تنصل رئيس الوزراء العراقي من طلب خارجية بلاده من نظيرتها السعودية استبدال سفيرها في العراق ثامر السبهان وقال إنه سمع به من الاعلام وأشار إلى أنّه سيطرح اسماء المرشحين للوزارات الشاغرة إلى البرلمان الخميس المقبل في حال انعقاده مؤكدًا أن الحشد الشعبي سيشارك في معركة تحرير الموصل معلنا عن الموافقة على تعديل العفو العام.. بينما حمل المطلك واشنطن مسؤولية الاوضاع العراقية الحالية المتدهورة.

&إيلاف من لندن:&خلال مؤتمر صحافي في بغداد اثر اختتام اجتماع مجلس الحكومة وتابعته "إيلاف" أكد رئيسه حيدر العبادي انه لم يكن له علم بطلب وزارة الخارجية العراقية استبدال السفير السعودي في بغداد ولم تبلغه بذلك وانما سمع به من الاعلام.&

وأكد رغبة العراق في استمرار العلاقات الدبلوماسية مع السعودية رغم ما قال انها الخلافات في ما بينهما في إشارة إلى مواقفهما المتعارضة من الكثير من القضايا العربية والاقليمية الراهنة. وأشار إلى إن "السفير السعودي تدخل في الشأن العراقي وكانت له تصريحات غير سليمة".

وأضاف أن "تصريحات السفير كانت غير سليمة وفيها إساءة للعراق وهذا خلل في العمل الدبلوماسي بين العراق والسعودية". وأضاف أن "السبهان تدخل بمكونات وشأن العراق الداخلي وهذا غير مقبول وكان يطلق تصريحات ليس من شأنها أن توطد علاقة العراق بالسعودية وانما تزيدها تعقيدا ونحن لا نريد أن تنتهي علاقتنا مع السعودية ولكن ليس على حساب العراق".

وكان السبهان قد غادر بغداد أمس عائدا إلى الرياض بعد أسبوع من طلب العراق من السعودية استبداله في حين أشارت تقارير سعودية إلى تعيين العميد الركن عبد العزيز بن خالد الشمري الملحق العسكري في ألمانيا وزيرا مفوضاً برتبة سفير في وزارة الخارجية ليعمل في سفارة الرياض في بغداد حيث سيتسلم مهامه بديلاً عن السفير السابق السبهان.

تقديم المرشحين للوزارات الشاغرة&

وأضاف العبادي انه سيقدم اسماء مرشحين لاربع وزارات شاغرة حال اكتمال النصاب القانوني لمجلس النواب في جلسته التي ستعقد الخميس المقبل.

ورفض اخضاع منصبي وزيري الداخلية والدفاع إلى المحاصصة المتبعة في العراق في توزيع المناصب الحكومية في الدولة .. داعيا الكتل النيابية إلى استقرار سياسي في أسماء المرشحين لوزارتي الداخلية والدفاع وتقديمهم اليه... لكنه شدد على انه لن يلجأ إلى المحاصصة في اختيار الوزيرين في إشارة إلى رفض التوافق بين الكتل السياسية على ان يكون وزير الداخلية شيعيا والدفاع سنيا.&

الحشد الشعبي سيشارك في معركة الموصل

وأكد العبادي ان هيئة الحشد الشعبي ستشارك في معركة تحرير الموصل ولا يوجد قرار بالمنع .. موضحا ان من يحدد القوات التي تتواجد في الموصل لتحريرها هي متطلبات المعركة "ولدي محددان اساسيان في هذه المعركة وهي قدرة قواتنا وسلامتها على القيام بعملها بشكل سليم وتقليل خسائر المواطنين لاننا نريد انقاذ المدنيين من داعش".

وقال ان "البعض يطالبني ان لا استعين بالتحالف الدولي وهو امر لا يجوز فاذا كانت حماية قواتنا تتطلب استخدام غطاء جوي فسنستخدم الغطاء الجوي من التحالف الدولي واذا تطلب الامر وجود عدد إضافي من المستشارين لحماية قواتنا فسنستخدمها ايضا".

تعديل قانون العفو ومنح الموظف اجازة لخمس سنوات

وأشار إلى موافقة مجلس الوزراء في جلسته اليوم على اعطاء الموظف اجازة لمدة 5 سنوات براتب اسمي فقط. وقال ان مجلس الوزراء ناقش اعطاء الموظفين اجازة وهذا لتسهيل الضغط على الموظفين والدرجات الوظيفية في الدولة حيث سيمكن للموظف ان يأخذ اجازة لمدة خمس سنوات براتب اسمي كامل وتحسب له لاغراض التقاعد.. موضحا حصول موافقة اولية على شمول اصحاب العقود بهذا الامر ايضا لانهم لم يثبتوا حتى الان او يكونوا خارج الخدمة .

واوضح ان مجلس الحكومة وافق اليوم ايضا على تعديل بعض مواد قانون العفو العام الذي صادق عليه البرلمان في 25 من الشهر الماضي وهي الفقرات التي تسمح بإطلاق سراح المشمولين بالقانون مقابل مبالغ مالية وقضاء فترة محكوميتهم في منازلهم وقال ان هذه التعديلات ستقدم إلى مجلس النواب على امل التصويت عليها مجددا. وأضاف ان بعض فقرات القانون تضمن اطلاق سراح الخاطفين والارهابيين والذين يتاجرون بالمخدرات وكذلك من يقومون بجرائم الاغتصاب واعطائهم صلاحية لشراء سجنهم بعشرة الاف دينار عن كل يوم .
&
&المطلك لواشنطن: انتم المسؤولون عن اوضاع العراق الحالية

إلى ذلك، أبلغ رئيس ائتلاف العربية نائب رئيس الوزراء العراقي السابق صالح المطلك سفير الولايات المتحدة الجديد في بغداد إن بلاده مسؤولة عن افساح المجال لدول مجاورة ومخابرات الاقليمية لملء الفراغ وتشكيل فصائل مسلحة والتحكم بمصير العراق.

جاء ذلك حلال اجتماع للمطلك في بغداد اليوم مع السفير الاميركي الجديد في العراق دوغلاس الن سيليمان حيث شدد على أهمية ان تكون للولايات المتحدة استراتيجية واضحة لمستقبل العراق ومرحلة ما بعد داعش متمنيا للسفير النجاح في مهمته املا ان تشرع واشنطن بفتح آفاق جديدة من العلاقات السياسية والاقتصادية كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف".&

وأشار المطلك إلى أنّ اوضاع العراق الامنية والسياسية والاقتصادية قد وصلت إلى مديات غاية في الصعوبة وان التدخلات في الشأن العراقي من بعض دول الجوار امست تهدد الوحدة الوطنية والنسيج المجتمعي محملا الولايات المتحدة والمجتمع الدولي مسؤولية افساح المجال لبعض الجهات المتنفذة والمخابرات الاقليمية لملء الفراغ وتشكيل فصائل مسلحة والتحكم بمصير البلاد.

وأكد اهمية ان تكون للولايات المتحدة استراتيجية واضحة لمستقبل العراق ومرحلة ما بعد داعش وعدم ترك الامور تجري من دون اجراءات وخطط واضحة ،مشيرا إلى المسؤولية التأريخية التي ترتبت على واشنطن بعد تنفيذها قرار غزو العراق عام 2003.&

وحذر المطلك من خطورة مواقف شعبية عراقية قد تصل حد الانتفاض في المناطق التي تحررت من سيطرة تنظيم داعش ما لم يتم تغيير السياسات القديمة والتخلي عن ممارسات تهميش وتهديد مكون بعينه (في إشارة إلى السنة) طالما كان هدفا لجماعات مسلحة منفلتة تنفذ اجندات خارجية تهدف إلى بث الفرق وتحطيم اواصر الاخوة العراقية.&

ومن جانبه جدد السفير الاميركي موقف بلاده الداعم للشعب العراقي ووحدته وامن حدوده ومواطنيه متمنيا تحقيق النصر النهائي ضد التنظيمات الارهابية المتشددة.&

وكان السفير الجديد قد وصل إلى بغداد في الاول من الشهر الحالي وقدم اوراق اعتماده إلى الرئيس العراقي فؤاد معصوم الذي أكد أهمية العمل المشترك وتعزيز التعاون بين العراق والولايات المتحدة الاميركية للقضاء على تنظيم داعش الذي بات يشكل خطرا على أمن العالم أجمع.

كما شدد على أهمية العمل المشترك لتطوير العلاقات بين جمهورية العراق والولايات المتحدة في جميع المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية فضلا عن تنشيط التعاون الثنائي على الصعد الاخرى ذات الاهتمام المشترك كما قال بيان رئاسي عراقي اطلعت على نصه "إيلاف".

ومن جهته أكد السفير سيليمان حرص بلاده على تعزيز علاقات الشراكة مع العراق في جميع الميادين مبينا أهمية تكثيف الجهود للقضاء على تنظيم داعش الارهابي ليس على المستوى العسكري فحسب بل على المستوى الفكري ايضا.&
&