لندن:&طوّر الباحثون فحص دم بسيطاً يستطيع كشف مرض السرطان قبل ظهور أي عوارض متعلقة به، ويعد هذا الاكتشاف بالغ الأهمية، حيث أنّه قد يساهم في إنقاذ حياة آلاف الأشخاص.

وفي مهرجان العلوم البريطاني في سوانسي، قام العلماء الذين يقودون البحث بتشبيه الفحص الجديد إلى كاشف دخان الحرائق، لأنّه لا يجد السرطان بحد ذاته بل يلاحظ التغييرات التي تصيب الخلايا الحمراء في حال الإصابة به. ويعتبر الاكتشاف المبكر للمرض هو العامل الأساس لإجراء علاج ناجح. هكذا، إذا تمّ تحديد ورم في منطقة واحدة من الجسم، تزداد فرص إزالته جراحياً، أما إذا كان قد تفشّى في أعضاء أخرى، فاحتمال وفاة المريض يصبح أكبر. وبما أنّ الفحص لا يكلّف إلا 47 دولاراً، فمن الممكن استخدامه لمراقبة الناس الأكثر عرضة &لخطر الإصابة بالسرطان.

لا دخان بدون نار

ووفقاً للباحث المسؤول عن الدراسة، غاريث جانكينز، "يمكن تشبيه الفحص بكاشف الدخان السرطاني، لأنّ كاشف دخان الحرائق لا يضبط الحريق بحدّ ذاته في منازلنا، بل يلتقط الدخان الناتج من الحريق، إذاً فهذا الفحص يفضح مرض السرطان من خلال كشف دخانه، أي خلايا الدم المتحولة".

ويضيف جانكينز أنّ القول المأثور "لا دخان بدون نار" ينطبق هنا، فيمكننا القول "لا سرطان بدون تحوّل، لأنّ التحول هو القوة الدافعة الرئيسة لنمو المرض".

وأكّد بعض الباحثين من كلية الطب في جامعة سوانسي أنّ هذا الفحص يسمح باكتشاف مرض السرطان قبل أن يظهر أي من عوارضه، وبحسب بيان عن البحث فهذا الاكتشاف يتمتّع بإمكانات هائلة، إذ إنّ التشخيص المبكر هو العامل الأساس في زيادة معدّلات النجاة من المرض، علماً أنّه لا يستغرق إلا بضع ساعات ويعتمد على معدات المختبر العادية.

تحولات الخلايا

قام الباحثون بالعمل على تطوير الفحص طوال السنوات الأربع الماضية، حيث قاموا بدراسة 300 حالة تتضمّن أشخاصاً أصحاء، ومرضى يظهرون علامات ما قبل سرطانية، وآخرين مصابين بسرطان المريء.

ويعمل الفحص على كشف أي تحول يطرأ على البروتينات الموجودة على سطح خلايا الدم الحمراء. وتبيّن أنّ معدّل التحوّل يبلغ حوالى 5 في المليون لدى الأشخاص الأصحاء، بينما يتراوح بين 50 و100 في المليون لدى مرضى السرطان. ويعتبر الباحثون أنّ تأثير هذه التحولات بمثابة أضرار جانبية ناجمة عن المرض، أما المفيد في تحولات خلايا الدم فهو إمكانية كشفها ببساطة وفعالية وبأسلوب غير غازي.&

إلى البنكرياس

ويلفت البروفيسور جانكينز إلى أنّ أحد الأسباب التي تجعل سرطان المريء فتاكاً هو التأخر في تشخيصه في غالبية الأحيان، فيموت المرضى بعد سنة واحدة تقريباً من اكتشاف المرض، أما الذين يبقون 5 سنوات إضافية على قيد الحياة فلا يتجاوزون الـ 15%. وتشهد بريطانيا حوالى 7 آلاف حالة مماثلة في السنة، سيفرحون بالحصول على فحص يكشف المرض في مرحلة مبكرة.&

وعند سؤاله عن مدى أهمية الفحص لو كان فعالاً في كشف كل أنواع السرطان، أجاب البروفيسور أنّ ذلك سيعطي نتائج غير مسبوقة، لأنّه سيسمح بكشف المرض في وقت مبكر وإزالته جراحياً أياً كان نوعه. وتجدر الإشارة إلى أنّ العلماء بدأوا اليوم بإجراء بحوث لمحاولة كشف سرطان البنكرياس بالطريقة نفسها وهم يحاولون إيجاد مصدر تمويل للتمكّن من تحقيق إنجازات إضافية.

وصرّح البروفيسور جانكينز أنّه يستبعد احتمال الفشل في إثبات فعالية الفحص في كشف أنواع أخرى من السرطان.

دراسات

أما الدكتورة آني مكارثي، وهي مسؤولة المعلومات العلمية التي تحتل منصباً بارزاً في معهد بحوث السرطان في المملكة المتحدة Cancer Research UK، فقالت: "من المهم جداً إيجاد طرق جديدة لكشف السرطان في مراحل مبكرة من أجل تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة، خصوصاً إذا كان المرض من النوع الذي تصعب معالجته مثل سرطان المريء"، واعتبرت أنّ "دراسات مماثلة مثيرة للحماس لأنّها قد تؤدي إلى تشخيص المزيد من حالات سرطان المريء في مراحله المبكرة، وهي تعتمد على استخدام عيّنات من الدم تكشف الأضرار الخلفية في الحمض النووي وتعتبرها علامة تشير إلى الإصابة بالسرطان".

لكنّها شدّدت على ضرورة توسيع نطاق الدراسات والبحوث من أجل ضمان النتائج والتأكد من أنّ الفحص موثوق قبل استخدامه في العيادات.&

أعدّت "إيلاف" هذه المادة عن صحيفة إندبندنت البريطانية على الرابط الآتي:

http://www.independent.co.uk/news/science/cancer-breakthrough-news-latest-smoke-detector-test-symptoms-check-a7227786.html