تناولت الصحف العربية بنسختيها الورقية والإلكترونية تداعيات المحادثات الروسية-الأمريكية حول الأزمة السورية على هامش قمة العشرين التي عقدت في الصين.

أبدت الكثير من الصحف تشاؤمها حيال المحادثات وأشارت إلى "فشلها"، بينما أشار بعض الكتاب إلى أن "الهوة بشأن سوريا تزداد يوماً بعد يوم" بين البلدين.

وأفادت تقارير أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اجتمعا لقرابة 90 دقيقة على هامش قمة العشرين في الصين.

وجاء اللقاء بعد ساعات من فشل وزيري الخارجية الأمريكي والروسي في التوصل إلى اتفاق بشأن دخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في سوريا.

محاولة انقاذ أخيرة

كتب عبد الرحمن الراشد في صحيفة البيان الإماراتية: "الحرب لا تزال كبيرة، ومنتشرة على معظم الأراضي السورية، ولا يبدو في الأفق لا سلام ولا هزيمة. وتباشير الحل الجديد الذي نسمعه فقط لأن واشنطن تريد إنهاء العنف دون حل المشكلة، مثل النعامة التي تدفن رأسها في الرمل".

ورأى صفوت حدادين في الرأي الأردنية أن "الهوة بشأن سوريا بين الولايات المتحدة و روسيا تزداد يوماً بعد يوم و الدليل هو فشل اجتماع وزيري خارجية البلدين على هامش قمة العشرين دون الوصول لاتفاق بشأن وقف الحرب في سوريا... بعدها اجتمع الرئيسان، أوباما و بوتين، في لقاء غير رسمي، ويبدو أن الأمر لم يتعدى محاولة انقاذ أخيرة لم تنجح أيضاً".

وأضاف حدادين قائلاً: " كل الأطراف تشعر الآن بالتعب من استمرار الأزمة السورية والبعض أُنهك، بما فيه الأمريكان و الروس، و مراوحة الحلول مكانها سيولّد انفجاراً سياسياً".

من جانبه أشار أسعد حيدر في المستقبل اللبنانية إلى أن "الرغبة في التسوية، موجودة ومطلوبة لدى الروسي والأمريكي على السواء. لكن الفرق كبير بين الرغبة والقدرة والإنجاز. ليس كل ما هو مرغوب يمكن الحصول عليه، خصوصاً إذا كانت دونه حرب أو أكثر، وبحر من الدماء ومساحات مأهولة مفتوحة على الدمار".

وأضاف حيدر: "مسارات التسوية أصبحت مفتوحة، لأن الجميع وصل الى قناعة بضرورة الحل، لكنها ستبقى معلقة على التفاهم الأمريكي الروسي وهو لن يتبلور نهائياً كما يبدو قبل عام من الآن".

وفي الجريدة ذاتها، كتب علي نون: "الواضح سلفاً أن الأمريكيين والروس يعرفون نتيجة مفاوضاتهم، سلفاً! لكنهم بدورهم يلعبون لعبة تقطيع الوقت، بانتظار مرور الأشهر الأخيرة من إدارة مستر أوباما، من دون تسجيل شيء ميداني كبير على مسرح العمليات السوري".

الذرائع الأمريكية

من ناحية أخرى، انتقد علي قاسم في جريدة الثورة السورية ما أسماه "الذرائع الأمريكية التي تأتي لتبرير الفشل في التوصل إلى اتفاق مع الروسي قرينة إضافية على شروعها العملي بإعادة جدولة أكاذيبها المتعددة".

وأكد قاسم أن "الدليل على ذلك ما جرى خلال اليومين الماضيين، حين بدت الإشارات الأمريكية والإيحاءات المنتظرة منها انعكاساً لواقع الرغبة في تعطيل أي اتفاق، والدفع بالجهود نحو حالة استعصاء تعيد الأمور إلى المربع الأول".‏

في السياق ذاته، حذر تحسين الحلبي في الوطن السورية من أن الولايات المتحدة هي" الرابحة إن استمرت الأزمات والأقل خسارة حين تنتهي هذه الأزمات بفشل أهدافها. أما الخاسر الأكبر فهو المصالح العربية في كل مكان لأن الأزمة ستفرض استحقاقاتها السلبية وربما الكارثية على دول النفط مالياً واجتماعياً واقتصادياً ناهيك عن الشرخ الذي سيتولد في مجال علاقاتها مع دول كثيرة في المنطقة".