطاني، أثناء مناقشتهم مستقبل بريطانيا بعد بريكسيت، تحذيرًا من أن تجاهل نتيجة الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي سيؤدي إلى غضب شعبي.&

إيلاف من لندن: قال الوزير السابق في حكومة المحافظين جون بنروز إن أي محاولة للالتفاف على تصويت الغالبية لمصلحة الخروج ستقوّض ثقة الرأي العام بالبرلمان. &

الغالبية متفائلة
من جهة أخرى، قال النائب العمالي ديفيد لامي إن البريطانيين خُدعوا بالكذب عليهم، وأن استفتاء آخر على بريكسيت هو المخرج الوحيد من "الأزمة الدستورية". وكانت مذكرة عامة تدعو الى استفتاء جديد على بريكسيت جمعت نحو اربعة ملايين توقيع.&

هذا السجال انطلق في وقت اعلن ديفيد ديفيز وزير الدولة لشؤون بريكسيت في مجلس العموم أن الخروج من الاتحاد الاوروبي يمنح بريطانيا "حريات وآفاقًا جديدة"، ولكن الحكومة ستحتاج وقتًا لتنفيذ عملية الخروج على الوجه الصحيح. &

وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة كوم ريس لإذاعة "بي بي سي" أن 62 في المئة من البريطانيين ينظرون بتفاؤل الى مستقبل بريطانيا بعد بريكسيت، فيما قال 26 في المئة إنهم فكروا بالرحيل عن بريطانيا والانتقال الى بلد آخر.&

يكون النواب ملزمين بالنظر في أي مذكرة تجمع أكثر من 100 ألف توقيع ومناقشتها في البرلمان. وجمعت المذكرة التي تدعو الى استفتاء جديد على العضوية في الاتحاد الاوروبي 4.14 ملايين توقيع، وهو رقم يزيد على ما جمعته أي مذكرة خلال السنوات الخمس الماضية، وطُرحت للنقاش في مجلس العموم، حيث قال نائب الحزب القومي الاسكتلندي ايان بلاكفورد إن استفتاء 23 يونيو لم يكن صحيحاً بسبب غياب التفاصيل عن القضية التي جرى التصويت عليها وحقيقة استبعاد الشباب في سن 16 و17 ومواطني الاتحاد الاوروبي من المشاركة فيه. &

إهانة للديمقراطية
لم يذهب بلاكفورد الى حد القول إن نتيجة الاستفتاء يجب ان "تُنقض"، ولكنه لفت الى أن غالبية الشعب الاسكتلندي صوّتت مع البقاء في الاتحاد الاوروبي، ولن يؤخذ موقفهم هذا في الاعتبار، معلنًا "البقاء يعني البقاء".&

وقال النائب الاسكتلندي "إن دعاة بريكسيت أرادوا الخروج من اوروبا، ولكن لم تكن لديهم خطة لليوم أو الأيام التي ستعقب الخروج".&

واعلنت زعيمة حزب الخضر كارولين لوكاس أن اجراء استفتاء جديد سيكون اهانة للديمقراطية، لكنّ هناك مبررًا للتصويت مجددًا على بنود اتفاقية الخروج التي ستتفاوض الحكومة بشأنها مع بروكسل، مؤيدة النقطة التي اثارها النائب العمالي ديفيد لامي. &

لكن الوزير السابق في حكومة المحافظين جون بنروز قال إن البريطانيين اعربوا عن رأيهم، وأن اجراء استفتاء آخر سيقوّض ثقة الرأي العام، ويؤدي الى صرخات غضب تصم الآذان من&الناخبين.&

خطف المبادرة
واعلن بنروز "ان بريكسيت يعني بريكسيت، وعلى كل ديمقراطي حقيقي أن يقبل الحكم... وأن نعمل معًا لتنفيذه". وكانت مذكرة الأربعة ملايين توقيع بدأت في مايو، ولكن الاهتمام بتوجيهها تصاعد خلال الساعات الثماني والأربعين التي اعقبت يوم الاستفتاء في 23 يونيو، وبحلول 26 منه جمعت 3.2 ملايين توقيع.&

لكن صاحب المبادرة الى اطلاق المذكرة اوليفر هيلي اتهم مؤيدي البقاء بخطفها. وأعلن هيلي، وهو ناشط من دعاة الخروج، نأيه عن المذكرة، قائلاً انه بدأها قبل الاستفتاء، لأنه كان يخشى أن يختار البريطانيون البقاء في الاتحاد الاوروبي بهامش صغير ونسبة مشاركة متدنية.

غير أن الاستفتاء اسفر عن فوز مؤيدي الخروج بنسبة 51.9 في المئة، مقابل 48.1 في المئة مع البقاء، فيما بلغت نسبة المشاركة 72 في المئة. وبدأت لجنة المذكرات العامة في مجلس العموم تحقيقاً وسط ادعاءات بأن بعض الأسماء المدرجة على النسخة الالكترونية من المذكرة أسماء زائفة. &

فرص مستقبلية
لن تتغير نتيجة الاستفتاء بعد مناقشات البرلمان يوم الاثنين، لأن القواعد التي أُجري بناء عليها أُعدت بموافقة البرلمان، ولا يمكن تغييرها بأثر رجعي.

ودعا لفيف من نواب حزب الأحرار والحزب القومي الاسكتلندي وحزب العمال الى مصادقة الشعب البريطاني على اتفاقية بريكسيت النهائية مع الاتحاد الاوروبي، من خلال استفتاء آخر، ولكن الحكومة استبعدت ذلك. &

وقال ديفيز، وزير شؤون بريكسيت، وأحد مهندسي الاستراتيجية التي ستعتمدها الحكومة في المفاوضات مع بروكسل، إن فرصًا كبيرة ومثيرة ستتوافر لبريطانيا من خلال موقعها الجديد في العالم.

أعدت "إيلاف" المادة نقلًا عن موقع "بي بي سي"
يمكنكم قراءة المادة الأصل على الرابط الآتي:

http://www.bbc.co.uk/news/uk-politics-37271417

المادة الأصل هنا

&

&