الأمريكي هارون ويلز أعلن بدء حفل افتتاح ألعاب البارالمبية من على كرسيه المتحرك

حضر رئيس البرازيل الجديد ميشيل تامر، حفل افتتاح دورة الألعاب البارالمبية ريو 2016، لذوي الاحتياجات الخاصة، في مدينة ريو دي جانيرو، وتعرض لصيحات استهجان أثناء الحفل الذي جاء مبهرا بالألوان والموسيقى ورسالته القوية لتوحيد البشر.

وأحاط الآلاف من المشاركين في الحفل بموكب الرياضيين المتنافسين على مدار ساعتين في ملعب ماراكانا، وتبدأ المنافسات الرياضية اليوم الخميس.

وبدأ حفل الافتتاح بحركة بهلوانية من الأمريكي هارون ويلز، بكرسيه المتحرك أداها أثناء الإنزلاق من على منحدر، ليدور للخلف في الهواء ويمر من حلقة ضخمة.

وعزف الموسيقي كارلوس مارتن، السلام الوطني للبرازيل على البيانو بيد واحدة، إذ تعاني يده اليمنى من إعاقة، قبيل مرور موكب الرياضيين المتنافسين، وحظى البرازيليين بالنصيب الأكبر من التشجيع والتحية.

وحمل كل فريق لافتة على شكل قطعة بازل عليها اسم البلد من جهة ووجوه الرياضيين المتنافسين من الجهة الأخرى.

وبعد انتهاء الموكب، زينت قطعة البازل بوجوه كل رياضي مشارك في الألعاب. ثم تجمعت كل الوجوه معا لتشكيل القلب النابض، الذي بدأ ينبض في نفس الوقت مع الموسيقى.

وكان الحدث الأكثر لفتا للانتباه عندما سطعت الأضواء اللامعة فجأة لتعمي أعين الجمهور في محاولة لإظهار الواقع الذي يواجهه رياضيو البارالمبية، وأجبرت الجمهور على استخدام حواس أخرى مثل السمع بعد أن عُميت أبصارهم.

هارون أدى حركة مبهرة بالطيران في الهواء والدوران للخلف للمرور من حلقة ضخمة وهو جالس على كرسيه المتحرك

استهجان الشخصيات السياسية

وتعرض رئيس اللجنة المنظمة لألعاب ريو 2016 كارلوس نوزمان، لصيحات استهجان أثناء كلمته التي ألقاها في الحفل، وهو ما حدث مع رئيس البرازيل بعد وقت قصير أيضا.

وتشهد البرازيل اضطرابات سياسية، وذلك بعد إجبار الرئيس السابقة ديلما روسيف على ترك منصبها ومغادرتها مقر رئاسة البلاد قبل 24 ساعة فقط من الحفل.

وحاول نوزمان إنهاء كلمته التي تحدث خلالها عن "عالم جديد أكثر سهولة للجميع وبدون عقبات".

وكان دور الرئيس البرازيلي الجديد قصيرا جدا واكتفى بالإعلان الرسمي عن افتتاح الألعاب.

وفي النهاية تم إيقاد الشعلة البارالمبية مما أشعل حماس الجماهير الذي ساعد مارسيا مالسار على النهوض على قدميها مرة أخرى بعد أن سقطت أرضا أثناء حمل الشعلة.

صعوبات واجهت الألعاب

وجاء حفل الافتتاح مبهجا وشاهده الملايين في جميع أنحاء العالم، رغم الاضطرابات التي شابت الاستعدادت الأخيرة.

ومن تلك الاضطرابات انخفاض مبيعات التذاكر وأزمة التمويل وحظر مشاركة روسيا وكذلك الانتقادات الموجهة لتصنيفات الرياضيين المشاركين.

الرئيس البرازيلي ومسؤولين سياسيين تعرضوا لصيحات استهجان أثناء الحفل على خلفية الأزمة السياسية في البلاد

وحظى ملعب ماراكانا بتركيز كبير، وتابع ملايين المشاهدين عبر العالم موكب مرور أكثر من 4300 رياضي من مختلف أنحاء العالم.

وحمل الفارس لي بيرسون علم بريطانيا التي تشارك ببعثة مكونة من 264 رياضيا.

وحقق الفارس البريطاني بيرسون 12 ميدالية بارالمبية، بينها 10 ميداليات ذهبية، في أربع دورات.

وقال السير فيليب كرافن، رئيس اللجنة البارالمبية الدولية (IPC) "أحرزنا تقدما، واجهنا صعوبات كبيرة هنا، ولكن هذا يظهر فقط ماهية هذا التحرك".

وأضاف "إنها ألعاب شعبية ونحن نتطلع لقضاء وقت رائع هنا".

لكنه اعترف كذلك بنقص التمويل، والذي كان حتى وقت قريب يمثل خطرا على إمكانية إقامة الألعاب وكان مصدر قلق هائل.

وقال السير فيليب لبي بي سي سبورت "أدركنا منذ أربعة أو خمسة أسابيع فقط حجم الفوضى التي انتابت اللجنة المنظمة".

السير فيليب كرافن، رئيس اللجنة البارالمبية الدولية كشف عن حجم الفوضى التي عانت منها اللجنة المنظمة للألعاب

وأوضح "أعتقد أن اللجنة المنظمة في ريو عانت من حالة توتر".

ماذا حدث في الحفل؟

شارك أكثر من 4300 رياضيا يمثلون أكثر من 160 دولة في حفل الافتتاح، يتنافسون في 23 رياضة مختلفة بمجموع 526 ميدالية، وهي أول دورة بارالمبية تقام في أمريكا الجنوبي

وطرحت اللجنة المنظمة 50 ألف تذكرة لحضور حفل الافتتاح، وقالت إن المتبقي منها أقل من 1000 تذكرة فقط.

وشارك في الحفل، الذي استغرق ثلاث ساعات، 500 شخص بما في ذلك راقصين وفنانين وكان هناك أكثر من 2000 متطوع لتنظيم الحفل.

ما هي نوعية المشاكل؟

التمويل

شكلت قضية نقص التمويل مصدر قلق كبير لمنظمي الألعاب البارالمبية، في ظل معاناة الاقتصاد البرازيلي وانخفاض مبيعات التذاكر، ما يعني أن اللجنة المنظمة لم توفر المال الكافي لتمويل هذا الحدث.

واضطر إدواردو بايس، عمدة ريو دي جانيرو، لتوفير 36 مليون استرليني إضافية لتمويل الألعاب البارالمبية وكذلك 24 مليون استرليني من الشركات المملوكة للدولة للرعاية، ويعني هذا أن الألعاب سوف تمضي قدما، ولكن مع خفض عدد العاملين وكذلك خدمات النقل فضلا عن إغلاق بعض المراكز الإعلامية.

الألعاب البارالمبية واجهت صعوبات كبيرة فبل الافتتاح بسبب معاناة الاقتصاد البرازيلي وضعف مبيعات التذاكر

تذاكر

تحسنت مؤخرا مبيعات التذاكر وبلغت 1.6 مليون تذكرة من إجمالي 2.5 مليون تذكرة طرحتها اللجنة المنظمة، وذلك بعد أن كانت حصيلة المبيعات 12 بالمئة فقط قبل ثلاثة أسابيع.

وكانت دورة الألعاب البارالمبية في لندن 2012 قد حققت مبيعات تذاكر قياسية بلغت 2.7 مليون تذكرة.

وتبرع الأمير هاري لمبادرة #ملء المقاعد #FillTheSeats، التي تعمل مع منظمي البارالمبية، بشراء 10 ألاف تذكرة لأطفال البرازيل.

المنشطات الروسية

ومازالت قضية منشطات الرياضيين الروس قائمة حتى الآن، وهناك جدل حول إمكانية مشاركتهم في المنافسات من عدمه، بعد أن ذكر تقرير للرابطة العالمية لمكافحة المنشطات وجود دليل على وجود المنشطات بصورة كبيرة في مختلف الأنشطة الرياضية في روسيا.

وخلافا لدورة الألعاب الأولمبية، التي تسمح للاتحادات الرياضية الفردية باتخاذ قرار السماح للروس بالمنافسة في ريو عام 2016، فقد فرضت اللجنة البارالمبية الدولية حظرا شاملا على مشاركة الرياضيين الروس، وفشل المسؤولون الروس في إلغاء هذا القرار.

 

لافتات من قطع البازل حملت أسماء الدول المشاركة من جهة وصور الرياضيين المشاركين من الجهة الأخرى

تصنيفات الرياضيين

أثيرت مخاوف بشأن ما إذا كان النظام المستخدم لتحديد تصنيفات الرياضيين المتنافسين تعرض لتلاعب لزيادة فرص الفوز بميداليات.

وانتقدت العداءة البريطانية في سباقات 300 متر بيثاني وودوارد، التي تعاني من الشلل الرعاش ولن تشارك في الألعاب الحالي، اللجنة البارالمبية البريطانية (BPA)، وقالت "لقد أحضروا منافسين ليسوا في نفس درجة الإعاقة التي أعاني منها".

وتقول اللجنة البارالمبية الدولية إن النظام يخضع لمراجعة مستمرة، وسوف تنظر في التصنيفات بعد ريو، والممارسة القياسية للجسم بعد كل دورة بارالمبية.

 

تمثل الصين القوى العظمى المهيمنة على الألعاب البارالمبية، بعد أن تصدرت جدول الميداليات في لندن عام 2012 بالحصول على 231 ميدالية، 95 منها ذهبية

من هم المتنافسون الكبار؟

تمثل الصين القوى العظمى المهيمنة على الألعاب البارالمبية، بعد أن تصدرت جدول الميداليات في لندن عام 2012 بالحصول على 231 ميدالية، 95 منها ذهبية.

بينما حلت روسيا في المرتبة الثانية بتحقيق 36 ميدالية ذهبية، لكنها لن تكون في ريو بسبب الحظر، بينما جاءت بريطانيا في المركز الثالث وحققت 34 ميدالية ذهبية، ولديها فرصة كبيرة لتحسين ترتيبها والتقدم لمراكز أفضل.

ومن بين النجوم العالميين في ريو السباح البرازيلي دانيال دياس، والسباحة الأمريكية اليزابيث ماركس، ولاعبة تنس الطاولة في الألعاب الأولمبية والبارالمبية الاسترالية ميليسا تابر والعداءة الهولندية الفاتنة مارلو فان رين.